يتواجه منتخبا هولندا والسنغال على ملعب الثمامة اليوم، على وقع شكوك مشاركة مهاجم المنتخب البرتقالي ممفيس ديباي، وتأكيد غياب نظيره في «أسود التيرانغا» ساديو مانيه للإصابة، ضمن الجولة الأولى من المجموعة الأولى لمنافسات مونديال قطر 2022 لكرة القدم.

ويطلق رجال أليو سيسيه، مدرب السنغال، حملتهم في قطر بصفة أبطال إفريقيا، وهو اللقب القاري الأول بتاريخ البلاد، في حين التحقوا بركب المنتخبات المتأهلة للنهائيات للمرة الثالثة في تاريخهم عبر الملحق الإفريقي بالفوز على مصر (صفر- 1 و1 - صفر ثم 3-1 بركلات الترجيح)، حالمين بتكرار إنجاز 2002 عندما بلغوا ربع النهائي.

لكنهم سيفتقدون في الملاعب القطرية مانيه بسبب الإصابة، أفضل لاعب في القارة السمراء وثاني أفضل اللاعبين في جائزة الكرة الذهبية، ومسجل ركلتين ترجيحيتين حاسمتين في الفوزين القاري والعالمي.
Ad


إصابات الأسود

وتلقت السنغال ضربة موجعة عقب الاعلان عن عدم قدرة مهاجم بايرن ميونيخ الألماني على التعافي في الوقت المناسب، ليتأكد رسمياً، وقبل 5 أيام من انطلاق المونديال، غيابه عن المنافسات.كما تحوم الشكوك حول مشاركة مدافع لايبزيغ الألماني عبدو ديالو بسبب مشاكل في ركبته. وفي غياب مانيه، سيحمل خاليدو كوليبالي شارة القيادة، غير أن مدافع تشلسي الإنكليزي، البالغ 31 عاما، يعيش بداية موسم صعبة توزّعت بين تعرضه للإصابات وتبديل المدرب.

وتوقع المراقبون أن يفرض كوليبالي نفسه كأحد عمالقة الدفاع في الدوري الانكليزي، غير أن انطلاقته تأخرت بعد انضمامه إلى نادي غرب لندن بعد 8 أعوام قضاها في نابولي الإيطالي.

هولندا بحالة ذهنية جيدة

ولا تبدو حالة المنتخب الهولندي، وصيف بطل العالم 3 مرات أعوام 1974 و1978 و2010، أفضل من نظيره السنغالي، إذ يستهل مشاركته الأولى منذ عام 2014 والحادية عشرة بصفوف مثقلة بالإصابات.

لكن بخلاف بطل إفريقيا تصل «الطواحين الهولندية» بحالة ذهنية جيدة، حيث لم يذق المنتخب طعم الخسارة في 15 مباراة، وتحديدا منذ تعيين لويس فان خال، الصعب المراس والبالغ 71 عاما، العام الماضي مدربا للمرة الثالثة في مسيرته.

وستنهي هولندا حالة انتظار دامت 8 أعوام ونصف العام منذ آخر مباراة لها في نهائيات كأس العالم، والتي قادها أيضا فان خال وحقق خلالها الفوز على مستضيفة مونديال 2014 البرازيل 3 - صفر. ويعاني هداف المنتخب ديباي من مشكلة في أوتار ركبته منذ مشاركته مع المنتخب البرتقالي في سبتمبر، بينما أكد فان خال أن مهاجم برشلونة الإسباني لن يبدأ المباراة الافتتاحية لكأس العالم بينما يواصل تعافيه.

كما خسرت هولندا جهود لاعب إنتر الإيطالي دنزل دامفريس جراء تعرضه لاصابة في ركبته، خلال مشاركته مع ناديه أمام أتالانتا في الدوري الإيطالي قبل 8 أيام فقط من المواجهة المنتظرة أمام السنغال. حيث يعاني من مشكلة عضلية، في حين يثير قلب الدفاع فيرجيل فان دايك (31 عاماً) التساؤلات حول مستواه بعدما أظهر علامات ضعف غير معتادة مع ليفربول الإنكليزي.
المدافع الهولندي فان دايك

فان دايك... من مراهق منبوذ إلى عملاق

من مراهق أهمله فريق فيليم 2 تيلبورغ، وقلَّل من قدراته خرونينغن، تحوَّل الهولندي فيرجيل فان دايك إلى أغلى مدافع في العالم، عندما انضم لليفربول الإنكليزي مقابل 75 مليون جنيه إسترليني.

وتزامن موسمه الأول مع ليفربول مع بلوغ الفريق نهائي دوري أبطال أوروبا، الذي خسره أمام ريال مدريد (1-3).

لكن فان دايك تألق في الموسم التالي، وساهم في قيادة «الريدز» للفوز باللقب الأوروبي للمرة السادسة في تاريخه بعد التغلب على توتنهام.

وبفارق قليل من النقاط، خسر جائزة الكرة الذهبية عام 2019 أمام ليونيل ميسي، لكنه حصل على تقدير أقرانه، بفوزه بجائزة أفضل لاعب في الدوري الممتاز.

خلال موسم 2019/ 2020، خاض فيرجيل كل الدقائق المتاحة مع فريقه، في موسم أنهى خلاله ليفربول انتظاراً دام 30 عاماً لإحراز اللقب، لكن غياب المدافع العملاق كان مؤثراً جداً في الموسم التالي بعد إصابته.

أدى تمزق في الرباط الصليبي الأمامي في القدم اليمنى إلى ابتعاد فان دايك لأكثر من تسعة أشهر، ما غيَّبه صيف 2021 عن كأس أوروبا.

تأخَّر التحاق فان دايك بمنتخب بلاده حتى 2015، ما أفقده فرصة التواجد بمونديال البرازيل 2014.

أثناء وجوده في أكاديمية فيليم 2، عمل فان دايك بدوام جزئي في غسل الأطباق في مطعم بريدا، لكن تدخل مارتن كومان، والد النجمين السابقين رونالد وإيرفين.

اكتشف كومان الأب، فيرجيل أثناء عمله في خرونينغن، وهو النادي الذي انضم إليه في انتقال مجاني عام 2010، فظهر للمرة الأولى في العام التالي، لكن الأندية الهولندية الكبرى لم تخطب وده، ما مهد الطريق لانتقاله إلى سلتيك الاسكتلندي عام 2013، وأثار فان دايك إعجاب ساوثمبتون، فاستعاد اللاعب العلاقة مع رونالد كومان هذه المرة، مدرب النادي، ومنه انتقل إلى ليفربول.
لاعب وسط منتخب السنغال باب غي

باب غي: طموحنا كبير جداً

أكد لاعب وسط منتخب السنغال باب غي، أن هدف بلاده «طموح، طموح جداً»، رغم أن «أسود تيرانغا» ستخوض العرس الكروي العالمي في مونديال قطر من دون أفضل لاعب إفريقي وثاني أفضل لاعب في العالم المهاجم ساديو مانيه للإصابة.

• فازت السنغال بالنسخة الأخيرة من أمم إفريقيا، وتملك تشكيلة صلبة، هل لديك أي توقعات؟

- بالطبع هناك توقعات. الناس تعلم أننا نملك تشكيلة تتمتع بمواصفات، وفزنا بأول كأس أمم إفريقيا في تاريخ السنغال. ينتظرون الآن أن نكون على الموعد أمام العالم بأسره. لدينا هدف في ذهننا، لن أصرِّح عنه، لكنه طموح، طموحنا كبير جداً.

نملك العديد من اللاعبين البارزين الذين يلعبون في أندية كبيرة، لذا لماذا لا نحلم مثل فرنسا أو إسبانيا؟ لا نشعر أننا أدنى من هذه المنتخبات. العالم يعلم جيداً قدراتنا، وتمكنا من أن نبرهن على أن السنغال بإمكانها أن تحلم على أعلى مستويات جميع الأمم.

• هل من الممكن تحقيق ذلك من دون ساديو مانيه؟

- ساديو مانيه يغيِّر كل شيء، بمجرَّد أن يلمس الكرة يبدأ المنافسون بالقول انتباه، وهذا الأمر يحرِّر الآخرين. القائد هو خاليدو كوليبالي، لكن عندما يتكلم مانيه في غرفة تبديل الملابس، فأنت تستمع. لا يمكن استبدال مانيه، لكن نملك العديد من المهاجمين الجيدين، ولاعبي أجنحة مع أسلوب يشبه أسلوبه، سرعته، واختراقاته.

• هناك عدة قادة، مثل: كوليبالي، إدوار مندي، إدريسا غانا غي.

- لديَّ الكثير من الاحترام لهم. لقد استقبلوني بطريقة رائعة. هم أشقائي الكبار، وأستمع إلى نصائحهم. كنت أعرف أنهم جيدون، لكن التواضع الذي يملكونه. إذا كنت تبلغ 18 أو 19 عاماً وتأتي من الدرجة الثانية، فإنهم يحترمونك كما يحترمون ساديو مانيه. يدعمون الفريق. كما أن عبدو ديالو يجلب خبرته، وهناك الشباب على غرار بامبا ديينغ وباب ماتار سار. حتى بالنسبة للسنوات المقبلة، لدينا احتمالات جيدة.

• بالنسبة لك، سارت الأمور بشكل سريع مع السنغال منذ مباراتك الدولية الأولى قبل عام.

- القدامى على غرار غانا غي يقولون لي غالباً أنت تملك الحظ، لم تختبر المتاعب. تصل مباشرة، وحتى قبل أن تخوض 5 مباريات تفوز بأمم إفريقيا. صحيح أنني وصلت بعد عمل الجميع واستفدت! كان الحظ إلى جانبي في الفوز بأول لقب للبلاد. لقد تميزت إلى الأبد.
هولندا x السنغال
7:00 م