تابعنا باهتمام النطق السامي الذي ألقاه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، بعد أدائه اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة.
ومن خلال المحاور التالية نحاول تلمس أبرز ملامح الخطاب:
• في العين دمعة:
خلال الجزء الأول من الخطاب يوجه سموه تحية لأعضاء الحكومة والبرلمان رغم الألم والأسى والحزن بعد رحيل سمو الأمير السابق الشيخ نواف الأحمد، رحمه الله، والذي وافته المنية يوم السبت 16 ديسمبر 2023.
• صفات القائد:
وصف سمو الأمير أخاه الذي فقده قبل عدة أيام، وحزنت عليه الكويت وسائر الدول الشقيقة والصديقة، ومشاركتها للكويت في أحزانها، بالأخ والأب والقائد الفذ، مشيراً إلى دوره الأبوي والإنساني البارز والمشرف في عطائه اللا محدود والسيرة العطرة التي تركها لنا والتواضع الذي عرف به.
• المراجعة والتقييم:
انتقل الخطاب إلى نقطة مهمة، وهي عملية التفاعل مع اتخاذ القرارات، وذلك بقول سموه مشيراً إلى أخيه رحمه الله «كان له منا السمع والطاعة»، وهي عملية تنفيذ القرار، ثم انتقل الخطاب إلى الإقرار بعدم مخالفة قرارات سمو الأمير الراحل، رحمه الله، رغم عدم الاقتناع بالقرار، وتتمثل تلك الفكرة بـ«رغم عدم قناعتنا ببعضها» أي تلك القرارات قد تخضع للمراجعة والقراءة النقدية، ومرحلة المراجعة والتقييم جزء من الفكر الاستراتيجي، وهي دلالة على نوع القيادة لسمو الأمير وهي القيادة الاستراتيجية.
• العهد الجديد:
وهنا يذكر الخطاب بتسلسل تسلم سمو الأمير زمام الحكم، ثم الاعتزاز بدور المجلس الذي شهد قسم سموه تحت قبة قاعة عبدالله السالم، وعاهد الله والشعب الكويتي أن يكون المواطن المخلص لوطنه الحريص على رعاية مصالح البلاد والعباد والمحافظ على الوحدة الوطنية، وأن يواصل دوره في السعي إلى رفعة الوطن وازدهاره وتقدمه.
• تصحيح المسار:
استمراراً لما ذكر سموه في خطابات سابقة (النطق السامي ممثلا للأمير الراحل نواف الأحمد الصباح 20 يونيو 2023) والتي تناولت أعمال السلطتين، وسلطت الأضواء على امتعاض المواطن من انحراف مسار السلطتين عن تحقيق الأهداف، داعياً إلى تقييم العمل البرلماني وتصحيح اعوجاجه، وخلال النطق السامي قبل عدة أيام استكمل سمو الأمير النهج عبر الدعوة إلى تصحيح المسار، كاشفا عن امتعاضه من اشتراك السلطتين التنفيذية والتشريعية في الإضرار بمصلحة البلاد، وذلك عبر العبث وعدم الالتزام بالقانون فيما يخص التعيينات، وملف رد الاعتبار، والعفو، وسط سكوت أعضاء السلطتين، مشبها ذلك بالعبث المبرمج حتى باتت تلك القرارات تأخذ صفة شرعية وسط صمت السلطتين.
• السياسة الخارجية:
وفي السياسة الخارجية ذكر سموه استمرار دور الكويت الريادي مع الدول الشقيقة والصديقة في شتى القضايا والحفاظ على مكانة الكويت في الإطار الخليجي والإقليمي والدولي.
• التحديات:
يتطرق النطق السامي إلى التحديات المحيطة بالمنطقة، ويحذر منها، داعيا إلى إدراك حجم المسؤولية والتمسك بالوحدة الوطنية، والحاجة لمراجعة الواقع الحالي، والحرص على الاستماع للرأي والمشورة والنصيحة، وعدم التسرع في إصدار القوانين وذلك حفاظا على الوحدة الوطنية.
وأخيرا وليس آخراً يختتم الخطاب بالتذكير بمسؤولية القيادة السياسية بالاقتراب من الجميع ومتابعة الأمور والمحاسبة الجادة في إطار القانون.
• كلمة أخيرة:
لم يكن الخطاب كغيره من الخطابات، فقد جاء مباشراً حاملا هموم الشعب في بيت الشعب، موجهاً سهام النقد إلى السلطتين لعلها تصبح حافزاً للانطلاق بحركة إصلاحية وتصحيحية باتجاه التنمية، وهي نقطة البداية، لعلنا نستوعب الدرس قبل فوات الأوان.