في البداية نسأل المولى عز وجل التوفيق والسداد لصاحب السمو أميرنا الشيخ مشعل الأحمد لما فيه خير البلاد والعباد، وأن يعينه على حمل الأمانة وأن يرزقه البطانة الصالحة.
لقد شهد العالم كيف تولى سموه مقاليد الحكم بكل سلاسة ودون أي تعقيدات بعد أن أدى اليمين الدستورية في بيت الشعب مجلس الأمة ليمارس مهامه الوظيفية كما نصت عليها أحكام دستور دولة الكويت.
تطلعات وآمال كبيرة يعقدها الشعب الكويتي على سمو الأمير لثقته بقدرة سموه على إصلاح المسارات المتعثرة في مجالات التنمية على الصعيد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي لتحسين جودة الحياة ومؤشراتها.
الخطوات التصحيحية التي اتخذها سموه إبان توليه بعض اختصاصات سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الصباح، طيب الله ثراه، على الصعيدين الداخلي والخارجي لاقت استحسان المواطنين، وكان لها الأثر الطيب في نفوسهم ولدوره في تعزيز العلاقات الدولية والإقليمية من خلال عقده الكثير من الاتفاقات التي استهدفت تحريك عجلة الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل.
خطاب سمو الأمير بعد أدائه اليمين الدستورية في مجلس الأمة لم يكن مفاجأة لمتابعي شخص سموه، وهو بمنزلة استكمال للنهج ذاته والمسار نفسه لخطابات سموه السابقة التي ناب فيها عن الأمير الراحل الشيخ نواف، لكن هذه المرة كان الخطاب أكثر وضوحاً بعدما كشف سموه ما يدور في خلجاته من تحفظات على أداء السلطتين التنفيذية والتشريعية لشعب الكويتي، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة تعاون السلطات فيما بينها واحترام مبدأ فصل السلطات لضمان الإبحار في سفينة الكويت إلى آفاق أوسع وآمال أكبر على طريق التنمية والازدهار وفق منهجية واضحة، يكرم فيها المجتهد ويحاسب فيها المقصر.
كما أكد سموه على التمسك بالدستور وتطبيق القانون، وأن أي إجراء سيتخذه لن يخرج عنهما، وأنه ومن خلال منصبه سيتابع مجريات الأحداث، وأنه على دارية تامة بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأنه العين الساهرة على مصالح الوطن والمواطنين، ولعل ملف الفساد كان أبرز الملفات التي حظيت باهتمامه بعد أن استشرت أوجه الفساد لتشمل العديد من القضايا المرتبطة بالملف المالي والإداري، والشواهد على ذلك كثيرة.
من القضايا التي لا تقل خطورة عن الفساد الإداري والمالي نوعية بعض القيادات الذين يتفاخرون بإنجازات وهمية ليس لها ذكر على الواقع، ويسوّقون لمشاريع وأفكار يعلمون قبل غيرهم استحالة تنفيذها بتضليل الرأي العام من خلال ربطها بتواريخ تتجاوز الفترة الزمنية المقررة لبقائهم في أماكنهم الوظيفية.
لقد أثبتت الأيام الماضية وخلال فترة مراسيم العزاء مكانة دولة الكويت في محيطها العربي والإسلامي والعالمي بعد توافد الملوك ورؤساء الوفود الرسمية لتأدية واجب العزاء في فقيد الكويت سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الصباح، رحمه الله، وفي الملحمة والوطنية التي جمعت بين الحاكم والمحكوم.
أخيراً الكويت ستظل كبيرة في احترامها وتمسكها بدستورها الذي كان وما زال وسيبقى السور المنيع والطريق الوحيد لتصحيح المسار تحت ظل قيادة حكيمة تتمثل بسمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الصباح، أطال الله في عمره، وبشعب يعشق تراب هذا الوطن الغالي.
ودمتم سالمين.