بعد أعماله النحتية المميزة، فاجأ الفنان التشكيلي خالد زكي جمهوره بارتياد مجال جديد يمسك فيه بالريشة بدلا من الإزميل، وهو مجال التصوير الزيتي، ليقدم جانبا خفيا من إبداعاته ممتلكا فيه مفرداته في وعي تام وإدراك كامل، مستغلا الخط واللون والظل والنور في حبكة إبداعية حقيقية.
وخاض الفنان خالد زكي مجاله الجديد من خلال معرض بعنوان «الخروج من النفق»، الذي افتتح مؤخرا في مركز الجزيرة للفنون بالزمالك.
وقال وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، عن المعرض: «إن الفنان خالد زكي يطل علينا هذه المرة مصورا خالصا بعيدا عن تجربته النحتية التي عرفناه من خلالها، ليس سهلا على المبدع أن يخوض مجالا جديدا بعدما أثبت ذاته في تخصص ما، ولكن المتابع للفنان خالد زكي يدرك ما وراء هذه الإطلالة، لما حصل له من تشجيع واستحسان كبيرين من الأصدقاء الذين شاهدوا بدايات التجربة التصويرية لديه».
ويضم معرض «الخروج من النفق» 50 عملا فنيا، وهي مرآة لروح الفنان، يمتلك فيها زمام الإبداع وخصوصية الطرح الفني، يعي معنى الإبداع والفكر المتفرد ليجعل أطروحاته الفنية في مختلف المجالات، سواء نحتا أو تصويرا أو رسم *محملة بصدق المعنى وعمق النظرة وتفردها، ليجعل منه فنانا حقيقيا وأحد رموز الإبداع التشكيلي، وتعكس أعمال الفنان رسائل العاطفة والتوقعات الإنسانية وإشكالية الاغتراب وحلم النهوض بعد السقوط ومفهوم الحياة بعد الموت.
ويعد خالد زكي أحد الذين امتلكوا بصمة خاصة على مستوى الوطن العربي في مجال النحت، من خلال منحوتاته التي تعكس فلسفة خاصة ووعياً مختلفاً، فقد قدم أعمالاً فنية من طراز رفيع، واقتنص جوائز عالمية، منها جائزة الفنان العالمي بتايوان عن تمثال «المراهقة»، والتي تمثلت في تقديم معرض شخصي كجائزة عنه كممثل لمصر والعرب وإفريقيا، ومن أهم أعماله مجموعة القيامة، وهي سلسلة أعمال مستوحاة من شظايا الهدم والأحجار التي انتثرت في شوارع مصر والبلاد العربية أثناء وبعد ما عرف بثورات الربيع العربي، كذلك الأثر الاجتماعي والنفسي السيئ للإرهاب، ومجموعة أعماله هي محاولة لتجميع شظايا ما تم هدمه لاستخدامها في بناء إنسان جديد.
يذكر أن الفنان حصل على ماجستير في الترميم من كلية الآثار جامعة القاهرة، وقام بدراسة النحت تحت إشراف د. عايدة عبدالكريم والفنان زكريا الخناني بمتحفهما بالحرانية، قبل أن ينتقل إلى إيطاليا في عام 1988 للتدرب وتعليم النحت على الأحجار والبرونز في استديوهات نحت الأحجار ومصاهر البرونز للأعمال الفنية بمدينة بيتراسانتا على أيدي نخبة من كبار الأساتذة الإيطاليين المتخصصين في تلك المجالات.