رياح وأوتاد: عدالة العالم نحو غزة وعظمة الإسلام
أصدرت 22 ولاية أميركية قانوناً يحرم أي أميركي من حقوقه المدنية إذا ثبت أنه يؤيد أو يتعامل مع أي شركة تقاطع الدولة الصهيونية، وهذا يشمل حق التوظيف والمساعدة الاجتماعية وغيرهما من الحقوق، كما أقام «الكونغرس» جلسات استجواب للجامعات الأميركية المرموقة، مثل هارفارد، لسماحها بتظاهرات للطلبة تستنكر مذابح الصهاينة في غزة، وكذلك صدرت قوانين تضايق حقوق وحريات المسلمين في فرنسا وألمانيا وغيرهما، ولا شك أن في هذا التعسف والظلم رسالة واضحة للمفتونين بمزاعم حقوق الإنسان والحقوق المدنية والحريات التي ملأ الغرب بها رؤوس كثير من الناس في بلاد الإسلام، فقد كشفت هذه القوانين، خصوصاً مع الظلم الواقع على غزة اليوم، كذب هذه الادعاءات باحترام الحرية والرأي والمعتقد.
لذلك، فعلى المفتونين بالغرب أن ينتبهوا للمعايير المعلنة التي سرعان ما يتنكر لها متى ما رأى أن مصلحته أو عصبيته تتطلب ذلك، وهي ليست غريبة على التاريخ الأوروبي، فقديماً تم اضطهاد اليهود والمسلمين في كل أوروبا، وتمت إباحة دم مارتن لوثر، وحوربت بعض المذاهب المسيحية، ولم تسمح إسبانيا بقانون تعدد الأديان إلا في بداية الستينيات من القرن الماضي، هذا إضافة إلى نقل ملايين الأحرار من إفريقيا للعبودية إلى أميركا، وإبادة الهنود الحمر في الأميركتين، والحروب الصليبية حيث قُتل جميع سكان القدس، بالإضافة إلى استعمار الدول العربية وحرب الأفيون في الصين وحرب فيتنام، والقائمة لا تكاد تنتهي حتى تصل إلى حرب الإبادة في غزة اليوم بدعم غربي مشابه.
أما في تاريخنا العربي والإسلامي الذي يحاول أدعياء العلمنة والليبرالية تشويهه، فقد كان معروفاً بحريّة الأديان، حيث تعامل عمر بن الخطاب مع الفرس قبل إسلامهم، كما تعامل مع أهل الكتاب، ولم يقتل أهل بيت المقدس، ولم يُخرج أهلها منها، وعاش المسلمون والنصارى واليهود بسلام في الأندلس، كما عاش اليهود في المغرب واليمن إلى اليوم، وعاشوا في العراق وفلسطين، وفي العراق الآن عدة أديان ومذاهب مثل الصابئة وغيرهم لم تختفِ كما حصل في تاريخ الغرب، وفي مصر العزيزة عاش الأقباط والمسلمون قروناً طويلة، وشارك جميعهم في حروبها، واعتنق كثير من المفكرين والممثلين والممثلات المعروفين الإسلام من دون ضغط أو إكراه، وتشارك بعضهم في التجارة والنسب رغم محاولات الفتنة البغيضة، ولكن أحكام الإسلام العظيمة كانت هي السائدة.
في ديوان العزيز د. يعقوب الغنيم صورة معلّقة على الحائط للعهدة العمرية العظيمة، فأخذت نسخة منها لتعليقها في ديواني حباً بهذه الوثيقة وصاحبها وتاريخنا والإسلام العظيم.