حزمة مساعدات أميركية أخيرة لأوكرانيا... وروسيا تحذر أرمينيا
موسكو تتهم الغرب بالتحريض على صربيا وواشنطن تدعو الـ «G7» لمصادرة 300 مليار دولار من الأصول الروسية
أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، هي الأخيرة لهذا العام وتبلغ قيمتها 250 مليون دولار، فيما اقترحت واشنطن مصادرة 300 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة، في وقت حذر نظيره الروسي سيرغي لافروف أرمينيا من المخاطرة بفقد سيادتها وتعميق الحوار مع حلف شمال الأطلسي «الناتو».
وأكد بلينكن أن المساعدات الأميركية «كانت حاسمة للأوكرانيين وهم يدافعون عن بلادهم وحريتهم ضد العدوان الروسي»، موضحاً أن الحزمة الجديدة تشمل أسلحة للدفاع الجوي وذخائر مدفعية لأنظمة الصواريخ عالية الدقة وذخائر مضادة للدروع، ودعا في الوقت ذاته الكونغرس الأميركي إلى التحرك بسرعة والموافقة على طلب الرئيس جو بايدن تمويلاً إضافياً لأوكرانيا.
البيت الأبيض يذعن لمطالب الجمهوريين باتفاق الهجرة مع المكسيك
من جهتها، ذكرت وزارة الدفاع الأميركية، في بيان، أن «الحزمة الجديدة ستدعم احتياجات أوكرانيا للدفاع عن سيادتها واستقلالها ضد الهجمات الروسية وتعزيز مكاسبها في ساحة المعركة».
ومنذ بداية الصراع العسكري بين أوكرانيا وروسيا، قدمت الولايات المتحدة لحد الآن نحو 111 مليار دولار لكييف، إلا أن الجمهوريين بالكونغرس رفضوا إقرار تمويل جديد، مشترطين تغييرات أمنية أكثر صرامة على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك للتصدي للهجرة.
اتفاقات مهمة
في هذا السياق، قام بلينكن بزيارة دبلوماسية نادرة خلال عطلة نهاية السنة إلى المكسيك، التي أعلن رئيسها أندريس أوبرادور التوصل إلى «اتفاقات مهمة» بشأن الهجرة، مشيداً بنتائج المحادثات بهدف «التصدي المباشر لقضايا التعاون الاقتصادي والأمن والهجرة».
وفي حين لم يقدم أوبرادور تفاصيل إضافية بهذا الشأن، أفاد مسؤول أميركي بأن الرئيس المكسيكي أبلغ الوفد باتخاذ إجراءات جديدة تشمل ملاحقة المهربّين الذين ينقلون المهاجرين إلى حدود البلدين.
وأضاف المسؤول، الذي تحدث للصحافيين شريطة عدم ذكر اسمه، «لقد أثارت بعض الخطوات الجديدة التي تتخذها المكسيك إعجابنا، ولمسنا في الأيام الأخيرة تراجعاً ملحوظاً في عبور الحدود».
من جهتها، كشفت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أن واشنطن اقترحت على دول مجموعة السبع G7 دراسة إمكانية مصادرة 300 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة، مشيرة إلى أن وزراء مالية G7 ناقشوا هذا المقترح خلال ديسمبر الجاري، ولم يتم اتخاذ أي قرار للآن.
وحذرت موسكو في وقت سابق من أنها قد تقطع العلاقات مع واشنطن إذا صادرت أصولها المجمدة، بعد أن ذكرت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين أمام البرلمان أن هناك تعاوناً دولياً في رصد وتحديد أماكن الأصول الروسية مع دراسة إمكانية مصادرتها.
وأضافت يلين أن واشنطن وشركاءها جمدوا نحو 300 مليار دولار من الاحتياطيات الروسية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وستظل هذه الأصول مجمدة حتى ينتهي الصراع في أوكرانيا، ثم استخدام هذه الأموال في تعويض الأضرار التي سببتها الحرب الروسية.
تحذير لأرمينيا
في المقابل، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أرمينيا من خطر فقدانها السيادة في مجال الدفاع والأمن القومي من خلال تعميق الحوار مع حلف شمال الأطلسي «الناتو»، مضيفاً في مقابلة مع وكالة «تاس» الروسية أن أرمينيا أجرت هذا العام عشرات التدريبات المشتركة مع «الناتو».
وقال لافروف، إن أرمينيا تواصل تحديث قواتها المسلحة وتجري تدريبات في عدد من الدول الأعضاء في الناتو «وهذا لا يمكن إلا أن يثير قلقنا... لقد لفتنا انتباه زملائنا في أرمينيا مراراً وتكراراً إلى حقيقة أن الهدف الحقيقي لحلف شمال الأطلسي هو تعزيز مواقعه في المنطقة».
ومن ناحية أخرى، شدد لافروف على أن سبب التدهور في مجال الحد من الأسلحة هو السياسة والإجراءات المزعزعة للاستقرار التي تنتهجها الولايات المتحدة، التي اتهمها بـ»تعمد زيادة التوترات في مجال الأمن الدولي» عبر «عمليات مترابطة بشكل وثيق».
ولفت في هذا السياق إلى ما اعتبره «سعي الغرب لوضع صربيا أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الانضمام إلى العقوبات ضد روسيا، أو مواجهة انقلاب داخلي»، مضيفاً أنه «يقال لقادة صربيا: تعالوا انضموا إلى العقوبات ضد روسيا، وتخلوا عن كوسوفو، واعترفوا بها كدولة مستقلة تماماً، وبعد ذلك سنقبلكم في الاتحاد الأوروبي. وعندما لم يحدث ذلك، حاول الغرب تدبير انقلاب».
يذكر أن الانتخابات البرلمانية التي جرت في صربيا في 17 ديسمبر، شهدت احتجاجات واسعة تخللتها أعمال شغب في العاصمة بلغراد بزعم تزوير الانتخابات. ووصف الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش هذه الاحتجاجات بأنها محاولة للنيل من استقلال صربيا وسيادتها، مؤكداً أن السلطة ستحمي النظام العام، وتشكر «أجهزة استخبارات شريكة» في دول أخرى، حذرت السلطات الصربية من اضطرابات محتملة.