لم يحدث أن استقطب نطق سام الصحف العربية والأجنبية بقدر ما اجتذبت كلمة سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الصباح، حفظه الله ورعاه، عندما وقف تحت قبة البرلمان وفي قاعة عبدالله السالم مخاطبا السلطتين، وداعيا لانطلاقة تصحيحية، فهل كانت الكلمات مفاجئة؟ أم أنها جاءت على شكل مراحل من الرسائل الداعية للإصلاح وتعزيز المسار التنموي؟
لو ألقينا نظرة سريعة على اهتمامات سموه قبل توليه مسند الإمارة لتتبعنا سير اهتمام سموه بتوجيه رسائل إصلاحية وتنموية بكل مناسبة، على سبيل المثال لا الحصر:
• أكتوبر 2020 تحت قبة عبدالله السالم انطلقت كلمات سمو الشيخ مشعل الأحمد عندما تم اختياره وليا للعهد وتأديته لليمين الدستورية، معاهداً دعم مسيرة الكويت الريادية بنهجها الديموقراطي، ومشدداً على أهمية إشاعة روح المحبة، وتغليب المصلحة الوطنية العليا في إطار الدستور.
• أكتوبر 2021 شهد انطلاق المحور البيئي لرؤية الكويت عبر حديث سمو الشيخ مشعل الأحمد، وذلك عندما عندما ألقى سموه كلمة خلال افتتاح قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في الرياض بضيافة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان (حفظه الله) وقد كرست الكلمة نقاطا مهمة واكب من خلالها سمو الشيخ مشعل الأحمد الاهتمام العالمي بالمناخ والبيئة، ومشاركا هموم العالم تجاه حرائق الغابات ودمار المحاصيل الزراعية والجوع الى جانب انتشار الأمراض والأوبئة.
• أبريل 2022 ألقى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد نيابة عن سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، طيب الله ثراه، كلمة رمضان خلال العشر الأواخر قائلا «لن نتوانى في اتخاذ أي قرار يضمن للبلاد أمنها واستقرارها في ظل نهجنا الديموقراطي الأصيل»، كانت الكلمة بمنزلة تمهيد لقرار سيتم اتخاذه، ورغم تفاعل النواب مع الخطاب الأميري قائلين إنه وضع النقاط على الحروف فإنهم قد قاموا باعتصام بالبرلمان وتصعيد الخطاب السياسي وتسارعت وتيرة الأحداث في السياسة المحلية لتبلغ الذروة باعتصام الأعضاء في مجلس الأمة وإطلاق الاستجوابات بشكل متسرع ومتسارع وتصعيد الخطاب والتصريحات البرلمانية.
• نوفمبر 2022 سمو الشيخ مشعل الأحمد يشارك في قمة المناخ ومبادرة الشرق الأوسط في مصر وسط قادة العالم لمناقشة الاتفاقية الإطارية لتغيير المناخ والنسخة الثانية من مبادرة الشرق الأوسط الأخضر ممثلا للأمير الراحل، ومعززا المحور البيئي لدولة الكويت.
• يونيو 2022 سمو ولي العهد ألقى على المواطنين كلمة نيابة عن سمو الأمير الراحل حملت الالتزام بعدم التدخل باختيارات الشعب، والنأي بمؤسسات الدولة عن دعم فئة على حساب فئة أخرى، ودعوة المواطنين لحسن الاختيار في الانتخابات القادمة بعد تنفيذ الحل الذي أتى نزولا على رغبة الشعب واحتراما لإرادته، وكلمات سمو الأمير الراحل التي ألقاها سمو ولي العهد أثلجت الصدور لما لها من نهج واضح بفصل السلطات ولقربها مما يدور في الأنفس تجاه الممارسات البرلمانية.
• أبريل 2023 سمو الأمير، حفظه الله ورعاه، عندما كان وليا للعهد قام بزيارة لمبنى الشيخ نواف الأحمد بوزارة الداخلية، يؤكد حرصه على تطوير مؤسسات الدولة لمواكبة أحدث سبل التكنولوجيا وتعزيز التوعية لدى المواطن والمقيم عبر حملات التحذير من الاحتيال الإلكتروني.
• يوليو 2023 أبدى سمو الشيخ مشعل الأحمد اهتمامه الشخصي بالاستثمار بالعنصر البشري، وتعزيز رأس المال البشري، وأعرب عن اهتمامه بتعزيز القدرات التنافسية، وفي ذلك اللقاء استوقفتني جملة باعتقادي اختصرت المفاهيم كافة، وهي توجيهه للطلبة بأن يبروا بآبائهم ويحسنوا إليهم، فعزز دور الآباء في دعم الأبناء للوصول الى مرحلة التفوق العلمي معززاً مراحل الوفاء للأسرة وتقدير دول الأم والأب معا.
• سبتمبر 2023 لبى سمو الشيخ مشعل الأحمد دعوة لحضور افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الآسيوية في مدينة هانغشو في الجمهورية الصين الشعبية، واصطحب سموه وزراء النفط والاستثمار والتجارة وغيرهم من أعضاء السلطة التنفيذية، الأمر الذي أضفى على المحور الاقتصادي والتنفيذي الرغبة في بناء الجسر الاقتصادي بين الدولتين.
• أكتوبر 2023 زيارة سموه إلى المملكة المتحدة للملك تشارلز ملك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية في قصر باكينغهام لتعزيز عمّق العلاقة التاريخية بين الكويت وبريطانيا.
• ديسمبر 2023 تحت قبة البرلمان وفي قاعة عبدالله السالم أدى سمو الشيخ مشعل الأحمد اليمين الدستورية، وألقى خطابا تضمن أفكاراً مهمة مستقاة من أفكاره المطروحة سابقا التي ذُكرت في هذه المقالة بالإضافة الى القراءة النقدية التفصيلية لسلوك ومسار أعضاء السلطتين التنفيذية والتشريعية، حيث أعلن سموه امتعاضه من انحراف مسار السلطتين عن تحقيق الأهداف داعيا إلى «تصحيح المسار» ذلك المصطلح الذي نتأمل أن يصبح عنوانا لمرحلة الانطلاق نحو التغيير الإيجابي والموازي للخطة التنموية وطريق الإصلاح.