أعلنت الرئاسة المصرية، في بيان اليوم، أن الرئيسين عبدالفتاح السيسي والتركي رجب إردوغان، اتفقا خلال لقائهما أمس في الدوحة على هامش افتتاح المونديال، على أن يكون هذا اللقاء «بداية لتطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين».
وفي مشهد أعاد إلى الذاكرة «دبلوماسية البنغ بونغ»، تصافح السيسي وإردوغان أمام أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وآلاف المشجعين في ملعب لوسيل بالدوحة، على هامش افتتاح مونديال قطر أمس ، في مشهد كرّس نجاح دبلوماسية كرة القدم، في دفع القاهرة وأنقرة نحو مسار استعادة العلاقات بعد نحو عشرية من التوتر وتخفيض العلاقات وتبادل الاتهامات. وعلقت مصادر مصرية مطلعة لـ «الجريدة»، أن «ما بعد المصافحة سيكون أكثر سهولة مما كان قبلها».
بدوره، وصف إردوغان، اليوم، اللقاء بأنه «خطوة أولى تم اتخاذها لإطلاق مسار جديد بين البلدين»، مضيفاً أنه يأمل أن ينتقل الحوار إلى محادثات رفيعة المستوى إن «لم يحصل أي طارئ».
وقال إرودغان للصحافيين، خلال مغادرته الدوحة عائداً إلى تركيا، إن مطلب بلاده الوحيد من المصريين هو تغيير في الموقف من أجل السلام في البحر المتوسط، معقباً: «نتوقع منهم إحلال السلام ضد من يعادينا في المتوسط».
وكانت تركيا أثارت حفيظة مصر واليونان بتوقيعها الشهر الماضي اتفاقاً مع حكومة عبدالحميد الدبيبة الليبية، التي لا يعترف بها البلدان، بشأن التنقيب عن النفط والغاز.
ومطلع الشهر الجاري عُقد في سرية تامة لقاء استخباراتي رفيع المستوى بين البلدين في القاهرة، وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قال أواخر الشهر الماضي، إن محادثات التطبيع التي بدأت بعد فوز جون بايدن بالرئاسة في الولايات المتحدة لم تُستأنف لأنه «لم تكن هناك تغييرات في ممارسات تركيا» في ليبيا.
إلى ذلك، لوّح إردوغان، اليوم، باحتمال إطلاق «عملية برية» في سورية، غداة سلسلة من الغارات الجوية على مواقع للأكراد فيها وفي العراق، وعدة هجمات صاروخية على الأراضي التركية من سورية. وكانت أنقرة قد أعلنت، ليل الأحد ـ الاثنين، انتهاء عملية عسكرية شنتها صباح أمس ضد مقاتلين أكراد في سورية والعراق.
وأصابت قذائف صاروخية من سورية، مساء الأحد وصباح اليوم، الحدود والأراضي التركية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة نحو 15.