قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يشكل جيشاً مشتركاً ليؤدي دوراً في حفظ السلام ومنع نشوب الصراعات، مضيفاً أن التعاون الأوروبي الوثيق في المجال العسكري يمثل أولوية لحزب «إيطاليا.. إلى الأمام» الذي يتزعمه.

وذكر تاياني، في مقابلة مع صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية نُشرت أمس الأول: «إذا كنا نريد أن نصبح حافظين للسلام في العالم، فنحن بحاجة إلى جيش أوروبي.

هذا شرط مسبق أساسي ليكون لدينا سياسة خارجية أوروبية فعالة».

Ad

وتابع: «في عالم يضم أطرافاً قوية مثل الولايات المتحدة والصين والهند وروسيا، ويموج بأزمات تمتد من الشرق الأوسط إلى منطقة المحيط الهادئ، لا يمكن حماية المواطنين الإيطاليين أو الألمان أو الفرنسيين أو السلوفينيين إلا من خلال كيان موجود بالفعل وهو الاتحاد الأوروبي».

وصعد التعاون الأوروبي في المجال العسكري على جدول الأعمال السياسي منذ الغزو الروسي لأوكرانيا الذي يقترب من عامه الثاني.

مع ذلك، فإن الجهود أكثر تركيزاً على توسيع حلف شمال الأطلسي إذ انضمت فنلندا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، إلى الحلف العام الماضي‭‭ ‬‬وتنتظر السويد التصديق على انضمامها.

وقال تاياني أيضاً إن الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة يجب أن ييسر قيادته وأن يكون له رئاسة واحدة بدلاً من الهيكل الحالي الذي يتألف من رئيس للمجلس الأوروبي ورئيسة للمفوضية الأوروبية.

وأصبح تاياني زعيم حزب «إيطاليا.. إلى الأمام» عقب وفاة سيلفيو برلسكوني العام الماضي. وستكون انتخابات البرلمان الأوروبي المقرر إجراؤها في يونيو أول اختبار لشعبية الحزب بعد وفاة زعيمه السابق صاحب الشخصية الكاريزمية.

وفي 2018، اثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون النقاش بدعوته إلى إنشاء «جيش أوروبي حقيقي» للدفاع عن القارة بوجه قوى مثل روسيا والصين وحتى الولايات المتحدة، وذلك في الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى.

وقال ماكرون وقتها: «لن نحمي الأوروبيين ما لم نقرر أن يكون لنا جيش أوروبي حقيقي» معتبرا ان «السلام في أوروبا هش» وحذر من «قوى متسلطة تعود إلى الظهور وتعيد التسلح عند تخوم أوروبا».

ووقتها رجحت المفوضية الأوروبية «تشكيل جيش للاتحاد الأوروبي يوما» مشيدة بدعوة ماكرون التي واجهت تحفظا من بريطانيا التي كانت لا تزال رسمياً عضوا في الاتحاد الاوروبي رغم استفتاء بريسكت والمانيا التي تعتبر تقليديا مؤيدة للاعتماد على حلف الاطلسي والاميركيين عسكريا وامنيا.