فقد المنتخب الفرنسي لكرة القدم بريقه في وقت متأخر السبت، مع انسحاب مهاجمه المخضرم كريم بنزيمة، أفضل لاعب في العالم، من تشكيلة حامل لقب كأس العالم لإصابة في فخذه، لينضم إلى سلسلة غيابات أرهقت الـ«زرق»، قبل 3 أيام من مباراتهم الأولى في مونديال قطر 2022.
وتواصل مسلسل سقوط مصاب تلو الآخر، فقبل بنزيمة ودع تشكيلة بطلة 1998 و2018 كل من نجمي الوسط بول بوغبا ونغولو كانتي، بالإضافة إلى الحارس مايك مينيان، قلب الدفاع بريسنيل كيمبيبي والمهاجم كريستوفر نكونكو.
وكان هداف ريال مدريد الإسباني، البالغ 34 عاما، يعاني من الإصابة منذ فترة، وخاض أقل من نصف ساعة في المباريات الست الأخيرة لناديه قبل كأس العالم.
اللاعب الذي قدم أفضل مواسمه في 2021-2022 عندما سجل 44 هدفا في 46 مباراة لريال مدريد، وقاده إلى اللقب الرابع عشر في دوري أبطال أوروبا، شارك السبت للمرة الأولى في تمارين فرنسا، بطلة مونديال روسيا 2018، لكنه أجبر على الخروج من ملعب السد للخضوع لفحوص طبية.
وقال الاتحاد الفرنسي، في وقت لاحق، إن الإصابة «تتطلب فترة للتعافي تصل إلى ثلاثة أسابيع»، ليفقد حظوظه بالمشاركة في المونديال.
وكتب اللاعب، صاحب 37 هدفا في 97 مباراة دولية مع فرنسا، في حسابه على «انستغرام»، «لم استسلم في حياتي أبدا، لكن الليلة يجب أن أفكّر في الفريق كما فعلت دوماً. المنطق يفرض عليّ ترك مكاني لشخص يمكنه أن يساعد فريقنا لتقديم كأس عالم جيدة».
لا استدعاء لبديل
ونقل الاتحاد الفرنسي عن المدرب ديدييه ديشان: «أنا حزين جدا لكريم الذي كانت كأس العالم هدفاً مهماً بالنسبة اليه»، متابعا: «رغم الضربة الكبيرة الجديدة لفرنسا، لدي كل الثقة بتشكيلتي. سنقوم بكل ما في وسعنا لنرتقي إلى التحدي الذي ينتظرنا»، وأعلن أنه لن يستدعي بديلا لمهاجم النادي الملكي دون أن يبرر قراره رغم أنه يملك مهلة حتى اليوم الاثنين لاستبداله حسب قوانين الاتحاد الدولي للعبة.
وتستهل فرنسا حملة الدفاع عن لقبها الثلاثاء ضد أستراليا في نسخة قطر 2022. وبعد غياب هداف ريال مدريد الإسباني عن المباريات منذ أكتوبر الماضي لإصابة في فخذه، شارك السبت في التمارين الجماعية للمرة الاولى منذ تجمع الفريق في كليرفونتين الاثنين الماضي.
ولم يلعب بنزيمة سوى نصف ساعة أمام سلتيك غلاسكو الأسكتلندي في 2 نوفمبر، منذ خوضه الدقائق التسعين للمرة الأخيرة في 19 أكتوبر بالدوري الاسباني.
وبعد ثلاثة أيام، تحدث النادي المدريدي عن «إجهاد عضلي في عضلات الفخذ بالساق اليسرى» بشأن المهاجم الذي كان قد توج للتو بالكرة الذهبية وغادر للراحة في اللقاء التالي.
وبرر الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال، غياب مهاجمه، قائلا: «أفضل خسارة (الكرواتي لوكا) مودريتش أو بنزيمة لمباراة بدلا من شهر»، معتقدا أن مكوث الفرنسي في العيادة الطبية لن يدوم كثيراً، قبل أن تتبدل كلماته في نهاية اكتوبر.
جيرو لتعويضه
وبعمر الرابعة والثلاثين، لن يتمكن بنزيمة على الأرجح من خوض مونديال ثان له، بعد الأول في 2014، علما أن مهاجم ليون السابق، استُبعد عن المنتخب بين 2015 و2021، لضلوعه بمحاولة ابتزاز زميله السابق في المنتخب ماتيو فالبوينا بشريط جنسي.
لكن في أرض الملعب، كان بنزيمة الذي وصفه النجم السابق زين الدين زيدان بأنه «أفضل مهاجم فرنسي في التاريخ»، يردّ بقوة فارضاً بأهدافه اعادة ضمه الى المنتخب. منذ مارس أصبح أفضل هداف فرنسي في التاريخ مع أكثر من 400 هدف في رصيده في المباريات الاحترافية متقدماً على تييري هنري.
ومع انسحاب بنزيمة، يجد كيليان مبابي نفسه مركز الثقل الوحيد في المنتخب الفرنسي.
لكن رغم ذلك، يمتلك ديشان بعض الأسماء الوازنة على غرار أنطوان غريزمان، عثمان ديمبيليه، كينغسلي كومان وماركوس تورام، إضافة إلى المخضرم أوليفييه جيرو الذي كان من المتوقع أن يلعب دور البديل لبنزيمة قبل إصابته، علماً انه كان أساسياً في حسابات ديشان حلال مشوار اللقب الناجح في روسيا 2018.
وقال جيرو (36 عاماً) الخميس: «أعيش فترة جميلة، وأشعر بحال جيدة من الناحية الجسدية». وإلى مباراة أستراليا الثلاثاء، تلعب فرنسا مع الدنمارك وتونس في 26 و30 الشهر الجاري.
وتُطرح أسئلة إضافية حول أهلية المدافع رافايل فاران للمشاركة. تدرّب للمرة الاولى مع المجموعة السبت على ملعب جاسم بن حمد، بعد تعرض لاعب مانشستر يونايتد الإنكليزي لاصابة مقلقة بفخذه الأيمن في 22 أكتوبر الماضي.
وقال ديشان الأحد ان فاران سيكون «جاهزاً» لخوض مباراة أستراليا.