عيّنت الصين دونغ جون الذي تولى حتى وقت سابق من هذا الأسبوع قيادة البحرية، وزيراً جديداً للدفاع الجمعة، بعدما كان المنصب شاغراً منذ إقالة سلفه لي شانغ فو قبل شهرين.

ولم يتم تقديم أيّ سبب للإطاحة بلي شانغ فو من منصبه في أكتوبر، بعد سبعة أشهر فقط من تولّيه مهامه.

وعيّن لي شانغ فو في مارس، لكنه لم يظهر علناً منذ 29 أغسطس، وكان قد زار روسيا وبيلاروس قبل بضعة أسابيع من إعلان إعفائه من منصبه.

Ad


ورفضت وزارة الدفاع منذ إبعاد لي، الإشارة بوضوح إلى من يتولى منصبه مؤقتاً كقائد لأكبر جيش في العالم.

وذكر التلفزيون الرسمي أنه تم تعيين دونغ جون وزيراً للدفاع، بحسب قرار للجنة الدائمة في البرلمان الصيني.

ولم تذكر القناة أي تفاصيل بشأن هذا القرار الذي صادق عليه الرئيس الصيني شي جينبينغ.

وتولى دونغ جون قيادة البحرية الصينية منذ أغسطس 2021.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن الإعلام الرسمي تعيين هو زهونغمينغ خلفاً له.

كذلك شغل دونغ جون في السابق منصب نائب قائد المنطقة الجنوبية للجيش الصيني، والتي تشمل منطقة عمليات بحر الصين الجنوبي، وهي محور نزاعات إقليمية بين بكين والدول المجاورة.

كما شغل دونغ جون، المولود في العام 1961، منصب مدير قسم التدريب في البحرية لفترة معينة.

وشكّل تعيينه في منصبه الجديد مفاجأة.

توترات

وكان محللون توقعوا تعيين الجنرال ليو تشن لي (59 عاماً) رئيس هيئة الأركان المشتركة، وزيراً للدفاع.

وكان ليو تشن لي قد تحدّث الأسبوع الماضي مع نظيره الأميركي الجنرال تشارلز براون، في أول مكالمة رفيعة المستوى منذ أكثر من عام بين قائدين عسكريين من القوتين العالميتين.

ويأتي تعيين وزير دفاع جديد في الصين قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية في تايوان التي تعتبرها بكين جزءا لا يتجزأ من أراضيها وتتعهد إعادتها بالقوة إن لزم الأمر.

وترى تايبيه أنّ بكين عزّزت الضغط العسكري في محيط الجزيرة خلال الأشهر الأخيرة مع اقتراب موعد الانتخابات.

وتؤكد الصين أنها تفضّل إعادة توحيد «سلمية» مع الإقليم الذي يخضع سكانه البالغ عددهم قرابة 23 مليون نسمة لنظام ديموقراطي، لكنّها لا تستبعد أيضاً استخدام القوة العسكرية لتحقيق ذلك.

وتُعتبر قضية تايوان حساسة جداً بالنسبة إلى الصين، وتنبّه السلطات الصينية باستمرار الولايات المتحدة الداعم الرئيسي لتايبه، من أي قرار يُعد بمثابة ضوء أخضر للاستقلال الرسمي.

إلى ذلك تصاعدت التوترات أيضاً في الأسابيع الأخيرة مع الفلبين في بحر الصين المتنازع عليه، حيث تتزايد الحوادث بين سفن البلدين.

واعتبر الخبير السياسي بشؤون المنطقة في جامعة أستراليا الوطنية، وين تي سونغ على منصة «إكس»، أن تعيين وزير للدفاع من البحرية، هو «إشارة إلى أنّ الصين تعتبر بحر الصين الجنوبي منطقة جديدة ذات أولوية».

ويأتي تعيين دونغ جون بعد تعديل وزاري على رأس الوحدة المسؤولة عن الصواريخ الاستراتيجية في الجيش الصيني، خصوصاً النووية منها.

وفي يوليو، أعلنت السلطات أنّها ستعيّن إدارة جديدة لهذه الوحدة من دون توضيح الأسباب وراء هذا التغيير.

وأفادت وسائل إعلام في ذلك الوقت عن تحقيق في فساد يتعلّق برئيسها السابق، الذي لم يظهر علناً منذ أسابيع.