دشن برنامج «تمكن» أولى حلقاته النقاشية مع أعضاء الإدارة التنفيذية في بنك الكويت الوطني، حيث استضافت الحلقة الأولى الرئيس التنفيذي لإدارة الثروات بمجموعة بنك الكويت الوطني فيصل الحمد، الذي شارك الشباب خبراته الواسعة الممتدة على مدار سنوات طويلة في عالم الصناعة المصرفية، كما أجاب على مجموعة من الأسئلة التي طرحها المشاركون في البرنامج.

وتأتي هذه الحلقة ضمن النسخة الخامسة من برنامج «تمكن» لتدريب الكويتيين من حملة الشهادات الجامعية، والذي تنظمه شركة Creative Confidence وبدعم ورعاية بنك الكويت الوطني، حيث يعتبر البرنامج فرصة استثنائية للمتدربين للاستفادة من خبرات أعضاء الإدارة التنفيذية في البنك، من خلال الحلقات النقاشية والحوارات المفتوحة التي ينظمها البرنامج للمشاركين مع قيادات «الوطني» الذين يتمتعون بخبرات واسعة ممتدة على مدار عقود طويلة في عالم الصناعة المصرفية، ما يتيح لهم الاستفادة من هذه الخبرات التي تساعدهم على تحقيق مسيرة مهنية ناجحة ومستدامة.

Ad

وبدأ الحمد حديثه حول بداية مشواره المهني، حيث قال: «التخصص الدراسي ليس ضروريا لشغل منصب معين والارتقاء إلى أعلى درجات السلم الوظيفي، ولكن الأهم هو البداية من أي مكان وأي منصب والعمل على التطوير والإبداع والابتكار والتعلم السريع والاستفادة من الخبرات الموجودة حولك في بيئة العمل».

انطلاقة مهنية

وأضاف الحمد: «بعد تخرجي في الجامعة بالولايات المتحدة، عملت في مجال إدارة الأصول لمدة 4 سنوات هناك، ثم حصلت على الماجستير في إدارة الأعمال، وقررت بعدها الانتقال إلى العمل في الكويت»، متابعا: «التحقت بالعمل في الوطني للاستثمار عام 2007، حيث كان فريق العمل مكونا من 25 موظفا فقط، لكن ثقافة العمل التي اكتسبتها في مؤسسة بحجم بنك الكويت الوطني منحتني الشغف والتطور الدائم والسعي حول معرفة المزيد باستمرار والاستفادة من كل معلومة أو خبر يمكن أن يؤثر على قراراتي في العمل».

وأكد الحمد لشباب «تمكن» أن الاستثمار في صقل المهارات وتطوير القدرات من خلال التعلم والتدريب يعد أفضل استثمار صاحب العائد الأعلى لأنه ينمو دون توقف، ومكاسبه تتراكم يوماً بعد يوم، كما أن هناك أشياء جديدة يمكن تعلمها دائما مهما تدرج الشخص في مسيرته المهنية، مشيرا إلى أن التدريب فرصة ذهبية لحديثي التخرج عليهم اقتناصها خصوصا في مقتبل مسيرتهم المهنية.

بيئة العمل

وتحدث الحمد عن بيئة العمل وأهميتها في تطوير الموظفين، وقال: «يجب على كل شخص يسعى لبناء مستقبل وظيفي مزدهر ومستدام أن يبحث دائما عن بيئة العمل المثالية التي توفر له التطور باستمرار، ويجب أيضا أن يكون الموظف شغوفا بالتعلم وفضوليا للاستفادة من خبرات من حوله».

وأكد أن بنك الكويت الوطني من المؤسسات القليلة التي تملك هذه الخاصية، حيث يملك «الوطني» بيئة عمل مثالية وفريدة من نوعها تضاهي المؤسسات العالمية، لما يوفره البنك من فرص للتعلم باستمرار ودورات تدريبية على أعلى مستوى، وبالتعاون مع أعرق المؤسسات التعليمية الرائدة، لتنمية مهارات الموظفين من جميع الجوانب، وهو ما يضمن للموظف بناء مستقبل وظيفي واعد ومستدام.

ونصح الشباب قائلا: «لا تهدر وقتك على الأمور التي لا تبسط سيطرتك عليها، وركز فقط على تطوير أدائك الوظيفي، وتحلى بالطموح، واحرص على بناء علاقات جيدة مع زملائك في العمل، حتى تتمكن من العمل براحة وهدوء، ما يوفر لك بيئة عمل تساعدك على الإبداع والابتكار».

كما نصح بضرورة العمل على اكتساب مهارات جديدة كل يوم دون توقف، لأن هذا هو السبيل الوحيد لترقيتك والوصول إلى المكانة التي تضعها نصب عينيك، فالراحة ليست خيارا، لاسيما مع احتدام المنافسة، سواء على صعيد الأفراد أو المؤسسات، وكل مؤسسة تسعى لاستقطاب الكفاءات والمواهب التي تساعدها في التميز عن منافسيها.

تفكير تحليلي

وتحدث الحمد عن ضرورة الاطلاع الدائم على أحدث التقارير والدراسات، ولكن برؤية تحليلية وناقدة، حيث قال: «لدي شغف بمعرفة معلومة جديدة كل يوم، واعتدت بحكم عملي على أن يكون لدي تفكير تحليلي لأي خبر أو معلومة، حيث أسعى دائما للاستفادة من هذه المعلومة، وعدم تلقي الخبر بصورة روتينية كشخص عادي، بل أقوم بالتفكير والتحليل في مدى أثر هذا الخبر على قطاع أعمالنا وقراراتنا».

الاحتراق الوظيفي

وفي رده على سؤال أحد المشاركين حول الاحتراق الوظيفي، قال الحمد: «يجب على كل موظف أن يبحث عن حوافز للاستمرار في العمل، ما يحقق له التطور المهني، لكن فقدان الشغف في التعلم قد يجعل الموظف غير قادر على تلبية متطلبات ومهام وظيفته، وقد يكون الاحتراق الوظيفي سببه بيئة العمل أو المؤسسة التي يعمل بها، لذلك أنصح دائما بالبحث عن بيئة العمل الأفضل، وهو ما يوفره بنك الكويت الوطني».

واستدرك: «الاحتراق الوظيفي قد يكون رد فعل على ضغوط العمل المستمرة، وهو ما يولد شعورا لدى الموظف بتقلص وجود الحافز وشعورا بالإرهاق وقلة المتعة في ممارسة المهام الوظيفية، وفقدان الإيمان بقدراتك على إنجاز الأعمال، لذلك يجب على الموظف أن يجدد نشاطه باستمرار، من خلال عدة حلول، مثل الذهاب في إجازة لتخفيف ضغوط العمل، أو ممارسة الرياضة أو أي هواية يستمتع بها، لاستعادة نشاطه الذهني والبدني».

تحديات عملية

وكانت الحلقة النقاشية التي وفرها برنامج «تمكن» فرصة ثمينة للخريجين الجدد، للاستماع إلى الرئيس التنفيذي لإدارة الثروات للمجموعة، واكتساب نظرة ثاقبة على بيئة العمل، وكيف يمكنهم النجاح في حياتهم المهنية، واستقبل الحضور نصائح الحمد لرسم ملامح ذات قيمة في حياتهم المهنية في المستقبل.

وتحدث الحمد أيضا عن التحديات التي قد يواجهها الخريجون الجدد في حياتهم المهنية وكيفية التغلب عليها، مشددا على أهمية طلب الدعم من الزملاء والموجهين عند مواجهة التحديات، وأن يكون لديهم دائما عقل منفتح ومستعد للتعلم.

جدير بالذكر أن برنامج «تمكن» فاز بجائزة المشروع الرائد في العمل الاجتماعي الخليجي على مستوى القطاع التجاري الخاص من قبل لجنة وزراء الشؤون الاجتماعية في دول مجلس التعاون الخليجي، باعتباره تجربة تدريبية مبتكرة للخريجين الكويتيين الشباب تهدف إلى نقلهم لمستوى احترافي من التنمية الذاتية ليتحولوا إلى قوى عاملة فاعلة ومؤثرة.

نصائح ذهبية
أسدى الحمد مجموعة من النصائح للخريجين الجدد حول كيفية النجاح في حياتهم المهنية، حيث شدد على ضرورة التحلي بأخلاقيات العمل، وأن يكون الموظف مهنيا، كما شدد على أهمية بناء علاقات جيدة مع زملاء العمل، والتحلي بالسلوك الإيجابي، وأن يكونوا قادرين على التكيف مع التغيير والبحث دائما عن فرص للتعلم والنمو، إضافة إلى نصائح أخرى:

• الاستثمار في صقل المهارات وتطوير القدرات يعد أفضل استثمار عائده ينمو دون توقف.

• ابحث عن بيئة العمل المثالية التي توفر له التطور باستمرار.

• اعمل على اكتساب مهارات جديدة كل يوم لأن هذا هو السبيل الوحيد لترقيتك.

• ركز على تطوير أدائك الوظيفي وتحلى بالطموح والشغف.

• احرص على بناء علاقات جيدة مع زملائك في العمل.

• التفاهم الأسري ضروري جداً للنجاح في العمل.

• جدد نشاطك الذهني والبدني بممارسة الرياضة أو الذهاب إلى عطلة.