إيران تدشن سفناً عسكرية... وانفجار غامض في شيراز
العراق يحتاج «صيغة جديدة» للعلاقة مع واشنطن وكوثراني يعود لبغداد لتنسيق العمليات ضد الأميركيين
وسط تصاعد التوتر بممرات الشحن الرئيسية، لاسيما البحر الأحمر، الذي يشهد هجمات شبه يومية من جماعة الحوثي على سفن تجارية، تعهد القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، أمس، بالوصول إلى «العدو» في كل مكان، فيما نشرت حسابات عراقية مشاهد عن استعراض بحري مشترك بين الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي العراقي، قرب جزيرة الفاو جنوب العراق.
وقال سلامي، خلال مراسم تدشين الحرس الثوري سفينة «أبو مهدي المهندس»، و100 زورق سريع راجم للصواريخ في مدينة بندر عباس الساحلية جنوب الخليج، «نحن اليوم نواجه معركة شاملة مع العدو»، مضيفا: «نحن بحاجة إلى الدفاع عن مصالحنا الوطنية أينما كانت.
حسين سلامي: إيران تواجه اليوم معركة شاملة مع العدو وحققت قفزة في قوتها الهجومية والدفاعية لتحدي القوى العالمية
سيكون التواجد في نصف القطر القريب أو شبه البعيد مضرا للعدو، وعليه الابتعاد عن هذه المنطقة».
وأكد أن بحرية الحرس الثوري حققت «قفزة رائعة في قوتها الهجومية والدفاعية» لتحدي القوى البحرية في العالم.
ولم يحدد سلامي العدو المقصود بالاسم، لكن هناك 22 دولة وافقت على المشاركة في تحالف تقوده الولايات المتحدة لحماية الملاحة التجارية في البحر الأحمر من هجمات حركة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران.
ومع ارتفاع عدد قتلى التفجيرين الانتحاريين لتنظيم داعش في مدينة كرمان خلال إحياء الذكرى الرابعة لمقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني الأربعاء، إلى 91 شخصا، شهدت مدينة شيراز أمس انفجارا غامضا.
وقال مدير الطوارئ والأزمات غلام رضا غلامي، لوكالة إسنا، إن سبب الانفجار غير معروف حتى الآن، وسيتم الإعلان عنه بعد استكمال التحقيقات، نافيا أنباء تحطم طائرة أو مروحية في منطقة بحيرة بختكان، وأضاف: «الانفجار أعلن عنه دفاع الجيش، ومن المحتمل أن تكون له علاقة بقضايا مثل نشاط التعدين أو أي شيء آخر، وفي الوقت الحالي تتابع مراكز الشرطة والبيئة ومحافظة بختكان الموضوع، وسيتم إعلان النتيجة النهائية فور صدورها».
العراق
وفي تصعيد مواز، واصل ائتلاف المقاومة الإسلامية في العراق، الذي يضم خصوصا فصيلي «حزب الله العراقي» و«حركة النجباء»، أمس، استهداف القواعد الأميركية في العراق وسورية بالطائرات المسيّرة، بعد اغتيال مسيرة أميركية أبوتقوى السعيدي المسؤول الكبير في «النجباء».
وكشف موقع «أمواج ميديا» عن عودة محمد كوثراني، القيادي في حزب الله اللبناني، المكلف ملف العراق، للمرة الأولى منذ عامين للإقامة المطولة في بغداد، وسط توقعات بأن يتولى ملف التصعيد ضد القوات الأميركية.
جاء ذلك فيما أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني، الذي شهد أمس احتفالات الجيش بذكرى تأسيسه الثالثة بعد المئة، أنه بصدد تشكيل لجنة مشتركة مع التحالف الدولي، لبحث جدولة انسحاب الأميركيين من العراق، مؤكدا جاهزية أجهزته لحفظ الأمن والسيادة.
وأقر وزير الخارجية فؤاد حسين، في مقابلة نشرتها صحيفة الشرق، أمس، بتوتر العلاقات مع واشنطن، وأن بغداد تحتاج إلى «صيغة أخرى» لها، ولفت إلى «قلق كبير» من تحول العراق إلى ساحة للتصعيد، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية بسبب الحرب على غزة.
الحوثيون
في هذه الأثناء، تلقت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري، أمس، تقريرا عن حدث أمني بحري في منطقة باب المندب بالبحر الأحمر، ونصحت أفراد الأطقم بتقليل التحركات على أسطح السفن إلى الحد الأدنى، وبضرورة أن يكون الطاقم الأساسي فقط في غرفة القيادة.
وقبل ساعات من الحادث الجديد، هدد رئيس اللجنة العليا لجماعة الحوثي محمد الحوثي، أمس الأول، بمهاجمة مصالح الدول التي تشارك في التحالف الأميركي بالبحر الأحمر، مؤكدا أن «أي بلد يقحم نفسه في هذا التحالف سيفقد أمنه البحري وسيكون مستهدفاً».
وأعلنت البحرية الهندية، أمس الأول، أنها أنقذت أفراد طاقم سفينة ترفع علم ليبيريا، كانت قد تعرضت لمحاولة اختطاف في بحر العرب.
وذكرت البحرية الهندية، في بيان، أنها تدخلت سريعا على محاولة اختطاف السفينة «ليلا نورفولك» في شمال بحر العرب، وجرى إجلاء جميع أفراد الطاقم البالغ 21 شخصا بمن فيهم 15 هنديا بأمان من السفينة، مضيفا أن عمليات التطهير التي نفذتها القوات الخاصة أكدت غياب الخاطفين من على متن السفينة.
وأشار البيان إلى أن القراصنة قد يكونون رغبوا عن محاولة الاختطاف «بعد التحذير القوي الذي وجهته البحرية الهندية لهم، بعدما اعترضت السفينة بارجة حربية هندية»، مبينا أن السفينة البحرية الهندية «تشيناي» موجودة قرب السفينة التي تعرضت لمحاولة الاختطاف، وتقدم الدعم لاستعادة توليد الطاقة والدفع وبدء رحلتها إلى الميناء التالي.
وكثفت جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، والتي تسيطر على معظم مناطق اليمن، ومنها العاصمة صنعاء، هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر، في خطوة قالت إنها اعتراضية على الحرب الإسرائيلية على غزة، ما دفع شركات الشحن العملاقة إلى الابتعاد عن أهم ممرات الملاحة بين الشرق والغرب، والإبحار حول جنوب القارة الافريقية.
وقال وزير المالية البريطاني جيرمي هانت، أمس، إن الهجمات على السفن في البحر الأحمر قد يكون لها تأثير على الاقتصاد البريطاني، بسبب زيادة الأسعار.
وردا على سؤال عما إذا كانت هجمات جماعة الحوثي اليمنية يمكن أن تعني ارتفاع الأسعار في بريطانيا، قال هانت لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي: «قد يكون لها تأثير وسنراقب ذلك بعناية شديدة».