صدر حديثاً عن سلسلة «كتابات نقدية»– أحد إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة– كتاب «الذات في مواجهة العالم... مقاربات في أدب نجيب محفوظ» للكاتب والناقد محمد عطية محمود، والذي يهديه الكاتب في تصديره إلى «عميد السرد العربي» نجيب محفوظ، الذي لا تزال أصداء كتاباته تشكل وتحفز الوعي، وإلى «كل ذات باحثة عن فلسفة وجودها».
ويتناول الكتاب من خلال فصوله علاقة نجيب محفوظ بالفلسفة والتصوف سردياً، وهو ما عمَّقه من خلال النماذج السردية، لتجسيد تلك الحالة الممتدة في أدب نجيب محفوظ، انطلاقاً من رواية «ميرامار»، وتعدد الذوات الباحثة عن وجودها، ثم رواية «اللص والكلاب»، وفلسفة أسئلة الوجود الضائعة، وثلاثية المرأة/ الرمز وفلسفة مغايرة للوجود في رواية «الطريق»، وصولاً إلى تجليات الحالة الصوفية الوجودية في «الحرافيش»، والحس الصوفي وفلسفة الوعي الحاد بالحياة في «أصداء السيرة الذاتية»، وتحولاً إلى استيهامات الحالة الأسطورية وأسئلة الوجود في رواية «قلب الليل»، ثم أخيراً فلسفة العدم والوجود في رواية «السمان والخريف».
يخلص الكاتب في نهاية بحثه إلى أن «هذه الدراسة تهدف إلى محاولة استنهاض الفكر الذي يتضافر ويتلاحق مع الإبداع الإنساني والهم الوجودي والصوفي والمعرفي والأسطوري قبل الإبداع السردي، من خلال رصد أهم ملامح اعتناق نجيب محفوظ السردي للفلسفة والتصوف وحُب الحياة المقترن بالوعي الحاد بها على مدار أعماله»، وصولاً إلى قوله: «المرجع الأساس دائماً لكتابات هذا الكاتب الاستثنائي، هو ذاته نفسه: كتاباته، وأقواله، واستخلاصاته المستمدة من فلسفة عميقة مدركة، وروح جبارة تستشف الوجود وتستلهمه وتعيش صوفية الحالة»، مستعيراً المقولة الفاتنة: «علينا أن نتعامل مع نجيب محفوظ كشيخ طريقة، وليس كأديب».
يُذكر أن الكتاب، هو ثاني إصدارات الكاتب عن أدب نجيب محفوظ، بعد كتاب «تجليات سرد الحياة... قراءة في أدب نجيب محفوظ»، الصادر أيضاً عن سلسلة كتابات نقدية 2015، وقد خصصه الكاتب لسبر غور الأعمال القصصية في أدب عميد السرد العربي. إضافة إلى العديد من الكتب النقدية، ومن أبرزها كتاب «القصة القصيرة وأسئلة الوجود» الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة 2020، وكتاب «ملامح روائية» 2017، وكتاب «إشكاليات الهامش تجليات المتن» عن هيئة قصور الثقافة 2017، إضافة إلى العديد من العناوين الإبداعية والمختارات في القصة القصيرة، وروايات: «دوامات الغياب»، و«بهجة الحضور»، إضافة إلى العديد من الأعمال تحت الطبع، فضلاً عن حصوله على العديد من الجوائز في النقد والإبداع، ومشاركاته البحثية في المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية.