نعتب كثيراً على التكنولوجيا وننتقدها في تعطل الشبكات أو عندما تصبح الموبايلات خارج الخدمة نظراً لقدم إصدارها وغيرها من الأسباب، الأمر الذي يتطلب منا إعادة تعيين الأجهزة، وهي الحال التي يحتاجها بعض الأفراد حاليا بإعادة ضبطهم مجدداً، وتأهيلهم عبر مراكز متخصصة بالقيم والمبادئ والأخلاق والآداب والعادات والتقاليد، حتى يقضوا على عاداتهم السيئة في حشر أنوفهم في كل زاوية وجحر والتدخل في كل شيء رغم أنهم لا يفقهون شيئا.
فمجرد أن ابتسم الحظ مرة لهم، وقادتهم المصادفة لأمر، اعتبروا أنفسهم جزءاً من أي شأن في البلاد، يقررون مصير العباد، وهؤلاء تكاثروا في الآونة الأخيرة، وأصبحوا كالفيروسات التي تنتشر لتصيب الناس بعدواها، فما إن تتصفح أي برنامج حتى تجدهم يطلون برؤوسهم وهم يسردون ويحللون ويسبحون في بحر أحلامهم من التفسيرات وغيرها من الصور المنسوجة بالافتراءات والتدليس وغيرها من الأمور التي يترفع عنها الشرفاء.
وهناك من أصبح يمتلك كل قدرات لتجده محللا ومصدرا ومؤثرا وأحيانا يملك القرار، والمشكلة أنهم لا يمارسون هذه العلل على أنفسهم فقط أو على المساكين المغلوب على أمرهم حولهم، بل انعكست أمراضهم على الأبرياء الذين ينتظرون بفارغ الصبر البشائر منهم لبعض الأمور الخاصة بالشأن العام.
إن التدخل في الشؤون الخاصة جداً للبلاد أمر يخص أصحاب القرار الحريصين على المصلحة العليا، ولا ينتظرون تفسيرات فلان وعلان أو معلومات زوير وعوير، فعلى هؤلاء إعادة ضبط أنفسهم وعلاجها من المرض المستعصي في عقولهم التالفة، ووضع مصلحة الكويت وشعبها فوق أي اعتبارات، وعدم التطرق لأي أمور لا تعنيهم وليست من اختصاصاتهم.
إن الكويت تستحق منا الأفضل، فهذا الوطن أعطانا الكثير وينتظر منا الكثير، خصوصاً أننا نحتاج إلى إعادة غربلة للمشاريع وغيرها لإعادة ترميم ما تعانيه شوارعنا من «بلاوي» لا تعد ولا تحصى، وتنميتنا المتوقفة في ظل الطفرات الاقتصادية وغيرها من المشاريع التي سبقتنا فيها العديد من الدول، فضلا عن تأهيل الشباب لتولي المناصب لأنهم عماد المستقبل، والاستفادة من خبراتهم واستثمار طاقاتهم والقضاء على المحسوبيات والوساطات التي تكمن وراء تراجعنا.
آخر السطر:
يستيقظ صباحا فيصبح عرافاً، وفي المساء يتحول إلى قارئ فنجان، وفي الظهيرة إلى صبي.