عبّرت الصين اليوم عن «استيائها الشديد» إزاء معارك في ميانمار (بورما سابقاً) المجاورة أوقعت خسائر بشرية بين الصينيين، مؤكدة أنها ستتخذ «كافة الإجراءات الضرورية» لحماية مواطنيها، عقب تقارير عن سقوط قذيفة على الجانب الصيني من الحدود.
ويحتدم النزاع المسلح في ولاية شان في شمال ميانمار منذ أكتوبر عندما أطلق تحالف يضم مجموعات من أقليات إتنية، هجوماً ضد الحكم العسكري. وذكرت عدة وسائل إعلام صينية أمس أن قذيفة مدفعية سقطت على الجانب الآخر من الحدود في بلدة نانسان بمقاطعة يونان الصينية، حيث انفجرت وأوقعت عدة إصابات.
وردا على سؤال بشأن تلك التقارير قال المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ وينبين في مؤتمر صحافي روتيني إن الصين «تعبر عن استيائها الشديد إزاء تسبب النزاع المسلح بخسائر بشرية بين الصينيين»، مضيفا أن بكين «قدمت احتجاجات رسمية لدى الأطراف المعنية».
وتابع: «تطالب الصين مرة أخرى جميع أطراف النزاع في شمال ميانمار (التسمية الأخرى لبورما) بوقف الأعمال الحربية على الفور واتخاذ إجراءات عملية لمنع وقوع المزيد من الحوادث المؤذية التي تعرض السلام والهدوء على الحدود للخطر». وأكد أن «الصين ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان سلامة مواطنيها وممتلكاتهم». ولم يحدد وانغ عدد الأشخاص الذين قتلوا أو جرحوا في الحادثة.
وسيطر ائتلاف الجماعات الإتنية المسلحة على مواقع عسكرية ومراكز حدودية حيوية للتجارة مع الصين، ما يطرح تهديدا للسلطات العسكرية الحاكمة بحسب محللين.
الشهر الماضي أعلنت الصين توسطها في محادثات بين الجيش وتحالف الجماعات الإتنية المسلحة، والتوصل لاتفاق على «وقف إطلاق نار مؤقت». غير أن الاشتباكات تواصلت في أجزاء من ولاية شان، وطلبت السفارة الصينية من رعاياها الأسبوع الماضي مغادرة منطقة حدودية مشيرة إلى مخاطر أمنية.
الى ذلك، نددت الصين اليوم بتنفيذ الولايات المتحدة والفلبين «أنشطة عسكرية استفزازية في بحر الصين الجنوبي بهدف التباهي بقوتهما العسكرية»، في اشارة الى مناورات اجرتها مانيلا وواشنطن في المياه المتنازع عليها، وردت عليها الصين بمناورات مضادة.
وحملت الصين قبل ايام الفلبين مسؤولية ارتفاع التوتر وذلك بعد شهر على أزمة حادة بين الصين والفلبين في منطقة شعاب متنازع عليها شهدت حادث تصادم بين سفن للبلدين، وإطلاق سفن صينية خراطيم المياه على مراكب فلبينية.
وقال مايكل راسكا الاستاذ المساعد والخبير العسكري في جامعة نانيانغ للتكنولوجيا في سنغافورة إن بكين تسعى لتحويل بحر الصين الجنوبي «إلى ممر مائي تحت سيطرتها ونقطة تقييد بالنسبة للدول الأخرى».
وتأتي التدريبات هذا الأسبوع عقب تعيين الصين دونغ جون، القائد السابق لسلاح البحرية ونائب قائد منطقة القيادة الجنوبية، وزيرا للدفاع. وقالت الخبيرة في السياسة الصينية شينا تشستنت غريتنز إن خبرة دونغ العسكرية في «مناطق مهمة تشهد توترا عسكريا» وكمسؤول في القوات البحرية، قد يكون لها دور في ترقيته.