نتائج الحرب على غزة
أثبتت الحرب على غزة أن إسرائيل لا يمكن أن تتحول إلى دولة طبيعية تعيش بسلام مع دول المنطقة، وخصوصاً إذا حكمها المتطرفون أمثال نتنياهو، فعندئذ ستتحول إلى دولة حرب وعدوان تعتدي على الشعب الفلسطيني وتجرده من جميع حقوقه، سواء في الضفة المحتلة أو غزة، ففي الضفة المحتلة كثيراً ما يعتدي المستوطنون المتعصبون على مدن في الضفة محاولين ضم أراض منها إلى ممتلكاتهم مع رفض من الفلسطينيين وإصرار منهم على الدفاع عن أرضهم، وكثيرا ما يعتدي جيش الاحتلال على مدن في الضفة ويعلن فيها حالة الطوارئ بدعوى بحث عن مطلوبين.
وفي غزة التي دخل جيش الاحتلال في حرب مع فصائل المقاومة الفلسطينية فيها منذ أكثر من شهرين، وتعلن قيادة ذلك الجيش أن الحرب لن تتوقف حتى تحقق أهدافها، وهي القضاء على «حماس» وتحرير الرهائن الإسرائيليين التي اختطفتهم «حماس»، من الواضح حتى الآن أن تلك الأهداف التي ينادي بها نتنياهو وأركان قيادته لن تتحقق بل بعيدة المنال، وسيكتشف الإسرائيليون أن قادته يكذبون ولا يقولون الحقائق.
الحقيقة أن نتنياهو قد هُزم في هذه المعركة، فهو لا يحارب «حماس» بل يقصف ويهدم المنازل على ساكنيها، ومعظم ضحاياه من النساء والأطفال، أما فصائل المقاومة فقد بينت بالصور كيف تشتبك مع جيش الاحتلال وتكبده الخسائر الفادحة بالأرواح والمعدات، وأوضح المتحدث باسم المقاومة أنه بعد مرور أكثر من 83 يوما على القتال دمروا أكثر من 800 آلية، وأشارت «القبس» إلى أن أحد ألوية غولاني الصهيوني قد صرح بأن اللواء خسر أكثر من ربع قواته منذ بداية «طوفان الأقصى» وما تبعه من حرب برية، وبدأت المظاهرات تزداد في إسرائيل، تطالب بوقف الحرب والتفاهم مع الفلسطينيين لإطلاق المحتجزين.
وأصبحت إسرائيل شبه معزولة عن المجتمع الدولي، معظم دول العالم تستنكر المجازر والأعمال الوحشية التي ترتكبها ضد المدنيين، حتى الرئيس بايدن المؤيد لنتنياهو بدأ يطالبه بتغيير المتطرفين في حكومته، ويرى أن أفضل حل للمشكلة ولنشر السلام في المنطقة وجود دولتين في فلسطين، دولة لإسرائيل وأخرى للفلسطينيين.