سبحانَ مَن شأنُهُ فوقَ القوانينِ
وأمرُهُ الأمرُ بين الكافِ والنونِ
مُستشرقٌ هاجمَ الإسلامَ في سَفَهٍ
وغيرُهُ دَسَّ ما بينَ المضامينِ
قالوا فكانَ جُزافًا.. يا لَمَنطقِهم!
وأين حكمةُ أربابِ الدواوينِ!؟
لجهلهم جاوزوا أسوارَ سيدِهم
وعربدوا بهواهم في الميادينِ
كان النبيُّ لطيفًا في مُعاملةٍ
وكان خيرَ الورى أزكى السلاطينِ
إرادةُ الله في أزواجِهِ مَثَلٌ
في صُحبةٍ طهُرتْ في بيتِ مأمونِ
نبيُّنا أُسوةُ الأخلاقِ أكرَمُنا
أوصى بأُمَّتِهِ عند الموازينِ
شاء الإلهُ بأن يجزي عُبيدَتَهُ
ذَرى التراحُمِ، أُمٌّ للمساكينِ
كريمةُ الأصلِ، والأخلاقُ معدنُها
بنتُ الخُزَيمةِ، صانتْ نفحة الدينِ
موصولةُ القلبِ بالرحمنِ يحرسُها
كانت مع اللهِ في نورِ البساتينِ
من بعد هجرتها ترمَّلتْ وغدتْ
زينبُ ناظرةً أسبابَ تمكينِ
وأدركت أن ربَّ العرشِ حارسُها
فهْو الذي يتولَّى كلَّ مرهونِ
من ثَمَّ عانتْ فكان السعدُ حظوتَها
وكانت الخطبةُ اليُمنى لمحزونِ
كان الزواجُ بشهر الصومِ منعقدًا
فأُلحِقتْ بزواجٍ في الميامينِ
من بعدِ عِدّتِها صارت بغُرفتِها
جوارَ عائشةٍ عند «اللواوينِ»
عاشتْ شهورًا ببيتِ النورِ في رَحِبٍ
ثم انقضى الأجلُ المحتومُ في الحينِ
صغيرةٌ قد قضتْ في سُرعةٍ رحلتْ
كزهرةٍ ذبلتْ عندَ الثلاثينِ
صلى عليها رسولُ اللهِ في سَكَنٍ
ووُسِّدتْ ببقيعٍ طيِّبِ الطينِ
أزكى الصلاةِ على نورِ الهدى أبدًا
محمدٌ حبُّهُ عشقٌ يداويني
والآلِ آلِ رسولِ اللهِ عِترتِهِ
فهُمْ سفينُ نجاةِ كلِّ مفتونِ