ترافقت سمة الثقة التي يتميز بها دونالد ترامب مع إحساس غير عادي بالقلق في الفترة الأخيرة من السباق الانتخابي الحزبي في ولاية آيوا تحضيراً للانتخابات الرئاسية العام الحالي، حيث يعمل حاكم ولاية فلوريدا رون دي سانتيس، والحاكمة السابقة لجنوب كارولينا نيكي هايلي، على منع الرئيس الجمهوري السابق من تحقيق الانتصار الحاسم الذي قد يثبت فوزه بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة للمرة الثالثة على التوالي.
ويشير موقع «سي إن إن» في تقرير، إلى أنه خلال حملته في آيوا خلال عطلة نهاية الأسبوع، حذر ترامب أنصاره من الشعور بأن أصواتهم غير مطلوبة، نظراً لتفوقه الساحق في السباق.
وقال ترامب لأنصاره في تجمع حاشد نهاية الأسبوع في مدينة ماسون: «انسوا استطلاعات الرأي التي تظهر أننا متقدمون بـ 35 نقطة. فنتظاهر بأننا متأخرون بنقطة واحدة».
ودائماً كان لولاية آيوا دور مهم في انتخابات ترشيح الرئيس، حيث تهدف إلى تقليص عدد المرشحين بأكبر قدر، وهو ما يجعل المخاطر عالية بالنسبة لسانتيس وهايلي، اللذين يقومان بجهود نهائية في آيوا بما في ذلك المشاركة في مناظرة على شبكة «سي إن إن» يتجاهلها ترامب، بهدف تحقيق نتائج كافية لتمديد سباق الترشيح الجمهوري إلى ما بعد 15 يناير الجاري موعد الانتخابات الحزبية التمهيدية، بينما يحاول ترامب إنهاء السباق بفعالية في ليلة افتتاح الانتخابات الحزبية.
ومن الممكن أن يؤدي تحقيق ترامب فوزاً ساحقاً في آيوا إلى إنطلاقة لا يمكن إيقافها نحو الفوز بالترشيح، لكن فوزاً أقل إثارة للإعجاب، أو حتى هزيمة مفاجئة، قد يفتحان الباب أمام معركة ترشيح أطول، مما يثير تساؤلات حول مدى إمكانية انتخاب ترامب.
وقالت برينا بيرد المدعية العامة لولاية آوا وواحدة من كبار مؤيدي ترامب: أعتقد أن الخطر الوحيد الذي يواجهه هو أن الناس يعتقدون بأنه قد لا يحتاج إلى أصواتهم وهذا غير صحيح. إن المؤتمرات الحزبية الانتخابية (كوكس) تدور حول الوضع الميداني والشيء الوحيد المهم هو من سيحضر ويصوت في ليلة المؤتمر».
بعيداً عن ترامب
وستساعد نتائج المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا في تحديد أجواء ومدة السباق الحزبي ويجري الآن صراع عنيف بين ديسانتيس وهايلي ليس فقط للظهور كبديل رئيسي لترامب، لكن أيضاً لإظهار أن نصف الجمهوريين على الأقل ربما يفضلون تحرك الحزب بعيداً عن ترامب.
وقال ديسانتيس لمؤيديه في إحدى محطات الحملة الانتخابية في ووكي: «إن ما يمكنك القيام به في ولاية أيوا سوف يتردد صداه في جميع أنحاء هذا البلد»، وهو عبارة كررها أثناء سفره في جميع أنحاء الولاية في حملته الأخيرة، وناشد الجمهوريين الاختيار الدقيق مع وضع الانتخابات الوطنية في الاعتبار، قائلاً: «لا أعتقد أن دونالد ترامب يمكنه الفوز في الانتخابات في نهاية المطاف».
هايلي، التي تركب موجة من الزخم وافتتحت العام 2024 على أساس أداء مالي أقوى من أي وقت مضى في حملتها، تسعى جاهدة للحصول على إقبال تستغرق عادةً أشهراً لتجميعه.
رغم ذلك، كثيراً ما كانت المؤتمرات الحزبية الانتخابية في ولاية أيوا تقدم مفاجآت في الأيام الأخيرة من السباق، عندما يبدأ العديد من الناخبين في دراسة المرشحين بمزيد من التفصيل. تأتي هذه اللحظة من التدقيق في وقت تتصدى هايلي لعاصفة من الانتقادات من منافسيها بشأن تصريحاتها حول كيفية أن نتائج ولاية أيوا غالباً ما يجري «تصحيحها» في ولاية نيو هامبشاير. جاء ذلك بعد أيضاً بعد موجة الانتقادات لها من جميع الجهات عندما لم تذكر العبودية كسبب لاندلاع الحرب الأهلية الأميركية.
«هايلي سوف تبيعك»
مع ذلك، يمكن رؤية صعود هايلي في الطريقة التي تحول بها ترامب من السخرية من ديسانتيس والتقليل من شأنه إلى مهاجمة هايلي، سفيرته السابقة لدى الأمم المتحدة. وقبل أسبوع من بدء التصويت، تبث حملته إعلانات هجومية في نيو هامبشاير بينما يهاجم ولاءها في آيوا. وقال في إحدى محطات الحملة الانتخابية في عطلة نهاية الأسبوع: «سوف تبيعك نيكي تماماً مثلما باعتني».
وأثناء حملتها الانتخابية في ولاية أيوا خلال عطلة نهاية الأسبوع، زادت هايلي من حدة انتقاداتها لترامب، فأخبرت حشداً من الناس في بيتيندورف أن الرئيس السابق كان «جيداً في كسر الأشياء»، لكنه «لم يكن جيداً في إصلاحها». وانتقدت رفضه المشاركة في المناظرات التمهيدية للحزب الجمهوري قائلة إنه «لا يصعد إلى خشبة المسرح للمناظرة لأنه لا يريد أن نطرح عليه الأسئلة”.
بالنسبة لهايلي، فإن الأداء القوي في ولاية أيوا من شأنه أن يمهد الطريق للانتخابات التمهيدية في نيو هامبشاير بعد ثمانية أيام حيث تظهر استطلاعات الرأي أنها صعدت إلى المركز الثاني بقوة.
فضيحة أوستن
إلى ذلك، طرحت صحيفة «يو إس أيه توداي» تساؤلاً اذا ما كانت قضية التستر على مرض وزير الدفاع لويد أوستن (70 عاماً) واخفاء المعلومات عن المسؤولين في وزارة الدفاع وكذلك عن البيت الأبيض على حملة الرئيس جو بايدن الذي دخل البيت الأبيض قبل ثلاث سنوات، ووعد ليس فقط بالشفافية والحقيقة في الإدارة، بل تعهد بأن إدارته ستتجنب الفوضى التي شهدتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
وقال سكوت جينينغز، الخبير الاستراتيجي في الحزب الجمهوري الذي عمل في البيت الأبيض في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، إن قرار أوستن بإبقاء بايدن خارج حلقة المطلعين على قرار دخوله المستشفى يثير تساؤلات ليس فقط حول التزام الإدارة بالشفافية، لكن حول ما إذا كان بايدن يسيطر على إدارته».
وقال: «عندما يبدو هيكل قيادة القوات المسلحة الأميركية معطلاً ومنفصلاً عن القائد الأعلى، أعتقد أن الناس ستكون لديهم تساؤلات جدية حول هذا الموضوع».