صعدت إسرائيل من استهداف عناصر وقادة «حزب الله» بالاغتيالات، فيما بدا أنه تحول مستمر في «الحرب بالنقاط» التي يخوضها الطرفان في جنوب لبنان، والتي ارتفعت احتمالات تحولها إلى حرب واسعة، منذ اغتيال القيادي في «حماس» صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وبعد ساعات من اغتيال وسام طويل، مسؤول العمليات في «قوة الرضوان»، كتيبة النخبة في حزب الله، أرفع مسؤول حزبي يقتل منذ 7 أكتوبر، شنت إسرائيل ضربة على سيارة في منطقة الغندورية بمحافظة النبطية الجنوبية، أدت إلى مقتل ثلاثة عناصر من الحزب، بينهم كادران وسطيان، ومقاتل، ونعى حزب الله القتلى بشكل منفرد.

Ad

وفيما كانت بلدة خربة سلم تتأهب لتشييع طويل، استهدفت غارة إسرائيلية سيارة لمشاركين في الدفن، وقالت وسائل إعلام عبرية إن المستهدف هو قائد إحدى الوحدات الجوية في الحزب.

جاء ذلك، فيما أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في مقابلة تلفزيونية، مساء أمس الأول، أن بلاده تقف وراء قتل طويل، أثناء رده على أسئلة مذيعي القناة 14 الإسرائيلية.

وقال كاتس، المنتمي لحزب ليكود، الذي يقود الائتلاف الحاكم، إن قتل طويل كان «جزءا من الحرب» التي تشنها إسرائيل، والتي تشمل أيضا شن هجمات على عناصر «حزب الله»، وعادة لا تعلق إسرائيل على تقارير وسائل الإعلام بشأن المهمات في الخارج.

في المقابل، أعلن «حزب الله» استهداف ‏مقر قيادة المنطقة الشمالية الإسرائيلية في مدينة صفد بعدد من المسيرات الهجومية الانقضاضية، انتقاما للعاروري وطويل، وأكد الجيش الإسرائيلي أن قاعدة شمالية تعرضت لهجوم جوي دون وقوع أضرار أو إصابات، كما قال الحزب إنه شن هجمات أخرى وحقق إصابات أكيدة.

إلى ذلك، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أمس، استعداد بلاده للدخول في مفاوضات من أجل تحقيق الاستقرار في الجنوب، مطالبا المجتمع الدولي بوقف العدوان الإسرائيلي.

وقال نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله في كلمة أذاعها التلفزيون أمس إن الحزب لا يريد توسيع الحرب، لكن إذا فعلت إسرائيل ذلك «فسنواصل المقاومة وسنجعلها أقوى وسنسلحها أكثر وستبقى على جاهزية دائمة».

وتقول إسرائيل إنها تعطي فرصة للدبلوماسية لمنع حزب الله من إطلاق النار على سكانها في الشمال وإبعاد الحزب عن الحدود، محذرة من أن الجيش الإسرائيلي سيتخذ إجراءات لتحقيق هذه الأهداف.

وتقود الولايات المتحدة مساعي للتوصل الى اتفاق بين الحزب وإسرائيل ينص على انهاء كل الخلافات الحدودية بين اسرائيل ولبنان بشرط انسحاب حزب الله من الحدود، وربما حصوله على مكاسب سياسية داخلية حيث تعمل واشنطن مع اوروبا ودول عربية لانهاء الفراغ الرئاسي المزمن.

وانتقد زعيم حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أمس، ربط ملف الاشتباكات على الحدود بالفراغ الرئاسي.