كشف رئيس ديوانية الموسيقى بدار الآثار المهندس صباح الريس عن صدور النسخة الإنكليزية من كتابه «تاريخ الهندسة في الكويت... قصة وطن في سيرة ذاتية» الأسبوع المقبل عن دار ذات السلاسل، وهو الكتاب الذي حصلت نسخته العربية على جائزة الدولة التشجيعية في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية (جائزة الدراسات التاريخية والآثارية والمأثورات الشعبية لدولة الكويت) وصدر في 2018.
وأوضح الريس، أن النسخة الإنكليزية من الكتاب كان مقرراً لها المشاركة في معرض الكويت الدولي للكتاب نوفمبر الماضي، لكن لم تنته تجهيزاته ليصدر الأسبوع المقبل في 866 صفحة، وهو يشمل إضافات كثيرة مقارنة بالنسخة العربية التي صدرت في 650 صفحة، وتضمنت 20 فصلاً حول تاريخ الهندسة في الكويت.
قمة الإبداع
وأفاد الريس بأن الكتاب في نسخته العربية استعرض 5 سنوات من العمل، ثم جرى العمل على النسخة الإنكليزية خلال السنوات الماضية لتعم الفائدة ويصل الكتاب إلى شريحة أكبر من القراء، خصوصاً أنه يتحدث منذ نشأة الكويت، وبروز رواد الهندسة فيها، وبناء السفن الشراعية، وتصميمها بشكل يتفوق على دول الخليج الأخرى، كما خططوا وبنوا مدينة الكويت في القرنين الثامن والتاسع عشر، والذين كانوا يصممون المباني وينفذونها دون أي مخططات، وهو قمة الإبداع.
وأوضح أن الكتاب يتناول أيضاً نشأة الكويت القديمة والتاريخ والحدود، والأحداث التاريخية، وموقع الكويت وأرضها ومناطقها وأهميتها بالنسبة لبريطانيا وطقسها، والشوارع والأسواق وساحة الصفاة والمخطط الهيكلي الأول عام 1952، والتعامل مع مدينة الكويت داخل السور، والطرق والشوارع فيها، مثل دسمان والسيف والأحياء والبراحة والنقعة، ومكونات البيت الكويتي والمساجد والمقابر، وأهل الكويت والهجرات والنمو السكاني والاقتصاد وصناعة السفن والمهندسين الأوائل وأسوار الكويت وقصر السيف وقصر دسمان والقصر الأحمر، والنهضة العمرانية بعد اكتشاف النفط، وتطور العمارة والمكاتب الهندسية الكويتية.
وأشار إلى أنه يتطرق أيضاً إلى رحلته مع الهندسة خارج الكويت، والتعليم في الكويت، والصحة والخدمات الصحية واحتلال الكويت ثم التحرير، وغيرها الكثير من المعلومات المهمة التي تأخذ القارئ في رحلة عبر الزمن من منظور تراثي ومعماري وتاريخي مبهر.
اليرموك الثقافي
في سياق آخر، وحول عودة الأنشطة والفعاليات الفنية بمركز اليرموك الثقافي التابع لدار الآثار الإسلامية قال الريس، إن الفعاليات الفنية متوقفة بقرار مجلس الوزراء الذي جمد الأنشطة الفنية لحين إشعار آخر تضامناً مع أزمة غزة، ثم دخلت البلاد في فترة حداد على رحيل سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، طيب الله ثراه.
وأضاف: «نترقب أن نستأنف أنشطتنا الفنية خلال الفترة المقبلة، بعد انتهاء فترة الحداد خلال الشهر المقبل، حيث تتضمن فعاليات الموسم الثقافي الحالي أكثر من 300 فعالية متنوعة، منها 32 أمسية موسيقة ومثلها محاضرات ثقافية، بينما تأتي بقية فعاليات البرنامج كورش تدريبية ومعارض مستمرة على مدار الأسبوع، ومع عودة الأنشطة خلال الفترة المقبلة سنحاول تعويض ما تم إلغاؤه من أمسيات موسيقية وفنية لتقديمها خلال الفترة المقبلة، كما سيتم التعديل على جدول الأنشطة لتنسيق المواعيد مجدداً».
وعي مجتمعي
من ناحية أخرى، تطرق الريس إلى ضرورة زيادة الوعي المجتمعي لتحقيق مشهد حضاري وإنساني أفضل بالكويت، مشيراً إلى اقتراحه بإحدى المقابلات التلفزيونية قبل أيام، والذي أحدث تفاعلاً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حين طالب بضرورة تحويل المقابر إلى حدائق عامة، مؤكداً أنها ثروة مهدرة تقدر بعشرات الملايين من الدنانير، ومن الأفضل استغلالها لتحسين الوجه الحضاري بالكويت، وخاصة تلك المقابر التي تحتل مواقع متميزة مثل مقبرة الصالحية وهلال المطيري وخالد بن الوليد.
وأشار إلى أن حديقة البلدية الكائنة بشارع فهد السالم كانت بالأصل مقبرة، وتم استغلالها بشكل جيد حين تحولت إلى حديقة مفتوحة، مؤكداً أن وقوف البعض ضد مثل هذه القرارات الحضارية والتنموية لا يصب في المصلحة العامة. وأضاف: «لو فكر الجميع بهذه الطريقة ما كان هناك هايد بارك في لندن، وسنترال بارك في نيويورك، وغيرها حول العالم».