فوز استقلالي برئاسة تايوان... والصين تعتبر إعادة التوحيد حتمية
للمرة الأولى في تايوان، تمكّن الحزب الديموقراطي التقدمي الاستقلالي، اليوم، من الاحتفاظ بالحكم لفترة ولاية ثالثة على التوالي، منذ بدء شعب الجزيرة الديموقراطية انتخاب رئيسهم مباشرة في 1996، مع تأكيد فوز مرشحه لاي تشينغ تي بالانتخابات الرئاسية، التي وصفتها الصين بأنها خيار بين الحرب والسلام.
وأعلن لاي تشينغ- تي (64 عاماً) فوزه بعد صدور نتائج نهائية شبه رسمية، بعدما أقر مرشح حزب كومينتانغ (القومي ون الصينيون) الوحدوي هو يوإيه من، هزيمته.
وتعهّد لاي، بعد فوزه، بالدفاع عن الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي في مواجهة ما أسماه «الترهيب» الصيني، وتعهّد في الوقت نفسه بالحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان، ومواصلة المبادلات والتعاون مع الصين.
وفي الفترة التي سبقت الانتخابات، نددت الصين مرارا وتكرارا بـ «لاي» ووصفته بأنه انفصالي خطير. وقالت إن أي تحركات نحو استقلال تايوان رسميا تعني الحرب، ورفضت دعوات لاي لإجراء محادثات معها.
ولا تقل الانتخابات البرلمانية أهمية عن الانتخابات الرئاسية، خاصة إذا لم يتمكن أي من الأحزاب الثلاثة من الحصول على أغلبية، وهو ما قد يعيق قدرة الرئيس الجديد على إقرار التشريعات والإنفاق، خاصة في مجال الدفاع.
وشددت الصين على أن «إعادة التوحيد» مع تايوان «حتّمية»، رغم نتائج الانتخابات في الجزيرة، مؤكدة معارضتها «الأنشطة الانفصالية» بها.
واتخذت السلطات في الصين إجراءات صارمة للجم النقاش عبر الإنترنت بشأن الانتخابات التايوانية، ولم يتم ذكرها على الصفحات الرئيسية للمواقع الإلكترونية لوسائل الإعلام الحكومية البارزة، بما في ذلك صحيفة بيبولز ديلي، الناطقة باسم الحزب الحاكم، و«غلوبال تايمز».
وأمس، بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع وزير إدارة الاتصال الدولي الصيني ليو جيان تشاو «مجالات التعاون المحتملة ومجالات الاختلاف»، وشدد الجانبان على أهمية الإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة.
وأكد بلينكن مجدداً «أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان وفي بحر الصين الجنوبي»، فيما اتفق ونظيرته اليابانية يوكو كاميكاوا، في وقت لاحق، على تعاون بلديهما بشكل وثيق فيما يتعلّق بالقضايا المتعلقة بالصين وأهمية السلام والاستقرار حول تايوان.
وعقب الاجتماع في واشنطن، صرحت كاميكاوا بأنها اتفقت مع بلينكن على العمل من أجل إنجاح زيارة رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إلى واشنطن في وقت لاحق هذا العام، لتعزيز الشراكة في المجالات كافة».
وقالت كاميكاوا إن الجانبين أكدا أهمية السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، كما دعوا إلى تسوية سلمية للقضية. وأضافت أن تايوان «شريك مهم للغاية» لليابان لأسباب، منها مشاركة نفس القيم والمبادئ، وهى «الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان الأساسية وسيادة القانون».