24 ألف قتيل في غزة... وإسرائيل تقاوم ضغوط الميدان والدبلوماسية
إدارة بايدن لنتنياهو: صبرنا بدأ ينفد وخطتكم «لليوم التالي» حلم
أنهت الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة الفلسطيني، اليوم، يومها الـ 100، في وقت فشلت تل أبيب حتى الساعة في تحقيق أي من أهداف العملية، بما في ذلك تدمير البنية العسكرية لـ «حماس» في القطاع، واستهداف قيادتها وتغيير الواقع فيه، فضلاً عن معالجة التداعيات الناتجة عن الصراع، خصوصاً على الجبهة الشمالية مع لبنان.
وأحصت وزارة الصحة في غزة، اليوم، ارتفاع حصيلة الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ 100 يوم إلى نحو 24 ألف قتيل. وأفادت الوزارة التابعة لـ «حماس» في بيان بمقتل 125 شخصا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، مشيرة إلى إصابة 60582 شخصا بجروح منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي. ووفق الوزارة، فإن 70 بالمئة من الضحايا هم من النساء والأطفال.
وقال موقع والاه العبري إنه بعد مرور 100 يوم على بدء الحرب في غزة، يتزايد الإحباط في البيت الأبيض، بسبب رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لكل طلب تقريبًا من الولايات المتحدة، ولم يتحدث بايدن مع رئيس الوزراء منذ 20 يومًا. ونقل الموقع عن أحد كبار المسؤولين الأميركيين قوله «الوضع فظيع ونحن عالقون. صبر الرئيس بدأ ينفد».
قصف... وحلم
وفي حين قصفت كتائب القسام بلدة أسدود الإسرائيلية بصواريخ «M75»، نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أبلغ حكومة نتنياهو أن مخططها لليوم التالي في الحرب، التي تهدف لإنهاء حكم «حماس» بغزة، «حلم» لا يمكن تحقيقه.
وقال نتنياهو في مؤتمر بتل أبيب: «لن يوقفنا أحد، لا لاهاي، ولا محور الشر، ولا أي شخص آخر»، في إشارة خصوصا إلى دعوى جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية التي تتهم بلده بارتكاب أعمال إبادة جماعية في غزة، إضافة إلى «محور طهران»، الذي يشمل بالإضافة إلى الحوثيين «حزب الله» اللبناني وفصائل عراقية وسورية.
وشدد على رفضه السماح بإعادة عشرات الآلاف من أهالي شمال القطاع الذين نزحوا إلى جنوبه قرب الحدود المصرية قبل انتهاء القتال وتحقيق أهداف الحرب والانتصار.
وفي موازاة ذلك، كشف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي عن موافقته على خطط من جانب القيادة الجنوبية، للاستمرار في أعمال القتال، وزيادة الضغط العسكري على «حماس»، حيث «سيؤدي الضغط إلى تفكيك قدرات الحركة العسكرية وعودة الرهائن».
وفي محاولة لتهدئة حشود تظاهرات في تل أبيب وحيفا للضغط بهدف إبرام صفقة تبادل محتجزين، كشف هاليفي عن «صياغة صفقة جديدة» لتبادل الأسرى بين إسرائيل، و«حماس».
وقال هاليفي في بيان ليل السبت ـ الأحد: «من أجل تحقيق نتائج حقيقية، يجب علينا مواصلة العمل في أراضي العدو، وعدم السماح بمحاولات ابتزاز أحد. وقف إطلاق النار لن يؤدي إلى نتائج حقيقية، لكنّ الضغوط على حماس هي وحدها التي أدت حتى الآن إلى إعادة عدد من المختطفين».
ولفت هاليفي إلى أن «الحرب تدور بعدة ساحات في وقت واحد».
وبشأن القتال على الحدود الشمالية، قال: «نحن محصّنون وجنوب لبنان ساحة حرب، وقد يحوّل حزب الله الدولة بأكملها إلى ساحة حرب».
وأعلن جيش الاحتلال مقتل جنديين في معارك غزة، ليترفع عدد قتلاه منذ هجوم «طوفان الأقصى» الذي شنّته «حماس» في 7 أكتوبر إلى 522.
كما أفاد الجيش بأن جنوده قتلوا 4 مسلحين تسللوا من لبنان إلى منطقة جبل روس بمزارع شبعا المحتلة، إذ أعلنت «حماس لبنان» أن الأربعة من عناصرها، وقاموا بالاشتباك مع الإسرائيليين انتقاما لاغتيال القيادي صالح العاروري. وشهدت الضفة الغربية بدورها توتراً جديداً تمثّل في اعتقال سلطات الاحتلال شقيقتَي العاروري.
حدود مصر
من جهة ثانية، شدد المتحدث باسم «الخارجية» المصرية، السفير أحمد أبوزيد، على أن مصر تسيطر على حدودها بشكل كامل، وأي حديث بشأن محور «فيلادلفيا» يتم التدقيق فيه والرد عليه بمواقف معلنة. جاء ذلك بعد تقارير عبرية عن إبلاغ حكومة نتنياهو للقاهرة بشروعها في عملية عسكرية للسيطرة على المحور الحدودي الفاصل بين غزة وسيناء المصرية.
جبهات عالمية
من جهته، دعا رئيس المكتب السياسي لـ «حماس»، إسماعيل هنية، اليوم، إلى تشكيل جبهة عالمية لإسناد المقاومة الفلسطينية، و«حلف الحرية والعدالة لفلسطين»، لكشف «جرائم الاحتلال»، إضافة إلى «تحالف إنساني لإغاثة غزة».
وقال هنية في كلمة مسجلة بمؤتمر في إسطنبول: «آن الأوان لنخوض معركة التحرير المصيرية، وهو المسار الأصل في ظل مذابح الاحتلال والدعم الأميركي والغربي له»، معتبرا أن «المرحلة الحالية لا تصلح الطرق التقليدية فيها للعمل».