ماكرون يعيّن أول رئيس حكومة مثلي لفرنسا
في إطار تعديل وزاري يفترض أن يعطي دفعاً جديداً لولايته الثانية التي تنتهي بعد ثلاث سنوات، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، وزير التربية غابريال أتال رئيساً للحكومة، ليصبح بذلك أصغر رئيس للوزراء في تاريخ الجمهورية، وأول شخص مثلي علناً يتولى هذا المنصب.
وأعلن الإليزيه، في بيان، أن ماكرون كلف أتال (34 عاماً)، الذي يتمتع بشعبية كبيرة، تشكيلَ الحكومة غداة استقالة إليزابيث بورن بعد عشرين شهراً على توليها المنصب.
وقبل ثلاث سنوات من انتهاء ولايته، وبغياب أغلبية مطلقة مؤيدة له في الجمعية الوطنية، يبحث ماكرون عن زخم جديد، ويواجه وضعاً حساساً في مواجهة صعود حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوين، الذي يتصدر استطلاعات الرأي للانتخابات الأوروبية في يونيو المقبل.
وفي الأشهر الأخيرة تعاملت حكومة ماكرون مع إصلاحات لا تحظى بشعبية، مثل ملف المعاشات التقاعدية، أو قانون الهجرة المثير للجدل الذي أحدث انقساماً عميقاً في معسكره، وتشير الخطوة إلى رغبة ماكرون في تجاوز خضة الإصلاحات.
وسيكون شعار ولاية رئيس الحكومة المقبل «إعادة التسلح»، التي دعا إليها ماكرون في رسالته للعام الجديد، مشيراً إلى «إعادة تسلح صناعي واقتصادي وأوروبي» وكذلك «مدني»، ولا سيما حول مشروع إصلاح النظام المدرسي الذي كان يتولاه أتال منذ الصيف.
واستبقت المعارضة اليسارية خطوة ماكرون بتصعيد الاتهامات له بتركيز السلطة بين يديه، والتدخل في تفاصيل إدارة الشؤون.
وقال زعيم حزب «فرنسا المتمردة» جان لوك ميلونشون، إن «وظيفة رئيس الوزراء اختفت» بتعيين أتال.
وبموجب النظام الفرنسي، يحدد رئيس الجمهورية السياسات العامة، لكن رئيس الوزراء يكون مسؤولاً عن الإدارة اليومية للحكومة، مما يعني أنه غالباً ما يدفع الثمن عندما تواجه الإدارة اضطرابات.
وذكر زعيم الحزب الاشتراكي أوليفييه فور، أن «إليزابيث بورن أو غابرييل أتال أو أي شخص آخر، لا يهمني، ستكون نفس السياسات».
وقبل أيام عندما كانت الإثارة في ذروتها حول التعديل الوزاري غير المفاجئ الذي أجراه ماكرون، قال النائب الأوروبي، الذي ينتمي إلى حزب الساحة العامة اليساري رافاييل غلوكسمان: «أعرف اسم رئيس الوزراء الجديد، إنه إيمانويل ماكرون».
وفي تفاصيل الخبر:
ذكرت إذاعة «آر.تي.إل»، وتلفزيون «بي.إف.إم»، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اختار حليفه المقرب، غابرييل أتال، رئيساً جديداً للوزراء.
ويحل أتال محل إليزابيت بورن التي استقالت أمس الاثنين، وسيكون أيضاً أول رجل مثلي الجنس بشكل علني يشغل منصب ثاني أقوى سياسي في البلاد.
وحسبما أعلن القصر الرئاسي الفرنسي «الإليزيه»، في بيان صحافي مقتضب، فقد عُين غابرييل أتال رئيساً للوزراء، وكُلف بتشكيل الحكومة.
وخلال الفترة من 2020 حتى 2022، شغل أتال منصب المتحدث باسم حكومة رئيس الوزراء الفرنسي السابق جان كاستكس، ثم تقلد منصب الوزير المنتدب لشؤون الميزانية بحكومة رئيسة الوزراء السابقة إليزابيث بورن.
وبعد أن شغل منصب وزير التربية الوطنية والشباب منذ يوليو 2023، أصبح غابرييل أتال، البالغ من العمر 34 عاماً، أصغر رئيس وزراء في الجمهورية الفرنسية الخامسة.
ومن المقرر إقامة مراسم نقل السلطة في قصر ماتينيون، المقر الرسمي لرئيس وزراء فرنسا.