غداة زيارة ميدانية قام بها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى القطاع الفلسطيني المحاصر، كثف الجيش الإسرائيلي من عملياته العدوانية التي يشنها على غزة منذ 81 يوماً، واستهدف آلاف النازحين في مدينة خان يونس جنوب المنطقة المتاخمة للحدود المصرية أمس.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن مدفعية الاحتلال استهدفت الطوابق العلوية في مقر الجمعية الذي يضم آلاف النازحين بخان يونس، في حين شهدت مدن جباليا وغزة ودير البلح قصفاً جوياً ومدفعياً مكثفاً خلّف عشرات القتلى والجرحى مع تواصل الحرب الانتقامية الإسرائيلية التي انطلقت عقب هجوم «طوفان الأقصى» الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر الماضي.
واستمرت المعارك الضارية بين فصائل المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي على عدة محاور، حيث أقرّ الاحتلال بمقتل ضابط وجندي وإصابة 4 آخرين بجروح خطيرة لترتفع حصيلة قتلاه منذ بدء الحرب إلى 491 ضابطاً وجندياً وفق إعلاناته، كما اعترف بمقتل جنديين بقصف خاطئ نفذته إحدى دباباته في غزة الشهر الماضي.
وأعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ «حماس»، أنّها استهدفت ناقلة جند إسرائيلية يعتليها عدد من الجنود شمال شرق مخيم البريج وسط القطاع، مؤكدة إيقاع الجنود بين قتيل وجريح.
ودمّر مقاتلو «القسّام» دبابتين إسرائيليتين «ميركافا» شرق مخيم البريج حيث تسعى القوات الإسرائيلية إلى نقل تركيز عملياتها العسكرية إلى وسط القطاع بالتوازي مع استمرار المعارك في شماله وجنوبه.
من جهتها، أفادت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد بخوض معارك طاحنة في خان يونس. وأطلقت الفصائل رشقات صاروخية باتجاه غلاف غزة.
نصر زائف
وفي وقت حذرت أوساط عبرية من «صورة زائفة» يتم الترويج لها رغم صعوبة العمل ضد الأنفاق، ذكر الجيش الإسرائيلي أن عشرات الطائرات قصفت أكثر من 100 هدف بينها أنفاق في جباليا وجحر الديك ومنشآت عسكرية.
وجاء ذلك بالتزامن مع اقتحام الاحتلال مدناً وبلدات في الضفة الغربية شملت بيتونيا وبيت لحم والخليل وطولكرم وقلقيلية ورام الله وشنت حملة اعتقالات، كما قُتل اثنان بمخيم الفوار جنوب الخليل.
خلاف الحلفاء
وأفاد موقع «أكسيوس» نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين بوجود «خطة متوقعة تقضي بخفض العمليات بحلول نهاية يناير».
ونقل الموقع عن مسؤول أميركي، أن القضية الرئيسية للنقاش بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو تتمحور حول «كيفية إنهاء الأمور، والإطار الزمني لذلك».
ووصل وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، إلى واشنطن، لعقد اجتماعات بشأن خطط تقليص العمليات العسكرية و«الانتقال من الحرب عالية الشدة إلى الحرب منخفضة الشدّة»، فضلاً عن مسألة إدارة الشؤون المدنية في غزة خلال الأشهر المقبلة وأفكار نتنياهو التي تطمح إلى فرض إدارة طويلة المدى على القطاع المعزول عن الضفة.
وبرز أمس، انتقال الخلاف بين الحليفين إلى مستوى أعلى بعد كشف صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن الولايات المتحدة رفضت طلباً إسرائيليا للحصول على مروحيات «أباتشي».
وتم تقديم الطلب إلى «البنتاغون» في الأسابيع الأخيرة، كما أثاره وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال اجتماعاته مع نظيره الأميركي لويد أوستن بتل أبيب الأسبوع الماضي.
ونقلت القناة الـ12 عن غالانت تحذيره من تعطيل المساعدات الأميركية، متهماً إدارة بايدن بالتلكؤ لأسباب سياسية وليس فنية.
وذكرت أن التحذير جاء عقب اتصال هاتفي أجراه غالانت، مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن ترك انطباعات بأن الحديث يجري عن خلافات حادة واحتمال أن تكون واشنطن بصدد تعطيل مساعدات للجم اندفاع إسرائيل لتوسيع النزاع إقليمياً.
ولفتت القناة إلى حاجة إسرائيل الملحة للمروحيات القتالية، لأن طبيعة العمليات تجعلها لا تتوقف عن التحليق على مدار الساعة، لدرجة أن سلاح الجو يستعين بقادة مسنين.
رفض ومجاعة
ووسط الحديث عن «المبادرة المصرية»، أعلنت منظمة التحرير رفضها «تشكيل حكومة تكنوقراط لإدارة الضفة وغزة خارج إطار مسؤوليتها».
وطالبت السلطة بالإعلان رسمياً عن أن القطاع يعاني «مجاعة حقيقية تهدد حياة سكانه بالموت»، داعية مجلس الأمن، إلى تحميل إسرائيل «المسؤولية عن الإبادة بالمجاعة».
كما حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، من أن الأوضاع في غزة «تخطّت الانهيار»، داعياً إلى احترام المعايير الدولية للحقوق.
دعوة سعودية
على الصعيد الدولي، دعت السعودية لوضع حد فوري للانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة تجاه المدنيين العزّل من قتل وتهجير قسري.
وقال وزير الإعلام سلمان بن يوسف الدوسري، إن مجلس الوزراء تابع مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، ولاسيما التطورات في الأراضي الفلسطينية.
وفي طوكيو، قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، يوشيماسا هاياشي، إن الحكومة اليابانية ستفرض عقوبات على المدفوعات والمعاملات الرأسمالية الخاصة بثلاثة من كبار قادة «حماس»، وستجمد أصولاً مملوكة لهم.