سلة شاملة لأزمة لبنان يتم البحث بها على مستوى دولي وإقليمي، توازياً مع التصعيد بالجبهة الجنوبية بين «حزب الله» وإسرائيل، التي اتّبعت مساراً عسكرياً جديداً يتركز على إقامة أحزمة نارية موسعة في بلدات ينشط فيها الحزب، كما حدث يوم الاثنين في كفركلا، مع إشارات إلى إمكانية انسحاب مثل هذا المسار على مناطق أخرى.

في هذا السياق، برزت زيارة وزير الجيوش الفرنسي، سيباستيان ليكورنو، إلى جنوب لبنان ولقائه مع قيادة «يونيفيل» وقائد الجيش اللبناني جوزيف عون، محذّراً من أن الأوضاع قد تذهب إلى المزيد من الخطورة في المرحلة المقبلة.

Ad

ويبرز توزيع للأدوار بين الحزب بزعامة حسن نصرالله ورئيس مجلس النواب نبيه بري، فالحزب يرفض النقاش كلياً بالقرار 1701 ووقف العمليات العسكرية والوصول إلى حلّ قبل وقف النار في غزة، بينما يرى بري أن أحداً لا يريد الانجرار لحرب، ولبنان حريص على القرار 1701 وعلى العلاقة مع «يونيفيل» المستمرة منذ أكثر من 40 سنة. ويمنح جزء من توزيع الأدوار هذا بري دوراً أوسع على المستوى السياسي في التفاوض مع القوى الدولية، وخصوصاً الأميركيين.

وبناء عليه، أصبح من الواضح أن الوصول إلى وقف العمليات في الجنوب، وتطبيق القرار 1701، لن يكونا منفصلين عن اتفاق سياسي حول انتخاب رئيس لبنان. وهذه الملفات ستكون كلها حاضرة في اجتماع اللجنة الخماسية خلال أيام للبحث في كيفية تكريس الاستقرار والوصول إلى تسوية رئاسية وانتخاب رئيس قادر على التفاوض مع العالم لتثبيت الوضع في الجنوب. وما بعد الاجتماع الخماسي، يُفترض أن يزور المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان لبنان للقاء المسؤولين ووضعهم في صورة ما تم التوصل اليه ولتحفيزهم على الذهاب لإبرام التسوية.

في سياق متصل، تكشف مصادر دبلوماسية أنه بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن للمنطقة، سيجري مبعوث شؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين زيارة إلى بيروت، تتركز على 3 عناوين، الأول ضرورة منع حصول أي تصعيد في جنوب لبنان، وضبط الأوضاع العسكرية ضمن نطاقها القائم لا أكثر، مع التشديد على ضرورة وقف النار ووقف العمليات العسكرية والمواجهات، كي لا تتدحرج التطورات إلى ما هو أسوأ.

والعنوان الثاني هو استكمال البحث في مسار ترسيم الحدود البحرية وانسحاب إسرائيل من النقاط الـ 13، وضمنها نقطة b1، مع السعي إلى وضع تصوّر حول مسألة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ويفترض بهوكشتاين أن يحمل بعض التصورات والردود والاقتراحات الإسرائيلية، أما العنوان الثالث فهو التركيز على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة تكوين السلطة، لأن الوضع في لبنان، ولمواكبة كل هذه التطورات والمفاوضات، لا بدّ أن يكون هناك رئيس وحكومة يستطيعان التفاوض وإبرام الاتفاقات.

ويذهب البعض إلى اعتبار أن هوكشتاين يحمل إلى اللبنانيين الرسالة الأخيرة قبل التصعيد، وهم يربطونها بغيرها التي أوصلها الأميركيون والفرنسيون والبريطانيون، وفي المقابل، هناك من يؤكد أنه مادامت المساعي الأميركية مستمرة، فهي تهدف إلى تجنب التصعيد والتركيز على الحل الدبلوماسي، ما يُسقط نظرية «الرسالة الأخيرة»، بينما المسار التفاوضي سيبقى قائما.