هل سيؤدون النشيد الوطني أم لا؟ هل سيحتفلون في حال سجلوا؟، هذا النوع من الأسئلة سيكون محور الاهتمام قبل انطلاق مباراة إيران اليوم، على استاد خليفة الدولي، مع إنكلترا الطامحة إلى مجد طال انتظاره، وذلك في افتتاح منافسات المجموعة الثانية من مونديال قطر 2022 لكرة القدم.

.


.
وبين منتخب يحلم منذ عقود بمعانقة المجد مجدداً واستعادة الفرحة التي عاشها على أرضه عام 1966 حين توج بلقبه الكبير الأول والوحيد، وآخر غارق في مستنقع الأسئلة حول موقفه من الاحتجاجات الحاصلة في البلاد منذ أكثر من شهرين، على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني، يبدأ المنتخبان الإنكليزي والإيراني رحلتهما بالمونديال القطري في أول مواجهة على الإطلاق بين الطرفين.
Ad


على الورق، تهدف إنكلترا، المصنف خامسة عالميا ورابعة مونديال 2018، إلى المركز الاول في المجموعة، لكن بعد دوري أمم كارثي، تبدو تشكيلة المدرب غاريث ساوثغيت أقل إقناعاً، فضلاً عن إصابات هددت الاستقرار الدفاعي. هجومياً، احتفظ الإنكليز بقوتهم الضاربة بقيادة هداف النسخة الماضية هاري كين (6)، والبعيد هدفين عن الرقم القياسي الإنكليزي لواين روني.

وتتركز الأنظار على منتخب إيران، في ظل احتجاجات مستمرة منذ سبتمبر على خلفية وفاة الشابة أميني، بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية. نتيجة لذلك، علت أصوات مطالبة الاتحاد الدولي (فيفا) باستبعاد إيران من البطولة.

على الصعيد التنافسي، فإن تشكيلة العائد الى تدريب المنتخب كيروش، قد تواجه أزمة حقيقية في خط الهجوم، بحال عدم تعافي نجمها آزمون من اصابة بربلة ساقه.

وفي ظل المباراتين الصعبتين ضد الولايات المتحدة وويلز، يدرك ساوثغيت أنه لا مكان للتعثر أمام إيران، وإلا ستزداد النقمة عليه.

وسيكون من الصعب على الإيرانيين في أفضل أيامهم أن يقارعوا الإنكليز في ظل وجود كين والمتألق بوكايو ساكا وفيل فودن في خط المقدمة، لكن «الأسود الثلاثة» يصلون الى قطر على خلفية 6 مباريات متتالية من دون فوز في سلسلة هي الأسوأ لهم منذ 1993.

.
المدرب غاريث ساوثغيت


.

ساوثغيت لاسترجاع ثقة الجمهور الإنكليزي

بعدما أعاد إنكلترا للعب دورها بين الكبار بالوصول إلى نصف نهائي نسخة 2018، ونهائي كأس أوروبا 2020، فقد المدرب غاريث ساوثغيت الكثير من ثقة الجمهور قبل المونديال القطري، بعد 6 مباريات من دون فوز في أسوأ سلسلة منذ 1993.

لكن هذه السلسلة يجب ألا تُنسي الجمهور الإنكليزي أين كان المنتخب قبل فترة ليست بالطويلة جدا، والحديث هنا عن الكارثة المزدوجة لكأس العالم 2014، حيث انتهى مشوار «الأسود الثلاثة» في الدور الأول، وكأس أوروبا 2016 حين أقصتهم أيسلندا المتواضعة من الدور ثمن النهائي (2-1).

في 2013، وضع الاتحاد الإنكليزي لنفسه هدف بلوغ نصف النهائي مع الوصول الى كأس أوروبا 2020 والفوز بكأس العالم.

وكانت مهمة معقدة بقدر محاولة «الاستدارة بناقلة نفط»، وفق ما أفاد رئيس الاتحاد الإنكليزي في حينها غريغ دايك، لكن ساوثغيت تمكن حتى من تجاوز حجم التوقعات بإيصال المنتخب الوطني الى نهائي كأس أوروبا في صيف 2021 قبل الخسارة على يد إيطاليا بركلات الترجيح.

يجب الاستفادة من كل لحظة

وقد رُميت كرة تدريب «الأسود الثلاثة» في حضن ساوثغيت قبل ستة أعوام، إثر نهاية محبطة لمشوار قصير مع سام ألاردايس.

في البداية، عُيّن ساوثغيت مؤقتاً على أنه نموذج يحتذى به بالنسبة لاتحاد اللعبة، بعد سقوط ألاردايس في فخ صحيفة كشفت انه قدم نصائح حول «الالتفاف» على القواعد الخاصة بانتقالات اللاعبين.

وانتهى مشوار دام ثلاث سنوات لساوثغيت مع ميدلزبره بالهبوط إلى المستوى الثاني، فيما كانت رحلته متذبذبة مع منتخب ما دون 21 سنة، ليصل مع «الأسود الثلاثة» بسيرة ذاتية متواضعة.

ورغم ذلك، قاد إنكلترا أول نصف نهائي للمونديال في 28 عاماً، في أولى بطولاته الكبرى قبل أربعة أعوام بمونديال روسيا، قبل أن يكون قاب قوسين أو أدنى من منحها اللقب القاري الصيف الماضي.

.
سردار والمدرب كيروش خلال التدريبات


.

سردار... «ميسي الإيراني»

يقال «لكل امرئ من اسمه نصيب»، واللاعب الإيراني سردار آزمون، الذي يعني «القائد تحت الاختبار»، سيكون محط أنظار في مونديال قطر 2022، بعدما أثار مهاجم «تيم ملّي» الجدل باصطفافه علناً إلى جانب الاحتجاجات المناهضة للنظام في بلاده. في سبتمبر، سرت شائعات عن انقسام داخل الفريق، ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تختفي بظروف غامضة، ودعم للتظاهرات من أساطير سابقة في اللعبة. الأبرز حينها، كان المهاجم سردار آزمون، الذي يلعب لصالح باير ليفركوزن الألماني منذ 2022، بسترة سوداء من دون شعار، تخفي قميص المنتخب الإيراني، وقف آزمون وقت عزف النشيد الوطني خلال المباراة الدولية الوديّة بين بلاده والسنغال. بدأ اللاعب الملقب بـ«ميسي الإيراني» المباراة جالسا على مقاعد البدلاء، ما أثار شائعات عن احتمالية استبعاده، لكنه شارك في الشوط الثاني وسجل هدفاً برأسية متقنة أفرحت كيروش. لم يحتفل آزمون بالهدف، على غرار زملائه في المنتخب، ووجّه بعدها رسائل عدة عبر حسابه على «إنستغرام»، من بينها واحدة حُذفت، للتنديد بقمع الحركة الاحتجاجية في إيران. وكتب آزمون حينها «قلبي كُسر حقاً لمهسا أميني والأبرياء مثلها، لقد تركوا ألماً في قلب الأمة لن ينساه التاريخ أبداً». وكان لافتاً وجود المهاجم في قائمة كيروش، رغم تعرّض الأخير لضغوطات حكومية وفق مواقع إخبارية إيرانية. الأكيد حتى الساعة أن آزمون يتواجد مع منتخب بلاده في قطر، لكن مشاركته، ورد فعله في المباريات وتصريحاته، لا تزال قيد انطلاق صافرة البداية.

.


.
انكلترا x ايران
4:00 م
BEIN SPORTS