البحيرات الصناعية... مياه أمطار عذبة غير مستغلة
أنشأتها «الأشغال» وتترك لتمتصها التربة رغم حاجة البلاد إلى مائها
• خطة غير منفذة للاستفادة منها في ري المناطق القريبة وملايين غالونات المياه تنتظر قراراً
بينما تعاني الكويت نقص المياه العذبة التي تتم تحليتها من مياه البحر، وتكلف الدولة ملايين الدنانير سنوياً، حيث تعد الكويت من أفقر دول العالم في المياه العذبة، كشفت جولة «الجريدة» على إحدى البحيرات الصناعية التي أنشأتها وزارة الأشغال العامة، عن وجود ملايين الغالونات من مياه الأمطار العذبة التي يتم تجميعها في تلك البحيرات خلال موسم الأمطار ولا يتم استغلالها حتى الآن، وتُركت لتمتصها التربة.
وقالت مصادر «الأشغال»، إن هناك خطة لاستغلال تلك المياه العذبة لري الزراعات القريبة بالتنسيق مع الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية لكنها إلى الآن لم تستغل.
وأوضحت المصادر أن فكرة إنشاء تلك البحيرات جاءت ضمن الإجراءات التي اتخذتها «الأشغال» استعداداً للأمطار بعد أن شهدت البلاد منذ عدة أعوام غرقاً للشوارع بسبب غزارة الأمطار التي تهطل على البلاد منذ موسم أمطار 2018، حيث تستعد الوزارة ممثلة في قطاع هندسة الصيانة بالتعاون مع الهيئة العامة للطرق والنقل البري باتخاذ إجراءات وقائية لتجنب تجمع مياه الأمطار على الطرق الرئيسية والشوارع الداخلية قبل موسم هطول الأمطار.
المواقع الحرجة
وأشارت إلى أن «الأشغال» اتخذت العديد من الإجراءات الناجحة لعدم تكرار تلك التجمعات على مختلف المواقع الحرجة وعلى الطرق الحيوية، ومن ضمنها الدائري السابع، الذي شهد في إحدى السنوات الممطرة غرقاً شل الحركة المرورية عليه بالكامل، من ضمنها إنشاء إحدى البحيرات الصناعية الكبيرة التي تتجمع فيها مياه الأمطار العذبة من خلال مضخات تعمل لسحب تلك الأمطار من شبكة التصريف، إضافة إلى أن الوزارة أنشأت سدوداً ترابية مغلفة بمواد خرسانية تحجز تلك المياه عن الطرق الرئيسية لحماية الأرواح واستمرار الحركة المرورية دون توقف خلال هطول الأمطار.
وأكدت المصادر، أن تحديد مواقع تلك البحيرات التي تم إنشاؤها خلال السنوات الماضية جاء بعد أن تم تحديد المواقع الحرجة والمناطق التي ظهرت بها مشاكل أثناء هطول الأمطار، حيث قامت الوزارة بتنفيذ الحلول اللازمة لحل مشاكل تجمع المياه في تلك المناطق، والتي من ضمنها السواتر الترابية والبحيرات الصناعية العملاقة.البحيرات تحولت مقراً للحشائش الضارة والطيور المهاجرة وإهمالها يضر بالمناطق السكنية القريبة
تجمع الحشرات الضارة
ورصدت عدسة «الجريدة» خلال الجولة أعشاباً بدأت تظهر على جوانب البحيرة الصناعية، إضافة إلى تجمع بعض الطيور المهاجرة خلال الفترة الحالية، إلا أن إهمال تلك المياه العذبة الموجودة بكميات كبيرة دون استغلال قد يتسبب في تجمع الحشرات الضارة خصوصاً أن البحيرة قريبة من بعض المناطق السكنية.
وبالرغم من أن الموسم الحالي لا يوجد به أمطار كما حدث في السنوات السابقة فإن البحيرة الصناعية الموجودة بالقرب من الدائري السابع ممتلئة بالمياه العذبة غير المستغلة، في حين تعاني بعض المزارع نقصاً من المياه المعالجة الرباعية التي يتم إيصالها إليها خصوصاً خلال الصيف.
وأكدت المصادر أن تلك المياه لا تحتاج إلى معالجة بل تحتاج إلى عملية تنقية لأنها مياه راكدة ويمكن استغلالها خصوصاً أنها تقدر بملايين الغالونات في استخدامات مختلفة خاصة الزراعات الإنتاجية، إذا أُحسن استخدامها لدعم الأمن الغذائي في البلاد، لافتة إلى أنه تم خلال السنوات الماضية مناقشة استغلال تلك المياه عبر مسؤولين عيّنوا في الأشغال إلا أنها ظلت في تلك البحيرات دون استغلال إلى الآن.