الأسهم الأميركية تسجل أول مكاسب أسبوعية في 2024
«ناسداك المجمع» يرتفع 3.1% وتوقعات بتباطؤ نمو أرباح مؤشر إس آند بي 500
أغلقت الأسهم الأميركية دون تغير يُذكر في جلسة، أمس، بعد التأرجح بين الارتفاع والانخفاض بنسب طفيفة، إذ عوض أثر نتائج أعمال متباينة للبنوك أثر تقرير أشار إلى قراءة تضخم دون المتوقع أحيت الآمال في أن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة.
وأظهرت البيانات، أمس، أن أسعار المنتجين الأميركيين هبطت على غير المتوقع في ديسمبر، في ظل تراجع تكاليف سلع مثل الأغذية ووقود الديزل، بينما لم تتغير أسعار في قطاع الخدمات لثالث شهر على التوالي، وذلك على خلاف بيانات تضخم أسعار المستهلكين الصادرة يوم الخميس، والتي كانت أعلى من المتوقع.
وأغلق المؤشر ستاندرد آند بورز 500 مرتفعاً 3.60 نقاط بما يعادل 0.08 في المئة إلى 4783.47 نقطة، وفق «رويترز»، وزاد المؤشر ناسداك المجمع 1.73 نقطة أو 0.02 في المئة إلى 14972.76 نقطة، بينما صعد المؤشر داو جونز الصناعي 117.91 نقطة أو 0.32 في المئة إلى 37593.05 نقطة.
وانخفض سهم «تسلا» في ختام التعاملات، للجلسة الرابعة على التوالي، وعمق خسائره منذ بداية هذا العام، بعدما أعلنت الشركة خفض أسعار سياراتها في الصين ووقف الإنتاج مؤقتاً في ألمانيا.
وفي ختام الجلسة الأخيرة من الأسبوع، هبط السهم بنسبة 3.65 في المئة إلى 218.89 دولاراً، ليسجل خسائر أسبوعية بنحو 7.8 في المئة، ويعمق خسائره منذ بداية العام إلى 12 في المئة.
وأعلنت «تسلا» الجمعة خفض أسعار الطرازين «واي» و«3» بنسبة تتراوح بين 3 في المئة، و6 في المئة، ليبدأ سعر الطراز الأساسي من «واي» بنحو 36 ألف دولار، والطراز الأساسي من «3» بنحو 34.5 ألفاً.
في سياق آخر، قالت صانعة السيارات الكهربائية إنها ستعلق معظم إنتاج السيارات في مصنع غروينهايد في ألمانيا خلال الفترة من 29 يناير حتى 11 فبراير، بسبب نقص المكونات الناتج عن إعادة توجيه العديد من السفن بعيداً عن البحر الأحمر.
وعلى أساس أسبوعي، وفي أول مكاسب لها هذا العام، سجل «ستاندرد آند بورز 500» مكاسب بنسبة 1.85 في المئة، فيما ارتفع «ناسداك» المجمع بنسبة 3.1 في المئة، وداو جونز الصناعي 0.35 في المئة.
وتراجعت توقعات ربحية الربع الرابع للمؤسسات المدرجة على المؤشر في الولايات المتحدة، مع إعلان 4 من أكبر البنوك نتائج أعمالها.
ووفقاً لبيانات «إل إس إي جي»- «ريفينيتيف سابقاً»-، أشار المحللون أمس، إلى أنه من المقدر حالياً ارتفاع إجمالي أرباح المؤشر بنسبة 4.4 في المئة خلال الربع الرابع مقارنة بالعام الماضي، وهو أقل من ارتفاع بنسبة 7.5 في المئة في الربع الثالث من 2023.
وفي حين تعد التوقعات تعديلاً هبوطياً عن توقعات 22 ديسمبر البالغة 5.2 في المئة، لكنها أفضل من انخفاض بنسبة 2.8 في المئة خلال الربع الثاني من العام الماضي، بحسب «رويترز».
وأشارت التوقعات إلى ارتفاع أرباح مؤشر «S&P 500» بنسبة 11 في المئة في عام 2024 بعد زيادة بنسبة 2.9 في المئة فقط في 2023.
يأتي هذا بعد إعلان البنوك الأميركية الكبرى – «جيه بي مورغان»، «ويلز فارجو»، «بنك أوف أميركا» و«سيتي غروب» - انخفاض أرباحها الفصلية خلال الربع، متأثرة بالرسوم وخطط خفض الوظائف.
وفي هذا السياق، تتجه البنوك الأميركية إلى تسجيل ارتفاع حاد في «الديون المعدومة»، وهو ما يُشكل «قنبلة موقوتة» أو تهديداً كبيراً في أفضل الأحوال لأرباحها خلال الفترة المقبلة، وربما خلال الفترة القليلة الماضية أيضاً.
و«الديون المعدومة» هي القروض التي يتعثر أصحابها لمدد طويلة أو يطلب أصحابها من المحكمة الحماية من الدائنين أو يُعلنون الإفلاس، وهو ما يعني أنها مبالغ مستحقة للبنك من المدينيين الذين يصبح من المستحيل أن يوفوا بها، فيضطر البنك إلى اعتبارها «ديوناً معدومة»، ومن ثم يقوم بشطبها وترحيلها إلى قائمة الخسائر لديه.
وقال تقرير نشرته شبكة «CNBC» الأميركية، واطلعت عليه «العربية.نت»، إن تراكم «الديون المعدومة» يُهدد بإضعاف التفاؤل المتزايد لدى المستثمرين بشأن آفاق أكبر البنوك الأميركية.
وبحسب التقرير فمن المتوقع أن ترتفع القروض المتعثرة (الديون المرتبطة بالمقترضين الذين لم يسددوا أي دفعة خلال التسعين يوماً الماضية على الأقل) إلى 24.4 مليار دولار مجتمعة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023 لدى أكبر أربعة مقرضين في الولايات المتحدة.
والمقرضون الأربعة الأكبر في الولايات المتحدة: جي بي مورغان تشيس، وبنك أوف أميركا، وويلز فارجو، وسيتي غروب، وفقاً لإجماع محللي وكالة «بلومبرغ».
ويقدر المحللون أن تكون أرباح البنوك الأربعة الكبار المشار إليها قد تقلصت في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023، متأثرة بتلك القروض غير المدفوعة، إضافة إلى التأثير المستمر لارتفاع أسعار الفائدة، مما أدى إلى رفع تكلفة الودائع.
وقالت شبكة «سي إن بي سي» إنه من المرجح أن تتحمل مجموعة «سيتي غروب» المصرفية والتي تمر بأكبر عملية إعادة تنظيم منذ سنوات، تكاليف تغطية عمليات تسريح العمال والنفقات الأخرى ذات الصلة. فيما قالت شركة (Wells Fargo) المصرفية الشهر الماضي إنها خصصت مليار دولار لتغطية تكاليف نهاية الخدمة في الربع الرابع.
وبشكل عام، من المتوقع أن تنخفض أرباح البنوك الستة الكبرى، بما في ذلك «غولدمان ساكس»، و«مورغان ستانلي»، بمتوسط 13 في المئة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
وقال جيسون جولدبيرغ، المحلل في بنك باركليز: «تحظى التوقعات للعام الجديد بالكثير من الاهتمام في مكالمات أرباح الربع الرابع»، وأضاف: «أتوقع أن تشير البنوك إلى أن الانخفاض الأخير في صافي دخل الفوائد سيصل إلى أدنى مستوياته هذا العام».
وعلى الرغم من الانخفاض المتوقع في الأرباح، فقد قام المستثمرون بشراء أسهم البنوك، التي ارتفعت بنسبة 20 في المئة منذ نهاية أكتوبر الماضي.
ويقول المحللون إن ما أشعل هذا الارتفاع في أسعار أسهم البنوك هو إشارة مجلس الاحتياطي الفدرالي في أواخر العام الماضي إلى أنه من المحتمل أن يكون قد انتهى من رفع أسعار الفائدة، حيث كانت أسعار الفائدة المرتفعة قد ضربت البنوك في عام 2023، مما أدى إلى رفع تكاليف الودائع وخفض قيمة محافظ سنداتها.
وقال مات أندرسون، محلل الصناعة المصرفية في مجموعة تريب لأبحاث العقارات التجارية: «البنوك تعتمد بشكل كبير على أسعار الفائدة، ولدى المستثمرين قراءة متفائلة للاقتصاد في عام 2024».
ولكن حتى مع تراجع ضغوط أسعار الفائدة، فإن القفزة في القروض غير المدفوعة يمكن أن تستمر في خفض أرباح البنوك، بحسب ما يؤكد تقرير «سي إن بي سي».
ولايزال المستوى الحالي للقروض المتعثرة أقل من الذروة التي سجلها خلال فترة وباء «كورونا» والبالغة 30 مليار دولار.
وفي الآونة الأخيرة، ارتفعت حالات التأخر في السداد على القروض الاستهلاكية، خصوصا بطاقات الائتمان وديون السيارات، وهو ما أثار قلق بعض المحللين، خاصة وأن ما تدخره البنوك لاحتياطيات خسائر القروض الآن أقل بكثير مما خصصته عندما كانت القروض المعدومة ترتفع في بداية فترة وباء كورونا.