هجوم «مركّب» بتل أبيب... وغزة أسيرة الخلافات الإسرائيلية
آيزنكوت يدعو لتغيير «شجاع» في مسار الحرب على القطاع... وبركات يتمسك باستسلام «حماس»
غداة تحذير وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من أن «حماس» تريد توسيع الحرب المتواصلة في غزة منذ 101 يوم إلى الضفة الغربية، شهدت رعنانا الضاحية الراقية بشمال تل أبيب هجوماً استثنائياً وخطيراً نفذه فلسطيني يعتقد أنه تسلل من مدينة الخليل بالضفة المحتلة أمس.
وذكرت الشرطة الإسرائيلية، أنها حيّدت المنفذ الرئيسي للهجوم «المزدوج»، بالطعن والدهس، ونشرت عناصرها بكثافة في المنطقة وأطلقت عملية تمشيط بمشاركة مروحيات أسفرت عن توقيف متعاون معه، وقالت إنهما من سكان بني نعيم في الخليل ويقيمان في الدولة العبرية بشكل غير قانوني.
وطلبت السلطات من سكان المدينة، التي توصف بأنها أحد مراكز «وادي السيليكون» الإسرائيلي وواحدة من أكثر المدن أماناً بالشرق الأوسط والأعلى من حيث جودة الحياة بالمنطقة، عدم مغادرة منازلهم والخروج إلى الشوارع خوفاً من وجود متعاونين.
ووفقاً للمعلومات الأولية، تمكن المتسلل الفلسطيني الرئيسي من طعن إسرائيلية والاستيلاء على سيارتها وتنفيذ عمليات دهس في ثلاثة مواقع مختلفة بعد استبدال ثلاث سيارات لتنفيذ هجومه الذي تسبب بمقتل شخص واحد وإصابة 18 بينهم أربعة بحالة خطيرة.
وجاء الهجوم بعد ساعات من تأكيد وزير الدفاع الإسرائيلي خلال اجتماع مع قادة عسكريين بالضفة الغربية، أن «هدف حماس هو إشعال النيران في الضفة وإذا أمكن في القدس».
ووسط حديث عن تفاقم خلافات تهدد مستقبل الائتلاف الحاكم في إسرائيل وعلاقته بإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن الأزمة الناجمة عن حرب غزة، زعم غالانت أن «حماس» لم تنجح في إضعاف معنويات الإسرائيليين أو الوقيعة بين إسرائيل والولايات المتحدة بهجوم «طوفان الأقصى» الذي شنته في السابع من أكتوبر الماضي.
كما طلب من قادته «الاستعداد للحرب» ووضع القوات على أهبة الاستعداد وجمع المعلومات الاستخباراتية ذات الصلة.
وأمس الأول، قتل خمسة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في صدامات بالضفة، كما قتل ثلاثة آخرون حاولوا مهاجمة مستوطنة يهودية قرب الخليل.
قصف وتغيير
في غضون ذلك، أفادت وزارة الصحة في غزة، بأن القصف الجوي والبري والبحري الذي يشنه الجيش الإسرائيلي على عموم القطاع تسبب بمقتل 132 فلسطينياً، خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي ضحايا الحرب الإسرائيلية الانتقامية على المنطقة الفلسطينية المعزولة والمحاصرة إلى 24 ألفاً و100 شخص.
وتزامن ذلك مع تواصل المعارك البرية بين عناصر حركتي «حماس» و«الجهاد» والجيش الإسرائيلي الذي كثف قصفه وعملياته بوسط وجنوب القطاع وفجّر عدداً من المنازل في قرية المصدر وسط غزة.
تقدير وتغيير
وفي حين كشف تقرير للجيش الإسرائيلي، نشره ليل الأحد، أنه بعد مرور مئة يوم على الحرب، مازال معظم مقاتلي وقادة «حماس» في القطاع على قيد الحياة، برز تصريح لافت للوزير بمجلس الحرب غادي آيزنكوت رأى فيه أن على تل أبيب التوقف عن الكذب على نفسها، وإبرام صفقة تعيد المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، بدلاً من استمرار القتال.
وأضاف آيزنكوت خلال اجتماع لحكومة الحرب: «وقت المحتجزين ينفد، وكل يوم يمر يعرّض حياتهم للخطر، فلا فائدة من الاستمرار على النمط نفسه الذي نسير به مثل العميان، بينما المختطفون هناك، هذا وقت حرج لاتخاذ قرارات شجاعة».
في المقابل، قال وزير الاقتصاد والصناعة نير بركات، إن إسرائيل تصر على ألا تنتهي حملتها ضد «حماس» قبل أن تستسلم الحركة وتعيد جميع الرهائن المحتجزين لديها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، برغم الضغط الدولي المتصاعد لإنهاء الهجوم على غزة.
وأضاف بركات: «علينا أن نحصل على الاستسلام التام من حماس، وعلينا استعادة رهائننا».
وفي ظل ارتفاع أصوات إسرائيلية تطلب برحيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتحمله مسؤولية الإخفاق بمواجهة «حماس»، لفت بركات إلى أنه «من الصعب معرفة ما إذا كانت ستجرى انتخابات هذا العام».
ومثلت تصريحات آيزنكوت المدعوم من الوزير بيني غانتس بالإضافة إلى تمسك بركات بـ«رفع حماس للراية البيضاء»، أحدث حلقة للانقسامات والخلافات داخل مجلس الحرب، إذ يصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع على مواصلة الضغط العسكري على «حماس» لإرغامها على قبول صفقة تبادل محتجزين لا تخضع لقاعدة «الكل مقابل الكل» التي تطالب بها الفصائل الفلسطينية لإفراغ معتقلات وسجون الاحتلال.
استهجان وبث
وفي وقت يبدو أن الائتلاف اليميني المتدين لا يرغب بإجراء انتخابات لتفادي هزيمة سياسية، تعرض الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، إلى صيحات استهجان من آلاف المتظاهرين الذين شاركوا في حدث استمر لمدة 24 ساعة، بمناسبة بمرور 100 يوم على اختطاف الإسرائيليين ونقلهم إلى غزة.
وليل الأحد ـ الاثنين، بثت «حماس» مقطعاً مصوراً لثلاثة من المحتجزين الإسرائيليين الذين تحتجزهم وهم يناشدون حكومتهم وقف الهجوم على القطاع وإطلاق سراحهم.
وانتهى المقطع ومدته 37 ثانية بعبارة تقول «انتظرونا. غداً سنخبركم بمصيرهم».
بلينكن والأسرى
في هذه الأثناء، جدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عبر منصة «إكس»، تأكيد بلده على أنها لن تهدأ حتى تلم شمل المحتجزين الإسرائيليين مع أسرهم.
ونقلت الخارجية الأميركية في ذكرى مرور 100 يوم على أسر «حماس» لنحو 250 شخصاً من إسرائيل لا يزال أكثر من 130 منهم محتجزين، بينهم ستة أميركيين، عن بلينكن القول: «من المستحيل أن يفهم أي شخص ما مروا به في 100 يوم، لكني التقيت عدداً من عائلاتهم وقدمت رسالة واضحة وهي أن الولايات المتحدة تقف معكم». وأضاف: «سنواصل العمل على مدار الساعة لتأمين إطلاق سراح جميع المحتجزين».
مطالبات وتوقيف
من جهة ثانية، طالب مسؤولو منظمات «برنامج الأغذية العالمي» و«الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)» و«الصحة العالمية»، في بيان مشترك، سلطات الاحتلال بفتح معابر جديدة، لكي يمكن إيصال مساعدات كافية لغزة.
كما طالبت 4 منظمات حقوقية الحكومة المصرية باستخدام كل الوسائل الممكنة لفرض وقف إطلاق النار في غزة، وفتح معبر رفح بشكل دائم ومستمر.
من جهة أخرى، أوقِف ستة أعضاء في جماعة «العمل الفلسطيني» في المملكة المتحدة للاشتباه في أنهم كانوا ينوون تعطيل بورصة لندن احتجاجاً على «تجارة الأسلحة» مع إسرائيل.