الهندال: المسرح النبض المجتمعي للفنون والآداب
خلال فعالية ثقافية في رابطة الأدباء حضرها عدد من المهتمين
أقام فريق لجنة المسرح في رابطة الأدباء الكويتيين ملتقى «مسرحيات أثرت بنا» مع الناقد والكاتب فهد الهندال على مسرح الرابطة، حضره جمع من المهتمين.
وعلى هامش هذه الفعالية الثقافية، التي تزامنت مع اليوم العربي للمسرح، أكد الهندال أن المسرح كان ولا يزال النبض المجتمعي للفنون والآداب، بجميع مراحلها، التاريخية والأدبية والفكرية، ودائماً هذا الفن يواكب ما يشهده الشارع من تحولات اجتماعية، واقتصادية، وفكرية، وسياسية، لذلك يكون دائماً انعكاساً لما يحدث، وهو ما يكون مؤثراً على النخب الثقافية والسياسية والاقتصادية.
وأضاف أن «اليوم العربي للمسرح» هو استذكار لتلك المسيرة الخالدة والأسماء المؤسسة للمسرح، بدءاً من المسرح كمفهوم وفلسفة منذ الأفكار الفلسفية اليونانية، مروراً بالمسرح في القرون الوسطى، وصولاً للمسرح الحديث، وما شهده من نقلات نوعية مختلفة على مستوى التأليف، والأداء، والإخراج، وغير ذلك من أمور ترتبط بفن المسرح.
حركة دؤوبة
وذكر الهندال أن فعالية «مسرحيات أثرت بنا» تمحورت حول أهمية تأثر المجتمع بالمسرح أو المسرحيات المؤثرة على المجتمع وأفراده، لافتاً إلى أن الفعالية كانت عبارة عن دردشة وحوار حول هذا الموضوع، متابعاً: «المسرح كان مؤثراً في حياتنا، وكُنا نُسقطه على الواقع الذي نعيشه. هناك حركة دؤوبة وموازية للمسرح، باختلاف فتراته، وإبداعاته، والأسماء التي مرت عليه».
وحول النشاط المسرحي الشبابي، أوضح أن «هناك نشاطاً يكاد يكون لافتاً خلال الفترة الأخيرة، من خلال تقديم عدد من الأعمال المسرحية».
وأضاف: «المسرح في الكويت يشهد نهضة على يد عدد من الشباب الكويتيين المسرحيين على مستوى التأليف، والإخراج، والإنتاج، حتى في جانب الإنتاج يراعون قيمة العمل المسرحي أكثر من المردود الذي يمكن أن يكون عائداً على المسرح».
أمسيات فاعلة
من جانبها، قالت رئيسة لجنة المسرح، تغريد الداود: «نحن سعداء في بيت المسرح، لمواصلة أمسياته، وتقديم أمسية فاعلة وذات انعكاس، سواء على أعضاء الرابطة، أو من خارجها».
وعن الفعالية، ذكرت أن «الفكرة في البداية كانت عبارة عن اجتماع أو ملتقى مع أعضاء بيت المسرح، وتمت الإجابة عن تساؤلات كثيرة لديهم، فأحببنا أن نتكلم عن المسرحيات التي أثرت بنا، وأن يكون معنا شخص متخصص، وهو الناقد والكاتب والمطلع على الحراك المسرحي فهد الهندال، ووجوده معنا للتعرف على الفرق بين التأثير والإعجاب، وكيف من الممكن أن نصل إلى تأثير إيجابي خلال الفنون التي نقدمها للمجتمع».
وحول تزامن الفعالية مع يوم المسرح العربي، قالت: «أتمنى أن يكون المسرح والمسرحيون دائماً بخير، وأن يكون للدولة اهتمام أكبر بالجانب الثقافي. نطمح أن تكون هناك دور عرض مسرحية متخصصة غير الصالات الموجودة حالياً، حيث تُعد غير مهيأة. نتمنى تبني وجود مسارح جديدة تليق بالنشاط المسرحي الحالي، وأن تأخذ الثقافة دورها المهم من ناحية اهتمام المسؤولين، فنحن لدينا مبدعون، وأفكار، ونجاحات، وأشخاص يحبون العمل، لكن نريد مسؤولين يدعموننا من خلال قراراتهم».
مهرجان الكويت المسرحي
وفيما يتعلق بأعمالها المسرحية الجديدة، كشفت الداود: «سوف أشارك في الدورة المقبلة لمهرجان الكويت المسرحي، الذي سيقام في فبراير القادم، بمسرحية (غصة عبور)، التي فزت بها بجائزة الدولة التشجيعية، وأيضاً بجائزة الشارقة، وعُرضت في الإمارات والجزائر، لكن لأول مرة تعرض في الكويت مع المخرج محمد الأنصاري».
وأكدت أن النشاط المسرحي على الصعيد المحلي رائع جداً: «الكويت ولادة، فلدينا شباب مبدعون في التمثيل والإخراج، لكن لدينا مشكلة في عدم وجود اهتمام، فالهواة ليس لديهم مكان، فلا توجد أندية صيفية ومراكز تحتوي الشباب وهواياتهم، كما أن المهرجانات الموجودة في الكويت قليلة، فهناك مهرجان واحد للمسرح، ومهرجان الشباب، وأعتقد أنه يتوجب أن يكون لدينا أكثر من مهرجان، مثل مهرجان الهواة، وكان هناك مهرجان كوميدي، ولا أعرف لماذا توقف. ونحتاج إلى صالات بكل محافظة».
وأضافت أن الحراك المسرحي، ومنه المسرح الجماهيري، مزدهر، لافتة إلى أن المسرح من الممكن أن يتراجع من حيث القيمة، أو تُوجه له بعض الانتقادات، لكنه متواصل، والجمهور الكويتي يحب المسرح.
بدورهما، عبَّر عضوا «لجنة المسرح» بدر الأستاذ ويوسف العصفور عن سعادتهما بثالث فعالية تنظمها لجنة المسرح، حتى يلتقي جيل الرواد مع جيل الشباب، مبينين أن لجنة المسرح تنظم أنشطة وفعاليات متنوعة، منها حلقات نقاشية أو ندوات وغيرها.