«أقدر أنه لا شيء يمكنني قوله أو أي شخص آخر يمكنه قوله، سيخفف تماماً من المخاوف المزمنة بشأن التزام الولايات المتحدة بهذه المنطقة»، في إشارة إلى منطقة الخليج والشرق الأوسط... بهذه العبارة افتتح منسق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي بريت ماكغورك كلمته أمام منتدى حوار المنامة الذي اختتم أعماله في العاصمة البحرينية، بعدما هيمنت عليه تداعيات حرب أوكرانيا، والتنافس الصيني ــ الأميركي، قبل أسابيع من انعقاد قمة الرياض الخليجية ـ الصينية، التي من المفترض أن يحضرها الرئيس الصيني شي جينبينغ.

وتعكس هذ العبارة مستوى الإحباط خصوصاً لدى المسؤولين الأميركيين المنخرطين في المنطقة، وماكغورك أحد هؤلاء، لكنها تعكس كذلك قناعة أميركية حسب ما يبدو بأن ما تطلبه دول الخليج لإعادة الثقة لا يمكن لواشنطن منحه على الأقل الآن، فهي مستمرة ببناء وتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الخليج بغض النظر عن هذا التباين في الرؤى، دون أن يعني ذلك أنها تأخذ المنطقة كأمر مسلّم به بل يعنى أن عليها التكيف مع المتغيرات وإعادة تعريف هذه الشراكة بما يتناسب مع مصالح طرفيها.

وكرر ماكغورك التحذيرات التي أطلقها قبله في نفس المنتدى وكيل وزارة الدفاع الأميركية للشؤون السياسية كولن كال بأن هناك مستوى معيناً من الشراكة مع الصين قد يضر بالعلاقات الأمنية بين واشنطن والخليج، معتبراً، وهو يشير إلى الاستثمارات الداخلية التي تقوم بها الولايات المتحدة لتطوير نفسها والبقاء في الصدارة، أن الرهان ضد الولايات المتحدة خاسر.
Ad


وقال إن بلاده تعمل على بناء بنية تحتية «متكاملة» للدفاع الجوي والبحري في الشرق الأوسط في وقت تتصاعد التوترات مع إيران المتّهمة بشن هجمات ضد سفن في مياه الخليج.

وأضاف في جلسة جمعته مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حوليتا ووزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس، حول الشراكات الأمنية الجديدة في المنطقة، أن بلاده تركّز على ردع «التهديدات الوشيكة» في المنطقة الاستراتيجية الغنية بموارد الطاقة.

وقال ماكغورك: «تعمل الولايات المتحدة الآن بنشاط على بناء بنية دفاعية جوية وبحرية متكاملة في هذه المنطقة»، مضيفاً: «يتم الآن تنفيذ شيء تحدثنا عنه منذ فترة طويلة، من خلال الشراكات المبتكرة والتقنيات الجديدة»، قبل أن يذكر أن بعض الشراكات مع الصين تضع سقفاً لما يمكن أن تصل إليه الهندسة الإقليمية الأمنية للمنطقة.

وكان قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا أعلن خلال المؤتمر، أمس الأول، أنّ قوة بحرية بقيادة الولايات المتحدة ستنشر أكثر من 100 سفينة مسيّرة عن بعد في مياه الخليج بحلول العام المقبل لدرء التهديدات البحرية.

وذكر ماكغورك أنّ القوات الأميركية «كشفت وردعت تهديدات وشيكة» من جانب إيران، مؤكداً تقارير سابقة عن أن الجمهورية الإسلامية كانت تخطط لشن هجوم على خصمها الإقليمي السعودية.

وأضاف أن «إيران كانت تستعد لشن هجوم على السعودية، ومن المرجح أن هذا الهجوم لم يحدث بسبب التعاون الأمني الوثيق بين السعودية والولايات المتحدة، وهو أمر متواصل».

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن إرسال إيران مسيرات إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا هو جزء صغير من التعاون العسكري بين البلدين، مضيفاً أن هذا التعاون سيخلق تحديات جديدة على دول المنطقة مواجهتها.

من ناحيته، رسم حوليتا صورة وردية لوضع إسرائيل في المنطقة، معدداً الإنجازات وواضعاً في صدارتها اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان.

وقال حوليتا إن إيران هي التهديد الأبرز لإسرائيل ولدول المنطقة، وبعد تورطها في حرب أوكرانيا بات ينظر إليها على أنها خطر دولي.

ودعا إلى إنهاء مفاوضات فيينا العقيمة، كما ردد شعار الاحتجاجات الايرانية «حرية، حياة، مرأة»، كاشفاً أن والدته فارسية.