لن يكون هناك طرفٌ رابحٌ
لكل أزمة قائمة من الاختيارات يطرحها المجتمع الدولي، فإما الحلول التفاوضية التي يقودها المؤثرون في السياسة الخارجية أو الحلول الأمنية، وهي التدخل الأمني الفوري لوقف المجازر وردع المعتدي أو الاكتفاء بالدور الإنساني وبناء جسور المساعدات مع توفير الملاذ الآمن للمدنيين والنساء والأطفال وكبار السن، فماذا فعل المجتمع الدولي بمؤسساته ومؤثريه حتى الآن وسط «حصاد البشر» الذي تقوم به إسرائيل تجاه الفلسطينيين؟
استمرت غزة بتصدرها المشهد السياسي الدولي، وما زال الجرح غائراً وسط مشاهداتنا للمذبحة التي تعرض لها شعب أعزل، وأيقنت المنطقة أن الحرب قد تجر العالم العربي إما إلى الحروب أو السلام، فهل ستسعى الولايات المتحدة إلى استخدام أدواتها في ردع الأطراف المتنازعة وإيقاف المجزرة، خصوصا أنها ومجموعة السبع التي تضم حلفاءها تمتلك سبل السعي لإيجاد مخرج من المرحلة العسكرية في الصراع في غزة؟ فالأنظار تتجه إلى بلينكن ومحادثاته في الإمارات والسعودية والأردن وقطر قبل استكمال رحلته الى إسرائيل، ويقال إن جهودا للسلام سيتم إطلاقها قريبا.
ومن الجدير بالذكر أن عدد الجولات لمنطقتنا بلغ أربع زيارات، ولم تتوقف إسرائيل عن المجزرة التي أطلقتها تجاه الفلسطينيين من النساء والأطفال وكبار السن تحت أنظار منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة، فهل نرى وقفا لهذه المجازر بعد تصريح إيطاليا من خلال رئاستها لمجموعة السبع بإيجاد مخرج سريع لهذا الصراع؟
خلاصة الأمر، مهما تعددت المشاريع المطروحة ضمن القائمة التي يطرحها المجتمع الدولي، إن لم تكن هناك رغبة صادقة بحقن الدماء وإيقاف المجزرة فلن تجدي الرحلات المكوكية.
كلمة أخيرة:
منظمات حقوق الإنسان التي ما زالت تتفرج، ألم يحن الوقت لربيع إنساني واستقالة جماعية احتجاجا على ما يجري من تحدٍّ لأعمالكم؟