الكويت في عيون «لوموند» الفرنسية

نشر في 14-01-2024
آخر تحديث 13-01-2024 | 20:14
 بدر خالد البحر

أي سياسي حصيف، خلافاً لبعض أعضاء المجلس الذين لا يرون إلا تحت أقدامهم، عليه ألا يتقوقع بالشأن المحلي ويرصد المخاطر الإقليمية، (كالقصف الأخير للحوثيين وتبعاته)، التي تتحكم فيها دول عظمى لخدمة مصالحها لتجرنا في ساقيتها وتزعزع استقرارنا، (و) كمتابعة لما يصدر عن حكومات تلك الدول وبرلماناتها، ومن أسرع وسائل المعرفة الإعلام والصحافة العالمية التي لا تخضع كصحافتنا لقوانين مقيدة للحريات، ومثال على ذلك ما صادف منذ سبعة وعشرين يوماً ذكراها التاسعة والسبعين لإصدار عددها الأول، صحيفة «لوموند» الفرنسية، التي أسست بطلب من الجنرال تشارل ديغول بعد هزيمة ألمانيا بالحرب العالمية الثانية، حيث تعتقد الصحيفة في تقرير نشر لها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع بعنوان «في الكويت انتقال هادئ للسلطة تحت علامة الاستمرارية» أن المهمة الرئيسية بالكويت هي تحقيق الاستقرار في المشهد السياسي، والذي وصفته بالمشهد الفوضوي جداً، وضرورة بدء سياسة التنويع الاقتصادي.

ورأت الصحيفة أن الحقبة السابقة شابتها صراعات بثلاثة انتخابات تشريعية وثماني حكومات حالت دون تنفيذ الإصلاحات ومكافحة الفساد، وأن العلاقة كانت هشة بين الحكومة ومجلس تهيمن عليه المعارضة.

ومن وجهة نظر اقتصادية مهمة جداً علينا تطبيقها، أوضحت «لوموند» أنه خلافاً لأبوظبي والرياض فإننا لم نبدأ بالتحول للهروب من اعتمادنا على النفط الذي كان لارتفاع أسعاره أثر على زيادة احتياطياتنا المالية وتحقيق الفوائض، إلا أن لدينا مشاكل هيكلية لا تزال قائمة، كثقل القطاع الحكومي، وتفاقم تدهور الخدمات العامة بسبب نقص الاستثمار.

الصحيفة أكدت على متانة علاقة الكويت والسعودية، وعلاقتنا الاستراتيجية مع أميركا، ومحاولتنا تعزيز شراكتنا مع الصين، كما تحدثت عن الدور الإيجابي للدبلوماسية الكويتية بالمنطقة، وتمسكنا بوحدة الخليج، ودعمنا للقضية الفلسطينية، وابتعادنا عن اتفاقيات أبرمتها دول خليجية مع إسرائيل، لاشتراطنا اعترافها بدولة فلسطين، ثم أنهت الصحيفة تقريرها بما تتوقعه من ترتيبات سياسية محلية تبدو إيجابية، ودور السلطات بالتشاور والاختيار، ودور البرلمان بالمساعدة على تحقيق ذلك.

لقد اطلعنا على الإعلام والصحافة الغربية خلال هذه الفترة الانتقالية، ولمسنا اهتمام هذه الجريدة بشأننا المحلي، لتتبلور لدينا فكرة عما قد يشكل أهمية للحكومة في باريس بالنسبة لوضعنا بهذه المرحلة، وذلك بمجرد قراءتنا للتقرير الذي أوردته صحيفة لوموند الفرنسية.

***صحيفة لوموند عبرت عن هدوء انتقال السلطة واستمراريتها، وهو مؤشر للنظرة الإيجابية التي يرانا فيها العالم الغربي، وهو ما نحظى به من وفاق لمئات السنين، منذ أن بويع صباح الأول، واستمر حتى تم التصويت على الدستور الذي وضع من جانب المجلس التأسيسي الذي مرت منذ أسبوعين الذكرى الثانية والستون لإجراء انتخاباته في عام 1961، وبالمصادفة هو نفس التاريخ، أي (الثلاثون من ديسمبر)، الذي أُعدم فيه صدام من عام 2006، فهل صار واضحاً الآن لمن طالبوا بتعليق الدستور أنه هو سبب الديموقراطية وإرساء قواعد الاستقرار، وما نحتاجه بالفعل ليس تعليق الدستور بل تطبيقه بحذافيره.

***

ننصح محمد الصباح بحكومة لا تضم حرساً قديماً وأحزاباً دينية كالإخوانجية.

***إن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي.

back to top