جولة خامسة من التّهم الجنائية قد تقصي ترامب عن انتخابات الرئاسة
كشف وليام كوهين، المحامي السابق لدونالد ترامب عن تسجيلات لمكالمات أجراها الأخير للضغط لتغيير نتائج انتخابات عام 2020، مؤكداً أنها ستثير جولة خامسة من التهم الجنائية التي قد تقصيه نهائياً من انتخابات العام المقبل، بينما أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي «إف بي آي» أنه يحقق في تهديدات تلقاها قضاة المحكمة العليا بولاية كولورادو، الذين حكموا الأسبوع الماضي بعدم أهلية ترامب للترشح بالانتخابات.
وتطرق كوهين إلى تسجيلات نشرتها صحيفة «ديترويت نيوز» لمكالمة هاتفية بين ترامب ورئيسة اللجنة الوطنية الجمهورية رونا مكدانيل في 17 نوفمبر 2020، وطلب منها الضغط على اثنين من لجنة فرز الأصوات في ميشيغان، وهي ولاية رئيسية متأرجحة في الانتخابات، لعدم التصديق على نتائج التصويت آنذاك.
وأكد كوهين أنه «تم القبض مرة أخرى على ترامب متلبساً بمحاولة تزوير الانتخابات»، خصوصاً أنه تم تسريب تسجيلات وهو يخبر القائمين على فرز الأصوات أنهم سيبدون «فظيعين» إذا صدقوا على فوز جو بايدن بولاية ميشيغان، ودعاهم إلى «القتال من أجل بلدنا... لا يمكننا أن نسمح لهؤلاء بأخذ بلدنا منا».
وطلبت ماكدانيال من القائمين على فرز الأصوات، وفق نفس التسريبات، عدم التوقيع على بيان النتائج الرسمي لمقاطعة واين، وقالت «لا توقعوا عليه وسنعين لكم محامين»، غير أن كوهين شدد على أن هذه التسجيلات تؤكد ارتكاب ترامب تجاوزات جنائية، في حين قد تواجه ماكدانيال تهمة الرشوة بسبب مكالماتها الهاتفية للضغط على القائمين على فرز الأصوات.
ورغم أن بايدن كان قد فاز آنذلك بولاية ميشيغان بنحو 150 ألف صوت، فإن المحامي جو جالينا ذكر أن هذه التسجيلات أظهرت «الجهود الكبيرة التي بذلها ترامب لمحاولة تزوير الانتخابات»، مؤكداً أنه «لا يوجد شيء أكثر إقناعاً من تسجيل المتهم نفسه وهو يرتكب جريمة».
غير أن المتحدث باسم حملة ترامب أصدر مؤخراً بياناً ذكر فيه أن «جميع الإجراءات التي اتخذها ترامب آنذاك كانت في إطار وظيفته كرئيس للولايات المتحدة، وفي ظل احترام القوانين، وضمان نزاهة الانتخابات، بما في ذلك مزاعم تزوير الانتخابات الرئاسية عام 2020».
في سياق متصل، قالت مسؤولة الشؤون العامة في مكتب التحقيقات الفدرالي فيكي ميغويا، في بيان إن «FBI على علم بأمر التهديدات ضد قضاة محكمة كولورادو، ويعمل مع سلطات إنفاذ القانون المحلية بشكل حثيث بشأن أي تهديد أو استخدام للعنف يرتكبه شخص».
من جانبها، أعلنت إدارة شرطة مدينة دنفر أنها «استجابت لتهديدات بشأن مقر إقامة أحد قضاة المحكمة العليا، مساء الخميس، بناء على ما يبدو أنه تقرير كاذب»، فيما يقوم مسؤولو إنفاذ القانون على مستوى الولايات والمقاطعات ومجموعات البحث غير الحكومية، بمراقبة الخطاب في المنتديات المتطرفة على الإنترنت، بحثاً عن علامات قد تترجم إلى تهديدات ملموسة للموظفين العموميين، وفق «سي إن إن».
وظهرت أسماء قضاة المحكمة العليا الأربعة في كولورادو، الذين حكموا بعدم أهلية ترامب للترشح، بشكل متكرر في منشورات «تحريضية» في مثل هذه المنتديات، مع دعوات للكشف عن البيانات الشخصية للقضاة، وفقاً لتحليل للمحادثة عبر الإنترنت أعدته منظمة بحثية تابعة لوكالات إنفاذ القانون.