عرف علمياً أن هرمون الليبتين Leptin complex hormone في الجسم تفرزه الخلايا الدهنية للمحافظة على مستوى إفراز الدهون اللازمة لطاقة الجسم والمحافظة على وزن الجسم الطبيعي لفترة طويلة وحرق الدهون المختزنة، كما أنه المسؤول عن الإحساس بالشبع، وهو الذي يعمل على تنظيم عملية «شهوة» الطعام وصرف الطاقة المترتبة عن هضمه، غير أنه تكون حساسية الجسم لإفراز الليبتين واستجابة الشخص له من الأمور الصحية فيه عند الأشخاص الذين يتمتعون بالجسم الصحي الطبيعي. وهؤلاء نراهم يحسنون الاستماع لنداء الجسم عند الجوع وإعطائه الكمية اللازمة أو الجرعة الغذائية التي تسلم الدماغ وتعطيه الغذاء الكافي لحياة صحية واستغلال الخلايا الدهنية لصرف الطاقات اللازمة لنشاط الجهاز المناعي والعمل على حرق الغذاء اللازم للحفاظ على الصحة العامة، والأيض الصحي للطعام، كما أن الدراسات الجديدة وجدت أن مستوى الليبتين الصحي يعمل على تحسين الإخصاب والحمل الجيد بإذن الله تعالى.
وفي حين بعض الأشخاص يشتكون من نقص هذا الهرمون أو عدم استجابة الخلايا الدهنية لإفرازه مما يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، وكثير من الأمراض المتتالية بسبب ذلك، وذلك نتيجة ارتفاع نسبة هذا الهرمون المعقد في الخلايا، ولا يستجيب الدماغ لتلك النسبة، فيفقد الشخص الإحساس بالشبع ويعود للأكل مرة أخرى، وفي فترات قصيرة، وهذا قد يحدث كثيرا بسبب قلة الحركة أو الرياضة، والأكلات السريعة والسيئة التصنيع، والمواعيد المغلوطة للوجبات، وقلة النوم وغيرها من الحالات النفسية.
لقد اهتم الكثير من علماء التغذية بإيجاد الحل في الأغذية المعروفة علميا أنها تصحح مسار هذا الهرمون إذا أخذ بالعادات الصحيحة والنظامية للغذاء، كما يقول الله تبارك وتعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ»! والطيبات كثيرة جدا والحمدلله رب العالمين، هذا بالإضافة إلى تصحيح العادات السيئة التي تسببت بنقصه كالنوم الجيد وأخذ قسط من الراحة البدنية والنفسية، وقسط من الرياضة والمشي في الهواء الطلق، والتغذية الصحية.
وإن الفركتوز في الأطعمة الجاهزة يعمل على تثبيط مستقبلات الليبتين في الجسم، وذلك لأن الكربوهيدرات البسيطة (الأطعمة المعالجة والسكّرية ومنتجات الدقيق الأبيض) ترفع مستويات الأنسولين مما يؤدّي إلى مقاومة الليبتين والإخلال بإنتاجه، مما يستحسن تجنّب الخبز الأبيض والأرز الأبيض والمخبوزات، في حين تحتوي الحبوب السمراء والكاملة كالشوفان والشعير والحنطة على ألياف صحية وتزيد مستوى الليبتين في الجسم، وإن تناول فطور يحتوي على البروتين يؤدي إلى رفع مستوى الليبتين بالجسم، وسيحصل الجسم على الطاقة التي يحتاجها طوال اليوم مما يجعل الشعور بالشبع لفترة أطول، والاستعاضة عن ذلك بتناول البيض واللحوم الصافية، كما أن حبوب الإفطار ذات سمعة سيئة عندما يتعلّق الأمر بالليبتين، فهي مليئة بالليكتين الذي يرتبط بمستقبلات الليبتين مما يمنعه من أداء وظيفته.
وإن جذور الكركم ومسحوقها لها أهمية كمضاد للالتهابات المفصلية ومقوية للمناعة ضد أمراضها، وذلك لاحتوائه على مادة الكركومين، والمعروف منذ القدم أنها تحفز حساسية الدماغ لإفراز هرمون الليبتين وتنشط الهضم وتزيد حساسية الجسم للهرمون في زيادة حرق الفائض من الدهون، كذلك خل التفاح على الريق مع الماء، وماء الليمون طوال اليوم ومنقوع الزنجبيل الطازج بالماء يعمل على حفظ مستوى إفراز هذا الهرمون وتحسين الهضم عامة.