أبى الفنان أمين محفوظ ابن التسعين عاماً إلا أن يكون حاضراً في «المشهد الغزاوي»، فقد اكتملت عنده لوحة فنية رسمها بالألوان الزيتية، وهو عاكف عليها في مرسمه الحر منذ شهرين، لوحة أراد فيها التعبير عن قناعاته ودور الفن في الحروب ومشاركته بالوقوف إلى جانب أهل غزة والفلسطينيين الذين استشهدوا بالحرب الهمجية التي تقوم بها الآلة العسكرية الإسرائيلية، ودعوته الصادقة «ادعموا فلسطين»، التي كتبها باللغه الانكليزية وباللونين الأحمر والأخضر.

اللوحة ركزت على آلام الفلسطينية التي ترقد مع أولادها الصغار بعد أن هربت من جحيم الصواريخ الصهيونية المدمرة لكل شيء حي، والفارس العربي رمز المقاومة الفلسطينية، في حين يقف العالم متفرجاً على تلك المأساة الإنسانية. وجاءت الألوان حارة تعبيراً عن المذبحة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني العزل، وهي مستوحاة من ألوان العلم الفلسطيني.

Ad

وكان للكاتبة الأردنية هدا السرحان قراءة فنية تستحق أن تنشر تقول فيها: «لوحة الفنان أمين محفوظ التي وصلتني عبر الواتساب من الصديق الكاتب حمزة عليان، أدهشتني ودفعتني للبحث في فضاءات الإنترنت لمعرفة المزيد عن تجربة هذا الفنان المتميزة، والذي يرى أن اللوحة الناجحة هي تلك التي تصيب المشاهد بالدهشة».

وقد عبر محفوظ عن تجذر «الفلسطينيين» بأرضهم من خلال هذه اللوحة المفعمة بالحنين والأمل رغم الخراب والدمار الذي يلحق بهم في حربهم ضد الاستبداد.

وتبدو تشكيلات الفنان بسيطة للوهلة الأولى، ولكن القراءة البصرية المتأنية تكشف صعوبة وخطورة أسلوبه الذي وإن كان يميل كثيراً إلى المدرسة الانطباعية فهو يمازج بين اكثر من اتجاه فني.

ويقوم أسلوب الفنان على الاحتفاء باللون وجمالياته وبلوغ ذروة وتجليات لحظة الانصهار والتماهي مع الارض بعيدا عن قتامة لون الضعف والانكسار.

ويعاين الفنان المشهد بعيني فنان راصد وعلى دراية بتفاصيل الحدث والمكان بوعي كامل لما يدور حوله في اعماله اكانت عن غزة بحربها الدائرة الان ضد الاحتلال أو في الملحمة الفلسطينية بكل تفاصيلها او في علاقة الانسان بالارض بشكل عام، فالفن رسالة اخلاقية اضافة الى كونه متعة جمالية، ألم يقل في أحد اللقاءات: «أرسم وألون للتعبير عن جمال كوكبنا المذهل»؟