سفير هنغاريا لـ «الجريدة•»: أوروبا الشرقية يمكن أن تكون مستقبل المستثمرين الكويتيين
سابو: للأمير رغبة في إعادة علاقات البلدين كما كانت قبل 20 عاماً
• بيننا 60 عاماً من الصداقة... وعلينا أن نعيدها مع بداية فصل جديد
كلام سابو جاء خلال لقاء مع «الجريدة»، في أول مقابلة له يجريها منذ تقديمه أوراق اعتماده.
وإذ حضّ المستثمرين الكويتيين على استكشاف الفرص الاستثمارية في بلاده، التي تتمتع بمناخ وبيئة استثمارية مميّزة، دعا السفير الهنغاري أيضاً الطلاب الكويتيين إلى اختيار جامعات بلاده العريقة والمعترف بها في الكويت، وحضّهم على التوجّه، ليس فقط على دراسة الطب البشري والذكاء الصناعي، إنما أيضاً على دراسة الهندسة الزراعية، لافتاً إلى أنه سيعمل «بشكل وثيق مع الحكومة الكويتية لإضافة المزيد من الجامعات المجرية إلى قائمة الاعتماد لديها»... وفيما يلي نص الحوار:
• حدثنا عن العلاقات الثنائية بين هنغاريا والكويت؟
- أقوى مراحل العلاقات الثنائية وأبرز فترات ازدهارها كانت خلال الثمانينيات والتسعينيات، حيث كان يعيش في الكويت الآلاف من الهنغاريين الذين عملوا في مختلف القطاعات، وتحديداً في القطاعين الطبي والرياضي، ولكن بعد التحوّلات السياسية التي حصلت في هنغاريا في التسعينيات، خصوصا بعد انضمامنا إلى الاتحاد الأوروبي في 2004، اتجهنا نحو الأسواق الأوروبية، فنسينا قليلاً إفريقيا والشرق الأوسط والشرق الأقصى، ولكننا الآن عائدون بقوة، وعلينا أن نتعلم اللغة العربية، كما علينا أن نتعرف من جديد عن هذه الأسواق، وكيفية التعامل مع المنطقة.
جامعاتنا الطبية بين أول ألف جامعة حول العالم وتضاهي نظيراتها الأميركية والبريطانية
ودعني أؤكد عمق وقوة ومتانة العلاقات الهنغارية - الكويتية التاريخية، حيث بدأت العلاقات الدبلوماسية في 1964، وسنحتفل هذا العام بالذكرى الـ60 لإقامة هذه العلاقات.
الجامعات الهنغارية
• بإمكانك الترويج لجامعاتكم في الكويت هل هي معتمدة؟
- على الأهالي أن يعلموا أن مستوى جامعتنا مرتفع جداً، فالجامعات الطبية لدينا هي بين أول ألف جامعة حول العالم، وتضاهي بمستواها أياً من جامعات الطب الأميركية أو البريطانية. وربما من خلال «الجريدة» يمكننا تعريف الطلاب وأهاليهم على مختلف جامعات المجر، والشهادة التي يحصلون عليها من جامعات الطب البشري مقبولة ومعتمدة في جميع أنحاء أوروبا، كما انها معتمدة من قبل الحكومة الكويتية.
وهدفي هو اعتماد المزيد من الجامعات في مختلف الاختصاصات، وسأعمل بشكل وثيق مع الحكومة الكويتية لإضافة المزيد من جامعاتنا إلى قائمة الاعتماد لديها، وأنا متأكد أنني أستطيع إقناع صناع القرار الكويتيين لإيفاد طلبتهم للدراسة في جامعاتنا. وإلى جانب الطب، لدينا جامعات عريقة جداً في مجال تكنولوجيا المعلومات السيبرانية، والذكاء الاصطناعي، وهذا هو المستقبل.
إلا أنني أشجّع الطلاب على التوجّه إلى دراسة الهندسة الزراعية والتخصّص بها، ولدينا واحدة من أكبر الجامعات في أوروبا تسمى «جامعة الزراعة وعلوم الحياة المجرية». وهذا مهم جداً بالنسبة لمسألة الأمن الغذائي، فالكويت ليست دولة زراعية نموذجية، ولا يجب أن يقتصر الأمر على الاعتماد على المستوردين الآخرين في المواد الغذائية، لذلك أعتقد أنه يجب أن تكون الزراعة مجالًا جديدًا، ويجب أن نعمل فيه مع الكويتيين.
أشجّع الطلاب الكويتيين على التوجّه إلى دراسة الهندسة الزراعية في هنغاريا
لذلك، علينا أولاً أن نعلم الشباب لكي يصبحوا مهندسين زراعيين، ونبيّن أنه على مساحة صغيرة يمكننا بالتكنولوجيا العالية لدينا إنتاج خضراوات وأغذية عالية الجودة من دون ماء ومن دون تربة، وهذا ما يسمى بالزراعة العمودية وبالزراعة الذكية.
• وماذا عن الرياضة؟
- صناعة الرياضة ستكون هدفي الأول والأكبر في السنوات الأربع المقبلة لوجودي في الكويت، فنحن في الأساس نعمل بشكل وثيق جدا مع اللجنة الأولمبية الكويتية من خلال المعسكرات التدريبية، وتبادل الرياضيين والمدربين. لقد كان هناك وقت عندما كانت الكويت مكتظة بالمدربين المجريين، ليس فقط في كرة القدم، انما في كرة اليد، وفي المبارزة بالسيف، وأنا أعلم أننا لانزال نحتفظ بأسمائهم في ذاكرتنا، وكان لهم تأثير حقيقي، وأود أن أُعيد إحيائها، لأن الرياضة ليست مجرد رياضة بل ثقافة، وتنظيم أي حدث رياضي، هو أفضل طريقة للترويج لبلد ما، ويدرّ دخلاً ضخماً، كما أن الرياضة في الكويت متطورة جداً.
صناعة الرياضة ستكون هدفي الأول والأكبر في السنوات الأربع المقبلة أثناء وجودي بالكويت
إذاً، أعتقد أن الرياضة والتكنولوجيا والزراعة يجب أن تكون خطوطنا المستقبلية.
• هل يوجد تعاون عسكري بين البلدين؟
- قبل أشهر قليلة، انعقدت في الكويت لقاءات اللجنة الاقتصادية المشتركة برئاسة نائب وزير الدفاع الهنغاري الذي التقى بوزير الدفاع الشيخ أحمد الفهد، لذلك، لن أسمي ذلك تعاونًا عسكريًا، ولكن بدءاً من هذه الزيارة، آمل أن يكون هناك مستقبل لمثل هذا التعاون، وأنا أعمل على ذلك بالفعل.
السياحة العلاجية
• كيف هو مستوى السياحة العلاجية لديكم؟
- أولاً دعني أشير إلى أننا نبيع للكويت أجهزة طبية متطورة، نظراً للتكنولوجيا العالية جدًا التي لدينا في هذا القطاع. في المقابل، لدينا منتجعات طبية ومستشفيات متطوّرة لمعالجة الأمراض المختلفة، كما ان بلادنا مستعدة لاستقبال الكويتيين الذين بحاجة إلى إعادة التأهيل لما بعد العمليات، أو يريدون إجراء أي نوع من العمليات الجراحية أو التجميلية. وقد قمت بالفعل بالاتصال بالعديد من الشركات المجرية التي يمكنها تقديم خدمة خاصة للكويتيين الذين يبحثون عن معاملة فاخرة، كما يمكن للمهتمين الاتصال بسفارتنا، وسنكون متواجدين على مدار الساعة للرد على أي استفسار في هذا المجال.
• ما الذي يميّز بلدكم عن باقي دول أوروبا؟
- أولاً، بسبب موقعه المميّز، إذ إن هنغاريا تقع في وسط أوروبا، ونسبة الأمن فيها مرتفعة جداً، والثقافة هي بالتأكيد أكثر ما يمكننا تقديمه من خلال منتجعاتنا الصحية، ومتاحفنا وحدائقنا ومبانينا. والعاصمة بودابست مدينة تاريخية، أضف إلى ذلك فن الطهو المجري اللذيذ، وتعتبر المجر أرخص من دول أوروبا الغربية.
• ما هي أهم صادراتكم؟أعمل لإيجاد تعاون دفاعي بين بلدينا... وأرغب في رؤية شركات مجرية بالكويت
- تعتبر هنغاريا الرقم واحد في صناعة السيارات بأوروبا، إذ إننا نُنتج سيارات مثل «مرسيدس»، و«بي إم دبليو»، و«سوزوكي»، و«أودي»، وأرغب في رؤية شركات مجرية في الكويت، كشركات غذائية عالية الجودة، واللحوم ذات النوعية الجيدة، والألبان، والأجبان، وزيت الطبخ والبابريكا المجرية الشهيرة، وأنا أعمل على إحضار مجموعة كبيرة من المواد الغذائية إلى هنا أيضًا، والخطوة الأولى ستكون خلال يناير الجاري، حيث سنقيم أول معرض غذائي في الكويت، وسأنظم كذلك فعالية صغيرة في مقر إقامتي لتعليم الطهي.
• هل سنشهد عودة الخط الجوي المباشر بين البلدين؟
-الرحلات الجوية المباشرة بين بلدينا هي أكثر من مجرد رحلة، وهي ليست بمثابة جسر جوي فقط، لكنها جسر اقتصادي ودبلوماسي وسياسي، أتمنى عودة هذا الخط، وأعتقد أنه يمكننا تحقيق ذلك من خلال العمل الجاد بين بلدينا.
• كلمة أخيرة
- لدينا بالفعل 60 عامًا من الصداقة والأخوة، وعلينا أن نعيدها ونعمل على فتح فصل جديد، وسمو الأمير طلب مني خلال تقديمي أوراق اعتمادي له في أواخر نوفمبر الماضي، بصراحة، أن أعيد هذه العلاقات حيث كانت قبل 20 عامًا، لذا أرجو من أصدقائنا الكويتيين أن يعملوا معنا لإحياء علاقاتنا التاريخية، لأن أوروبا الشرقية يمكن أن تكون المستقبل للمستثمرين الكويتيين، الذي أدعوهم إلى استكشاف الفرص الاستثمارية في بلادنا التي تتمتع بمناخ وبيئة استثمارية مميزة، فالتقنيات الذكية هناك والأراضي موجودة والمياه موجودة، ومن السهل على المستثمر الكويتي أن يدخل أمواله ويُخرجها بكل سلاسة إلى هنغاريا.
عتاب الأهل
تلقّت «الجريدة» اتصالات من بعض أهالي الطلاب الدارسين في هنغاريا، الذين يرغبون في السفر لرؤية أبنائهم، مشيرين إلى أن السفارة الهنغارية لا تمنحهم إلا تأشيرة دخول لفترة قصيرة جداً، وليس لمدة طويلة.
ورداً على ذلك، قال السفير الهنغاري: «لا أستطيع التدخل في الشؤون القنصلية أو في شؤون الهجرة، ولكن يمكنني أن أؤكد أننا ندرس ونحقق بكل حالة وبكل ملف على حدة». وأضاف: «نحن نتفهم أن الأهل يرغبون في زيارة أولادهم، لذلك نحن نسعى لتسهيل زيارتهم، ونبذل قصارى جهدنا في هذا الشأن».
الأكل الكويتي «خطير جداً»
بابتسامة عريضة، ورداً على سؤال عن جودة الأكل الكويتي، قال السفير سابو: «انه خطير جداً، لأنه للأسف لذيذ للغاية».