عبدالله القتم يقدم «دراسات في الأدب العربي»
الكتاب يبرز بعض الجوانب الأدبية في الشعر القديم والحديث
ويتضمن الكتاب جزأين، الأول بعنوان «دراسات في التراث العربي»، والآخر بعنوان «دراسات في الأدب الكويتي».
أصدر الأستاذ في كلية الآداب بجامعة الكويت د. عبدالله القتم كتاباً جديداً بعنوان «دراسات في الأدب العربي» موزعاً على 433 صفحة، ويتضمن الكتاب جزأين، الأول بعنوان «دراسات في التراث العربي»، ويضم المقالات التالية: توازن السلوك في القرآن الكريم، ودراسة فنية حول شعر ثعلبة بن عمرو العبدي، ومحمد صلى الله عليه وسلم في الشعر العربي الهندي، ويحتوي الجزء الثاني على «دراسات في الأدب الكويتي»، وجاءت كالتالي: الملامح الفنية في الشعر السياسي لخالد الفرج، والحرية في شعر خليفة الوقيان، وشعر يعقوب الغنيم قراءة فنية موضوعية، والأزهار والرياحين في شعر البابطين، وشاعر الحب والغزل: يعقوب السبيعي.
ويقدم القتم خلال هذا الإصدار دراسات قيمة جداً لشعراء تم اختيارهم بدقة وعناية، مقدماً تشريحاً فنياً يستند إلى أسس علمية وأكاديمية، وقال في مقدمة إصداره: «هذه مجموعة من المقالات الأدبية التي نشرتها في مجلات الجامعات العربية، وقد قمت بجمعها في هذا الكتاب، وقد أعانني على جمعها وتصنيفها الأستاذ جاسم علي حسين، كما قام أخي وصديقي الأستاذ الدكتور أحمد عبدالتواب بمراجعة أصولها وتصحيح لغتها، واقترح أن تكون مقالات التراث أولاً، ثم مقالات من أدب الكويت، وقد امتثلت لذلك، فله الشكر والامتنان، وقد كان خير معين».
ويرى أن هذه الدراسات التي امتدت سنوات طويلة ربما لم يطلع عليها الكثير من القراء، وهي تهدف إلى إبراز بعض الجوانب الأدبية لشعراء عرب، وتم نشر هذه الدراسات في مجلات محكمة جامعية، وهي تتكون من تسع دراسات من الأدب العربي القديم والحديث.
وفي موضوع النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الشعر العربي الهندي، يقول القتم: «بعد أن دخلت اللغة العربية أرض الهند ودخل الهنود في دين الله، وتعلموا لغة القرآن الكريم، وبعد نزوح كثير من العرب الذين استوطنوا أجزاء كثيرة في الهند، نبغ منهم شعراء وأدباء كتبوا باللغة العربية، وألفوا الكتب في شتى المجالات، واتخذوا من الشعر مادة لطرح آرائهم، وعبروا به عما يختلج في صدورهم من محبة لرسول الله، وصاغوا الكلمات ورسموا الصور البلاغية في مدح رسول الله.
الأدب الكويتي
وفي الأدب الكويتي، يكتب القتم عن الملامح الفنية في الشعر السياسي لخالد الفرج، ويقول ضمن هذا السياق: «لا شك في أن قارئ شعر خالد الفرج السياسي يخرج بانطباع محدد وهو أنه رجل إعلام وسياسة أكثر من أن يكون شاعراً، ومن أسباب ذلك أن نبرة الصوت العالي، والخطابية المميزة تدل على أن معظم شعر الفرج السياسي قيل للإلقاء أمام الجمهور، لذا كان ذلك الصوت العالي، كما أن شعره السياسي كثرت فيه الأسماء الأعجمية، أو العربية مدحاً أو ذماً، بما يشير إلى أنه صحافي يقرر ما تنقله الأخبار عن أولئك الأشخاص، أو أنه صحافي يضع أسماء المسؤولين كما هي دون أن يذهب إلى التورية، أو الإخفاء».
وتابع: «عبر الشاعر عن رأي الشاعر العربي في كثير من القضايا القومية، وكذلك كان الفرج يتمتع بثقافة سياسية كبيرة وإلمام بالألاعيب السياسية الاستعمارية، فحاربها وانتصر للشعوب».
الحرية في شعر الوقيان
وانتقى القتم عنواناً جميلاً لموضوع بحثه في شعر د. خليفة الوقيان، «الحرية في شعر خليفة الوقيان»، مركزاً على أسلوبه الشعري، وقال ضمن هذا الإطار: «الشاعر خليفة الوقيان شاعر حر، خلقه الله حراً، كما خلق المخلوقات الأخرى، خلق الشمس والقمر، والنجوم والكواكب، وخلق الأزهار والشجر، خلقها حرة، لا يقيدها إلا القوانين الطبيعية، كذلك خليفة الوقيان، فهو يرى في هذه المخلوقات جزءاً منه، وصورة من تفكيره وشعوره، فلماذا يتدخل الإنسان ويفرض رأيه على بني جنسه، وقد خلقه الله حراً».
وتابع: «عبر الشاعر خليفة عما يجيش في صدره، رأى الحرية تتمثل في مخلوقات الله، ونظم قصائده بما يعتقد أنه حق له، وحريته التي كفلها الدين والدستور لابد أن يمارسها بكل شفافية واقتدار، والشاعر مارس الحرية من عدة طرق في الكتابة الصحافية، أو نظم القصائد الشعرية، أو سلوكه بين الناس، فلم يعرف عنه التقليل من المخالفين له، أو ازدرائهم، أو حرمانهم من حقهم في التعبير وخير مثال على ذلك قصيدته رأيي ورأيك، وقصيدة الفجر، وغيرهما من القصائد التي بث فيها آراءه وفكره».
وأضاف: «استعمل شاعرنا الوقيان رموز الحرية التي تسير على منهاجها وحريتها، ووجد في ذلك ما يعبر به عن نفسه وفلسفته، فلا يستطيع أحد أن يحجب الشمس، أو يوقف الرياح، أو تدفق الماء، لذا كان خليفة صوت الحرية المتدفق، وعنوان الشاعر الحر».
علم العروض
وفيما يتعلق بالشاعر يعقوب الغنيم، ذكر القتم: «من خلال قراءة ديوان شعر د. يعقوب الغنيم يتضح أنه أجاد في معظم قصائده، ولكنه كان عادياً في قصائد أخرى، والسبب في ذلك يعود إلى مفاجأة الأحداث له، فكان لا بد له من أن يعبر عن الموقف الطارئ، فجاءت قصائده عادية، ولكنها معبرة عن الألم والحزن لفقد أحد الأحباب، وربما كانت العجلة وراء خصوصية هذا الأسلوب البسيط غير المعقد المؤثر في النفس».
وأردف: «هذا لا يقلل من تمكن الغنيم من فنه الشعري، ومن التفاعل مع الأحداث، وإتقانه لعلم العروض، وما يتمتع به من حس موسيقي أدى إلى نظمه الأوبريتات الغنائية التي أرخ فيها لمسيرة الكويت التاريخية، فكانت قصائده انعكاساً لمراحل تطور حياته في بعض جوانبها، فالغنيم عبر عما يشعر به من أحداث، مرت عليه، بأسلوبه الشعري المميز».
تصوير الطبيعة
وعن الشاعر عبدالعزيز البابطين، أفاد القتم بأنه «من شعراء الكويت الذين برعوا في وصف الطبيعة، وتأثروا بها ونظموا في أنوائها وطيورها وطبيعة الأرض، وفي هذا البحث أحاول أن أستجلي بعض مظاهر النباتات الطبيعية في شعره، وهذا بحث علمي له أهميته في الشعر الكويتي المعاصر، ممثلاً في رمز من رموزه، وهو الأستاذ عبدالعزيز سعود البابطين، وهو من الشعراء الكويتيين الذين برعوا في تصوير الطبيعة، وتأثروا بها، وأبدعوا في مظاهرها المختلفة، وفي هذا البحث تناول بعض مظاهر الطبيعة متمثلة في الأزهار والرياحين».
شاعر الحب والغزل
كما كتب القتم عن شاعر الحب والغزل يعقوب السبيعي، وقال: «نظم السبيعي في أغلب موضوعات الشعر العربي، وتغنى بالوطنية والمديح والوصف، وكان الحب من أبرز قصائده، ولا أعدو الحقيقة إذا قلت إن موضوع الحب قد استولى على الشاعر، وظهر ذلك جلياً في غلبة التفاؤل والحب في شعره، وأقصد بالحب حب الجمال، وإظهار المشاعر تجاهه، وحب الأفعال والأقوال، وكذلك تحرك مشاعره نحو المرأة فهو نوع منها، وهو ما يطلق عليه فنيا (الغزل)، فكانت هذه القصائد تربو على نصف شعره، حتى لتصدق تسميته بشاعر الحب».