واجهت إسرائيل اليوم الخميس اتهامات في محكمة العدل الدولية، والمعروفة أيضاً بالمحكمة الدولية، بارتكاب جرائم إبادة جماعية في حربها في قطاع غزة، فيما بدأ بعض سكان القطاع في العودة إلى المناطق الشمالية التي بدأت القوات الإسرائيلية الانسحاب منها تاركة وراءها مشاهد الخراب والدمار الشامل.
وأدت ثلاثة أشهر من القصف الإسرائيلي إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي الضيق، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 23 ألف شخص ونزوح جميع السكان تقريباً البالغ عددهم 2.3 مليون فلسطيني.
وأدى الحصار الإسرائيلي إلى تقييد إمدادات الغذاء والوقود والأدوية بشكل حاد، مما تسبب في ما تصفها الأمم المتحدة بكارثة إنسانية.
وتقول إسرائيل إن خيارها الوحيد للدفاع عن نفسها هو القضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس»، التي تُدير غزة.
وتتهم القضية، التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948، التي صدرت في أعقاب القتل الجماعي لليهود في المحرقة، وتلزم جميع الدول بضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم أبداً.
وشبه إيلون ليفي المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية الدعوى القضائية بنظرية مؤامرة معادية للسامية عمرها قرون تتهم اليهود دون أساس بقتل الرضع من أجل ممارسة طقوسهم، وقال «ستمثل دولة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية لدحض فرية سفك الدماء العبثية التي أطلقتها جنوب أفريقيا، إذ تمنح بريتوريا غطاءً سياسياً وقانونياً لنظام حماس المغتصب».
وستنظر الجلسات الأولية هذا الأسبوع فيما إذا كان ينبغي للمحكمة أن تأمر إسرائيل بوقف القتال بينما تُحقق في حيثيات القضية الكاملة.
أمل
وقال عامر صلاح (23 عاماً) الذي لجأ إلى مدرسة تابعة للأمم المتحدة في جنوب قطاع غزة بعد فراره من منزله لرويترز إن سكان غزة يأملون في أن تؤدي هذه القضية في نهاية المطاف إلى الضغط الدولي لإجبار إسرائيل على وقف الحرب.
وأضاف «لقد كانت إسرائيل دائماً دولة فوق القانون، لقد فعلوا ما فعلوه في غزة لأنهم يعلمون أنه لا يُمكن معاقبتهم طالما كانت أمريكا تقف إلى جانبهم، لقد حان الوقت لتغيير ذلك».
ومضى قائلاً «نُحيي جنوب أفريقيا، ونريد أن تتوقف الحرب وأن تتمكن المحكمة من القيام بذلك».
وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا إن بلاده اضطرت لإقامة هذه الدعوى بسبب «القتل المستمر لسكان غزة» وبدافع من تاريخ الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
وقال تيمبيكا نجكوكايتوبي المحامي بالمحكمة العليا في جنوب أفريقيا للمحكمة في لاهاي إن «إسرائيل توافرت لديها نية الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة.. إن نية تدمير غزة تمت رعايتها على أعلى مستوى في الدولة».
استقطاب
وتكشف القضية عن استقطاب دولي صارخ.
وانضمت العديد من الدول الغربية إلى واشنطن في وصف اتهامات الإبادة الجماعية ضد إسرائيل بأنها غير مبررة، مسلطة الضوء على وحشية هجمات حماس التي عجلت بالحرب.
وقال مات ميلر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في بيان «مزاعم أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية لا أساس لها... في الحقيقة إن من يهاجمون إسرائيل بعنف هم الذين يواصلون الدعوة صراحة للقضاء عليها والقتل الجماعي لليهود».
وأيدت بعض الدول النامية، ومن بينها البرازيل ذات الثقل الدولي، جنوب أفريقيا.
وقال سامي أبو زهري المسؤول في حماس لرويترز «نحث المحكمة على رفض كل الضغوط واتخاذ قرار بتجريم الاحتلال الإسرائيلي ووقف العدوان على غزة».
وأضاف أن «الفشل في تحقيق العدالة، والفشل في دور المحكمة، معناه أن الاحتلال سيواصل حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة».
وقالت منظمة العفو الدولية إنها لم تُحدد ما إذا كان «الوضع في غزة يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية» لكن «هناك علامات تحذيرية مثيرة للقلق، بالنظر إلى الحجم المذهل للموت والدمار في الحرب المستمرة منذ ثلاثة أشهر».
وأشارت إلى «زيادة مروع في الخطاب المتسم بالعنصرية والتجريد من الإنسانية ضد الفلسطينيين من قبل بعض المسؤولين الحكوميين والعسكريين بإسرائيل».
وأضافت المنظمة في بيان أن الحرب و«الحصار غير القانوني الذي تفرضه إسرائيل على غزة.. يتسببان في مستويات لا يمكن تصورها من المعاناة»، مما يعرض بقاء سكان غزة على قيد الحياة للخطر.
«سنعيد بناء غزة»
ومنذ قدوم العام الجديد أعلنت إسرائيل عن مرحلة جديدة في الحرب قائلة إنها ستبدأ بسحب قواتها من النصف الشمالي من قطاع غزة الذي بدأت فيه هجومها في أكتوبر تشرين الأول.
بالرغم من ذلك، اشتد القتال في المناطق الجنوبية، حيث وسعت إسرائيل حملتها البرية الشهر الماضي في هذه المناطق التي لاذ بها جميع سكان غزة تقريباً.
وسمح الهدوء النسبي في الشمال لعدد صغير من السكان بالبدء في العودة إلى المدن المدمرة، ليجدوا أرضاً خراباً لا أثر فيها من الغالب للمنازل التي كانت قائمة في السابق.
وصور يوسف فارس، وهو صحفي مستقل، نفسه وهو يسير في أرض خراب محاطة بالأنقاض المحترقة التي كانت ذات يوم جزءاً من مدينة غزة، التي كان يبلغ عدد سكانها قرابة مليون نسمة.
وكان عدد قليل من المدنيين يشقون طريقهم عائدين بعضهم على دراجات هوائية في طرق موحلة.
وقال «جميع المنازل التي ترونها مدمرة كلياً أو جزئياً».
وأضاف «نحن الآن في مقبرة التفاح القديمة التي يزيد عمرها عن 100 عام، تم نبش كل هذه تلك القبور.. دهستها الجرافات والدبابات الإسرائيلية، يأتي الناس من مختلف مناطق مدينة غزة للبحث عن جثث أبنائهم».
وقال أبو عايش الذي عاد إلى منطقة قريبة من مدينة غزة لرويترز عبر الهاتف إن ما خلفه التدمير «يشبه الزلزال».
وأضاف «أقول لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه سيتم إعادة بناء غزة، سنفعل ذلك».
وأدت ثلاثة أشهر من القصف الإسرائيلي إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي الضيق، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 23 ألف شخص ونزوح جميع السكان تقريباً البالغ عددهم 2.3 مليون فلسطيني.
وأدى الحصار الإسرائيلي إلى تقييد إمدادات الغذاء والوقود والأدوية بشكل حاد، مما تسبب في ما تصفها الأمم المتحدة بكارثة إنسانية.
وتقول إسرائيل إن خيارها الوحيد للدفاع عن نفسها هو القضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس»، التي تُدير غزة.
وتتهم القضية، التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948، التي صدرت في أعقاب القتل الجماعي لليهود في المحرقة، وتلزم جميع الدول بضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم أبداً.
وشبه إيلون ليفي المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية الدعوى القضائية بنظرية مؤامرة معادية للسامية عمرها قرون تتهم اليهود دون أساس بقتل الرضع من أجل ممارسة طقوسهم، وقال «ستمثل دولة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية لدحض فرية سفك الدماء العبثية التي أطلقتها جنوب أفريقيا، إذ تمنح بريتوريا غطاءً سياسياً وقانونياً لنظام حماس المغتصب».
وستنظر الجلسات الأولية هذا الأسبوع فيما إذا كان ينبغي للمحكمة أن تأمر إسرائيل بوقف القتال بينما تُحقق في حيثيات القضية الكاملة.
أمل
وقال عامر صلاح (23 عاماً) الذي لجأ إلى مدرسة تابعة للأمم المتحدة في جنوب قطاع غزة بعد فراره من منزله لرويترز إن سكان غزة يأملون في أن تؤدي هذه القضية في نهاية المطاف إلى الضغط الدولي لإجبار إسرائيل على وقف الحرب.
وأضاف «لقد كانت إسرائيل دائماً دولة فوق القانون، لقد فعلوا ما فعلوه في غزة لأنهم يعلمون أنه لا يُمكن معاقبتهم طالما كانت أمريكا تقف إلى جانبهم، لقد حان الوقت لتغيير ذلك».
ومضى قائلاً «نُحيي جنوب أفريقيا، ونريد أن تتوقف الحرب وأن تتمكن المحكمة من القيام بذلك».
وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا إن بلاده اضطرت لإقامة هذه الدعوى بسبب «القتل المستمر لسكان غزة» وبدافع من تاريخ الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
وقال تيمبيكا نجكوكايتوبي المحامي بالمحكمة العليا في جنوب أفريقيا للمحكمة في لاهاي إن «إسرائيل توافرت لديها نية الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة.. إن نية تدمير غزة تمت رعايتها على أعلى مستوى في الدولة».
استقطاب
وتكشف القضية عن استقطاب دولي صارخ.
وانضمت العديد من الدول الغربية إلى واشنطن في وصف اتهامات الإبادة الجماعية ضد إسرائيل بأنها غير مبررة، مسلطة الضوء على وحشية هجمات حماس التي عجلت بالحرب.
وقال مات ميلر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في بيان «مزاعم أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية لا أساس لها... في الحقيقة إن من يهاجمون إسرائيل بعنف هم الذين يواصلون الدعوة صراحة للقضاء عليها والقتل الجماعي لليهود».
وأيدت بعض الدول النامية، ومن بينها البرازيل ذات الثقل الدولي، جنوب أفريقيا.
وقال سامي أبو زهري المسؤول في حماس لرويترز «نحث المحكمة على رفض كل الضغوط واتخاذ قرار بتجريم الاحتلال الإسرائيلي ووقف العدوان على غزة».
وأضاف أن «الفشل في تحقيق العدالة، والفشل في دور المحكمة، معناه أن الاحتلال سيواصل حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة».
وقالت منظمة العفو الدولية إنها لم تُحدد ما إذا كان «الوضع في غزة يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية» لكن «هناك علامات تحذيرية مثيرة للقلق، بالنظر إلى الحجم المذهل للموت والدمار في الحرب المستمرة منذ ثلاثة أشهر».
وأشارت إلى «زيادة مروع في الخطاب المتسم بالعنصرية والتجريد من الإنسانية ضد الفلسطينيين من قبل بعض المسؤولين الحكوميين والعسكريين بإسرائيل».
وأضافت المنظمة في بيان أن الحرب و«الحصار غير القانوني الذي تفرضه إسرائيل على غزة.. يتسببان في مستويات لا يمكن تصورها من المعاناة»، مما يعرض بقاء سكان غزة على قيد الحياة للخطر.
«سنعيد بناء غزة»
ومنذ قدوم العام الجديد أعلنت إسرائيل عن مرحلة جديدة في الحرب قائلة إنها ستبدأ بسحب قواتها من النصف الشمالي من قطاع غزة الذي بدأت فيه هجومها في أكتوبر تشرين الأول.
بالرغم من ذلك، اشتد القتال في المناطق الجنوبية، حيث وسعت إسرائيل حملتها البرية الشهر الماضي في هذه المناطق التي لاذ بها جميع سكان غزة تقريباً.
وسمح الهدوء النسبي في الشمال لعدد صغير من السكان بالبدء في العودة إلى المدن المدمرة، ليجدوا أرضاً خراباً لا أثر فيها من الغالب للمنازل التي كانت قائمة في السابق.
وصور يوسف فارس، وهو صحفي مستقل، نفسه وهو يسير في أرض خراب محاطة بالأنقاض المحترقة التي كانت ذات يوم جزءاً من مدينة غزة، التي كان يبلغ عدد سكانها قرابة مليون نسمة.
وكان عدد قليل من المدنيين يشقون طريقهم عائدين بعضهم على دراجات هوائية في طرق موحلة.
وقال «جميع المنازل التي ترونها مدمرة كلياً أو جزئياً».
وأضاف «نحن الآن في مقبرة التفاح القديمة التي يزيد عمرها عن 100 عام، تم نبش كل هذه تلك القبور.. دهستها الجرافات والدبابات الإسرائيلية، يأتي الناس من مختلف مناطق مدينة غزة للبحث عن جثث أبنائهم».
وقال أبو عايش الذي عاد إلى منطقة قريبة من مدينة غزة لرويترز عبر الهاتف إن ما خلفه التدمير «يشبه الزلزال».
وأضاف «أقول لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه سيتم إعادة بناء غزة، سنفعل ذلك».