نتنياهو اقترح استخدام «النووي التكتيكي» ضد إيران

تلقت إيران معلومات استخبارية موثوقة عن بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مهاجمة بعض المنشآت النووية الإيرانية باستخدام أسلحة نووية تكتيكية، في أحد اجتماعات غرفة الحرب، وهو ما دفع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي لإصدار أوامر برفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى أقصى حد ممكن، وتسريع إنتاج المواد اللازمة لتصنيع أسلحة نووية.

وأفاد مصدر رفيع، في مكتب خامنئي، «الجريدة»، بأن الإيرانيين اخترقوا اتصالات بين عملاء «الموساد» تطلب اقتراح منشآت لتوجيه ضربات نووية لها، مع دراسة المناطق التي قد تتضرر بالإشعاع، خصوصاً أن منشآت بوشهر النووية الواقعة على الخليج جنوب إيران ضمن الأهداف المحتملة، وهو ما يمكن أن يتسبب بأضرار اقتصادية وبشرية كبيرة لدول عربية قد تتجاوز الضرر في إيران، حيث هناك جبال عالية يمكن أن تصد موجات الإشعاع.

وبحسب المصدر، فإن نتنياهو اكتشف تسريب هذه المعلومات، ومنع بعض قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، الذين رفضوا شن أي ضربة على إيران في هذه الظروف، من المشاركة في اجتماعات غرفة الحرب، وكان متخوفاً من تسريب معلومات أخرى تم تداولها في هذه الاجتماعات.

وكشف أن رد خامنئي على هذا التطور كان بإصدار أوامر لرفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى «العتبة النووية»، دون الوصول إلى حد تصنيع هذه الأسلحة أو تجربتها، مع التشديد على ضرورة عدم تسرب أي معلومات إلى وكالة الطاقة الذرية، التي كانت حذرت في تقرير أصدرته في نهاية ديسمبر الماضي من أن إيران زادت من إنتاجها لليورانيوم العالي التخصيب متراجعة عن خفض سابق في الإنتاج من منتصف عام 2023.

ورغم ذلك، شدد خامنئي على ضرورة الالتزام بسياسة «الصبر الاستراتيجي»، وهو ما كانت كشفت عنه صحيفة «نيويورك تايمز» قبل أيام.

وذكر المصدر أن المرشد جمع كبار مسؤولي النظام في مكتبه، الأحد الماضي، لبحث احتمال نشوب حرب شاملة، واعتبر أن ذلك سيصب في مصلحة إسرائيل في الظروف الحالية، خصوصاً أن تدخل إيران سيؤدي إلى تغيير بوصلة المجتمع الدولي المتعاطف مع ما يحصل للفلسطينيين في غزة.

وحرص المرشد، خلال الاجتماع، على التوضيح أن سياسة رفع مستوى التوتر بالمنطقة ضد إسرائيل هي السياسة الأفضل، مع زيادة الضغط على الدول الداعمة لها لتشعر بأن مصالحها في خطر لو لم يتم التوصل إلى حل جذري للقضية الفلسطينية.

على مستوى آخر، أوضح المصدر أن الحرس الثوري أبلغ خامنئي قبل أيام بنجاحه في تسليم أول شحنات الصواريخ الدقيقة الثقيلة إلى «حزب الله» اللبناني، لافتاً إلى أنها تتضمن منصات بالستية وكروز تحمل رؤوساً يبلغ وزن بعضها طناً من المواد شديدة الانفجار.

وقال المصدر إن شحنات السلاح لسورية ولبنان لم يتم إطلاع الروس والسوريين عليها وتم الاكتفاء بإعلامهم بنقلها عبر معبر البوكمال على الحدود مع العراق، قبل أن يتم استهداف شاحنات فارغة من الأميركيين والإسرائيليين في تأكيد أن هناك اختراقاً في الصف السوري أو الروسي في هذه المنطقة.

وأضاف أن خامنئي أمر بإبلاغ القيادتين السورية والروسية بالاختراقات وفتح تحقيقات لكشف المتسبب فيها، وطالب الحرس الثوري بزيادة وتيرة إرسال أحدث الأسلحة للحلفاء في سورية ولبنان واليمن.

وذكر المصدر أن الحرس الثوري أبلغ المرشد أن الأسلحة الإسرائيلية عجزت عن اختراق بعض التحصينات الفلسطينية في غزة، بسبب التكنولوجيا التي أمّنتها إيران للفلسطينيين هناك.