بالعربي المشرمح: الرئيس الجديد ومواجهة التحديات!!
بداية أود تهنئة الرئيس الجديد للحكومة الدكتور الشيخ محمد صباح السالم على ثقة القيادة السياسية وعلى ما يتمتع به من محبة وتقدير لدى الشعب الذي عبر عن فرحته بمجرد صدور الأمر الأميري بتكليفه.
لقد شاهدنا في حكومة الشيخ أحمد النواف تعاوناً مع مجلس الأمة لم نعهده في الحكومات التي سبقته، الأمر الذي حقق عدة إنجازات بقوانين تم التوافق عليها وفقاً لخريطة تشريعية معلومة ومحددة.
وهو أمر لم يسبق لمجلس وحكومة أن توصلا إليه، ويسجل هذا الإنجاز لهما، كما نتمنى أن يستمر هذا التعاون بين المجلس والحكومة الجديدة لتحقيق الاستقرار السياسي وإنجاز القوانين المهمة والبدء بعملية الإصلاح السياسي والاقتصادي والتنمية المستدامة والابتعاد عن الأخطاء التي ارتُكبت سابقاً.
ثم تحديات كبيرة داخلية وخارجية ستواجه الحكومة الجديدة تراكمت وتفاقمت دون حلول أو مبادرة على مر سنوات عديدة، لذلك لا يمكن بحال من الأحوال أن تواجه الحكومة الجديدة تلك التحديات دون أن تكون ذات رؤية وبرنامج واضح ومحدد، وبعيداً عن النهج ذاته الذي انتهجته الحكومات السابقة، فالزمان ليس الزمان والتغيرات الإقليمية والعالمية حتى الداخلية اختلفت وأصبحت معقدة وذات طبيعة سياسية واقتصادية مختلفة، ولعل المجلس الحالي الذي أبدى تعاونه مع حكومة النواف يكون الأرضية الملائمة للحكومة الجديدة لتحقق الهدف، خصوصاً أن رئيسها المكلف بتشكيلها يحظى بشعبية ودعم واسعين من قبل المواطنين.
وحتى لا تتكرر أخطاء الماضي على الحكومة ألا تتنازل عن دورها وصلاحياتها لأي طرف، وأن تظفر بالدعم والتأييد الشعبي من خلال ذلك بدلاً من التنازل عنه للنواب، فالمواطنون لا يفرقون بين السلطتين طالما يتخذون القرارات الإصلاحية وتحسين أوضاع البلد، وهو ما جعلهم داعمين ومؤيدين لحكومة النواف ومجلس الأمة اللذين توافقا على عمل خريطة تشريعية محددة وبتواريخ معلومة لإنجازها، وأنجز منها ما أنجز وفي فترة قصيرة، الأمر الذي يتطلب من رئيس الحكومة الجديدة، وهو الشخصية الأكاديمية والسياسية التي تحظى بحب وتقدير الشعب الكويتي، أن يواجه تلك التحديات بخريطة وبرنامج واضحين ومحددين، متجاوزاً أخطاء من سبقوه، ومؤمناً بما سيقوم به في منصبه الجديد لتحقيق الاستقرار السياسي الذي سيساعده في تحقيق بقية المشاريع الإصلاحية المنشودة.
فركام عبث السنوات الماضية ما زالت أطلاله متناثرة في كل مؤسسات الدولة، ولتنظيفها وإزالتها يجب وضع خطة وبرنامج واضحين يتعاون عليهما الجميع، ويعمل بإخلاص لتحقيقهما، فالمرحلة القادمة لا تحتمل حلولاً مؤقتة أو ترقيعية، ولا حاجة لمجاملات وترضيات ومحسوبية، بل أحوج ما تحتاجه الكويت اليوم هو بناء أرضية قوية وصلبة لإعادة المسار الحقيقي للدولة والدستور وسيادة القانون، فثم من يتربص بكل ما من شأنه تصحيح المسار، والعمل جاهدا لوقف عملية الإصلاح واقتناص نقاط ضعف الحكومة والمجلس للنيل منهما وإيقاف مشروع الإصلاح الذي بدأ المواطنون يشعرون بأمل تحقيقه.
يعني بالعربي المشرمح:
لا يمكن لأي حكومة جديدة أن تنجح في تحقيق الاستقرار والتنمية وتصحيح المسار ما لم تغير من نهج الحكومات التي سبقتها، والعمل على تفادي أخطائها، ورسم خطة محكمة لتنفيذ برنامجها، وأن تكون قادرة على مواجهة التحديات الوطنية وتحقيق آمال المواطنين وتطلعاتهم.