عندما تتوقف أمام ما ينشر هنا وهناك في وسائل التواصل الاجتماعي التي تحولت بعض منابرها إلى حرب ضروس استخدمت فيها كل أدوات الإسفاف والقذف من بعض الخصوم الذين لم تتسم خصومتهم بشرف تشعر بالأسف، لما تحتويه من بذاءة وطعن تترفع أخلاق المتابعين عنها.
فما يحدث لا يشكل منبراً ديموقراطياً ولا محتوى للنقاش أو التباحث حوله، بل يشوه الهدف الأسمى من هذه الوسائل التي يفترض أن تكون ناقلا نوعيا لواقعنا وأطروحاتنا وأفكارنا وأيديولوجية تفكير البعض وآرائه حول ما يطرح من قضايا يسمح النقاش فيها، دون الدخول في النوايا أو تجاوز الحدود أو التدخل فيما لا يعنيهم أو التطرق للمحظور.
فهذه الممارسات التي بدأت منذ أعوام بين بعض الأطراف، بعد أن كانت ضربا تحت الحزام، أصبحت اليوم على عينك يا تاجر، والمراقبون لهذه الأساليب المرفوضة في مجتمعنا المسالم والمحترم لعاداته وتقاليده، أصبحوا في حالة انقسام، وهنا ينشط المطبلون الذين يخضعون لسياسة «الحسابة بتحسب» لحصد استفادة أكبر من الدفيع الجاد الذي يغرقهم بالعطايا للدفاع عنه وإبراز صورته وتجميلها وتشويه صورة الخصوم بأي وسيلة كانت عبر منابرهم الوهمية.
فهم يعتمدون التضليل والتشكيك ونسج الخيال لإثارة شجون وعواطف البعض الذي «ضايع بالطاسه ما يعرف كوعه من بوعه»، وهناك من أصبح بين «حانا ومانا» بانتظار إنهاء الجدل أو التوصل إلى هدنة بين المتخاصمين بعد أن ملوا من تكرار الأحداث والقضايا.
لقد مل الناس من هذه المشاهد وما تحمله من طرح مرفوض، فهناك من لا يزال يمارس الأدوار نفسها، وهنا عليه تحديث أفلامه لمواكبة التطورات التكنولوجية وغيرها من الأمور المستحدثة لعله يجذب الأنظار بصورة ألطف.
وعلى المندسين الذين لا همّ لهم سوى بث السموم لخلط الأوراق أن يصمتوا لأن أعمالهم وأهدافهم مكشوفة، إذ صاروا يخرجون في أوقات معينة بعد أن ضاقت على من يقف وراءهم الدائرة، وأصبحوا في دوامة يصعب الخروج منها، فضلا عن مروجي الشائعات الذين يعملون على إثارتها عادة لأهدافهم ومصالحهم وتضليل الرأي العام.
آخر السطر:
اعملوا وأنجزوا والتفتوا إلى المهم والأهم.