• كشاعرة كويتية من جيل الكبار... ما موقع الشعر الكويتي الآن؟

- الشعر في الكويت بخير حتى وإن غابت بعض الأسماء لظروف عدة، وأرى أن لوسائل الاتصال الاجتماعي إيجابيات - مع وجود السلبيات - فعن طريقها يتم نشر ما عجزت أو تقاعست عنه الصحف في السنوات الأخيرة، ويتم التواصل بين الأجيال المختلفة ومعرفة كل ما هو جديد لديهم.

Ad

• كيف ترين تأثير الشعر على النفس والمجتمع مقارنة بالعصور السابقة؟

- الشعر يُعد من أقوى وسائل التعبير الفني والإنساني عبر العصور المختلفة. يعلو تأثيره إذا تحقق المناخ المناسب له من وسائل إعلام نشيطة واعية تفهم اللغة وتقدر أهمية الكلمة، ويخفت صوت الشعر حين يطغى الجهل باللغة وبتأثيرها، وعدم إيمان الجهات المعنية بالارتقاء بمستوى الذوق لدى الناس.

• ما رأيك في شعراء الكويت؟

- الشعراء الشباب في الكويت يتميزون بالانفتاح الثقافي على الآخرين، ولدى كثير منهم التفوق والإبداع. وأنا أتابعهم بفرح وزهو.

• كيف تنظرين الآن إلى أدب المقاومة خصوصاً الشعر؟

- كما أن للمقاومة عَتادا عسكريّا لابد منه لإنجاح مهامّ الجيش من دفاع وهجوم وتحصين... كذلك لها عتاد نفسيّ وتعبئة روحية تتمثل في وسائل التعبير المختلفة والمتنوعة مثل الشعر والأدب والفنون.

وهذه كلها تؤثر في النفوس تأثيرا بالغا إذا كانت حقيقية وصادقة وتحفزها على إقامة سد منيع من الإيمان بالقضايا المصيرية ضد الحرب النفسية والعسكرية التي يشنها الأعداء. ويلعب الشعر دورا مهما في التعبير عما يحدث بصورة أسرع من غيره من الفنون التي تحتاج إلى تضافر الجهود وتهيئة المكان والمواد اللازمة لإنجاح العمل. وهناك كثير من القصائد التي كُتبت عن غزة ولايزال الشعراء يكتبون ويصورون ما يجري على الأرض المحترقة من دمار ومجازر بشرية لا مثيل لها.

• ما الذي تمثله لك المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد؟

- جميلة بوحيرد البطلة الجزائرية المجاهدة التي تُعدّ رمزا مشرّفا ومضيئا للثوار في كل مكان ومعها زميلاتها المناضلات اللاتي كان لهن التأثير القويّ على إنجاح الثورة الجزائرية ضد المحتل الفرنسيّ. وقد كانت أمي تحدثني في طفولتي عن شجاعتها وتحملها أنواع العذاب في سجن الاحتلال.

وحين زارت جميلة الكويت بعد تحرير الجزائر ذهبت أمي لتسلم عليها في نادي الاتحاد بالأحمدي - مدينتي المحببة إلى نفسي - وكانت لدينا 3 صور لتلك الزيارة معلقة في بيتنا. فنما في قلبي الشوق لرؤيتها، حتى تحقق الحلم في الأسبوع الثقافي الذي أقمناه في الجزائر، وكانت السيدة الرائدة لولوة القطامي تثري الأسبوع بشخصيتها القوية وعمق معرفتها وثقافتها، وعندما رأتني أسأل عن جميلة وأود رؤيتها، قالت لي جميلة صديقتي وسنذهب إلى زيارتها معا. وتحقق حلمي.

ثم رأيتها مرة أخرى في أمسية شعرية في لبنان. وحين دُعيت مؤخرا إلى ملتقى أدب المقاومة العربي في الجزائر كتبت قصيدة بعنوان «جميلة» وقرأتها ومن أجوائها:

«واليومَ في الأرضِ التي أهدت إلى الدنيا مفاتيحَ الصمودِ وعلّمتنا أبجدياتِ الصعودِ إلى النجومِ...

نجيءُ كيما نجلوَ الأبصارَ، نستهدي بسيرةِ من رأوا شُهبَ التحررِ.. نلتقي من كل فجٍّ غارقٍ في الصمتِ...

سارٍ في الضبابْ. نُعلي النشيدَ إلى فلسطينَ التي شقّتْ ظلامَ الذُّلِّ بالأكبادِ

تنزعُ من شدوقِ الموتِ أشجارَ الحياةْ».