تُوِّج ريال مدريد بلقب كأس السوبر الإسبانية للكرة القدم للمرة الثالثة عشرة في تاريخه، محققاً نصراً مزدوجاً، بعدما اكتسح غريمه برشلونة 4-1 في ليلة صاخبة، بقيادة النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور، الذي سجل «هاتريك» في الشوط الأول على ملعب «الأول بارك» الخاص بنادي النصر في مدينة الرياض السعودية أمس الأول.
ويعود الفضل في إحرازه للقب إلى ثلاثية فينيسيوس جونيور (7 و10 و39 ركلة جزاء) وهدف مواطنه رودريغو، الذي مرر أيضاً الكرة التي جاء منها هدف ريال الثاني (65)، فيما سجل البولندي روبرت ليفاندوفسكي هدف برشلونة الوحيد (33).
وشهدت المباراة طرد مدافع برشلونة الأوروغوياني رونالد أراوخو (71).
ونجح ريال في الثأر من خسارته أمام برشلونة في نهائي المسابقة العام الماضي التي أقيمت أيضاً في السعودية، والتي منحت المدرب تشافي أول ألقابه كمدرب للفريق الكتالوني بنتيجة 3-1.
وسبق للسعودية استضافة ثلاث نسخ من كأس السوبر الإسبانية عام 2020 في جدة توّج بلقبها ريال مدريد أمام أتلتيكو بركلات الترجيح، ليعود مجدداً ويثبت جدارته عام 2022 في الرياض ضد أتلتيك بلباو (2-0)، فيما ظفر برشلونة عام 2023 بالرياض.
وضرب فينيسيوس مبكراً، وافتتح التسجيل لريال بعد مرور سبع دقائق فقط، إثر تمريرة بينية رائعة للإنكليزي جود بيلينغهام استقبلها البرازيلي بأفضل طريقة، قبل أن ينطلق بسرعة عالية ويراوغ الحارس إيناكي بينيا ويسجل في المرمى المشرّع.
ولم يلفت فينيسيوس الأنظار بروعة الهدف وحسب، بل باحتفاله على طريقة نجم ريال السابق البرتغالي كريستيانو رونالدو.
فينيسيوس يواصل التألق
وواصل النجم البرازيلي تألقه، ولم ينتظر سوى ثلاث دقائق لمضاعفة تقدم «الملكي» في انطلاقة أشبه بحلم، وهذه المرة تلقى مواطنه رودريغو تمريرة طويلة من كارفاخال، قبل أن ينطلق بسرعة على الجهة اليمنى، ليمرر كرة عرضية نحو فينيسيوس المتقدم، فتابعها في المرمى (10).
وتواصلت الإثارة، حيث بادر الفريق الكتالوني إلى الهجوم، لكنه لم يتمكن من تقليص النتيجة حتى الدقيقة 33 عندما أبعد ناتشو كرة عرضية من أليكس بالدي، لتصل إلى ليفاندوفسكي، الذي سددها «على الطائر» من مشارف منطقة الجزاء على يسار الحارس الأوكراني أندري لونين.
واستعاد ريال أسبقية الهدفين، وسجل فينيسيوس هدفه الثالث من ركلة جزاء، إثر خطأ حصل عليه من أراوخو، الذي أمسكه من الخلف، إثر تمريرة عرضية من كارفاخال (37)، فانبرى لها البرازيلي بنجاح، محرزاً الـ «هاتريك» (40).
ونجح رودريغو المتألق في إضافة الرابع، موجهاً الضربة القاضية لطموحات «بلاوغرانا»، حيث سجل البرازيلي من هجمة مرتدة أخرى، بعدما كان كونديه يحاول إبعاد الكرة التي مررها فينيسيوس إلى بيلينغهام (64).
وساءت الأمور أكثر على الفريق الكتالوني بعد طرد أراوخو، لنيله بطاقتين صفراوين، إثر خطأ ثانٍ على فينيسيوس (71).
أنشيلوتي: المباراة كانت مفتوحة
أكد كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد عقب الفوز العريض 4-1 على برشلونة، الذي منح الريال لقب كأس السوبر الإسباني على حساب غريمه الأزلي، أن النتيجة «كبيرة جداً»، وأن المباراة كانت «مفتوحة» قبل تسجيل الهدف الرابع للميرينغي.
واعترف أنشيلوتي بأن التقدم بهدفين دون رد في أول 10 دقائق رسم شكل اللقاء، موضحاً «تقدمنا مبكراً جداً، ومن هنا، بدأت مباراة أخرى، حيث سيطر برشلونة على الكرة وعانينا من أجل استعادتها».
وقال خلال تصريحات أدلى بها بعد مباراة الليلة الماضية في ملعب الأول بارك بالرياض، «بالطبع لم نكن بحاجة للضغط العالي جداً وكانت مباراة متكاملة. نشعر بسعادة غامرة».
وعن اللقاء، أبرز المدرب «ليس لدينا مهاجمون ثابتون، وهذه الحركية لا تسمح بتشكيل خطورة كبيرة وتهديد مرمى المنافس»، مثنياً على «النزعة الدفاعية لتشواميني الذي أبلى بلاء حسناً في مساندة خط الدفاع».
وبعد كلاسيكو الرياض، وصل كارليتو إلى المباراة رقم 264 مع ريال مدريد، ليتخطى زين الدين زيدان كثاني أكثر مدرب قاد ريال مدريد خلف ميغل مونيوز، وعادل رقم الـ11 لقباً التي حققها الفرنسي مع الفريق الملكي.
فينيسيوس يدخل قائمة عظماء الكلاسيكو
دخل البرازيلي فينيسيوس جونيور تاريخ ريال مدريد في الكلاسيكو ضد برشلونة، بعد تسجيله لهاتريك في الانتصار 4-1 أمس الأول بالرياض، ليتوج بطلاً لكأس السوبر الإسباني على استاد الأول بارك.
وأحرز فيني أهدافه في الدقائق 7 و10 و39 من ركلة جزاء، ليدخل التاريخ، بعدما أصبح اللاعب الـ12 للريال طوال تاريخه الذي ينجح في تسجيل هاتريك ضد برشلونة.
وكان آخر لاعب لريال مدريد ينجح في تسجيل هاتريك ضد البرشا هو الفرنسي كريم بنزيمة في إياب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا، في أبريل 2023.
وانتظر فيني (23 عاماً) تسعة أشهر فقط ليكرر إنجاز بنزيمة، حيث كان آخر هاتريك للاعب ينتمي لريال مدريد في مباراة كلاسيكو يعود لموسم 1994-95 بواسطة التشيلي إيفان زامورانو عندما فاز الريال 5-0 بقيادة فالدانو.
تشافي: بدأنا بأسوأ شكل
أقر تشافي هرنانديز، المدير الفني لبرشلونة، عقب الخسارة القاسية على يد الغريم التقليدي ريال مدريد في كلاسيكو نهائي السوبر الإسباني، بأن فريقه دخل «بأسوأ طريقة ممكنة» مباراة بهذه الأهمية، «وهذا أمر غير مقبول».
وأضاف تشافي: «لا يمكن بدء نهائي باستقبال هدفين في أول 10 دقائق. أشعر بالغضب الشديد وبالإحباط من الخسارة بهذه الطريقة. يجب أن ننتقد أنفسنا. لم ننجح في إيقاف الهجمات المرتدة السريعة، ولم نرتكب أخطاء تكتيكية، والمنافس استغل هذا الأمر. لم نطبق الضغط العالي كما ينبغي. أعتقد أن الفريق خرج تماماً من المباراة بعد الهدف الثالث للريال (من ركلة جزاء)».
واعتذر تشافي لجماهير البرشا عقب المباراة والخسارة بهذه النتيجة، وقال في هذا الصدد: «لم نكن على قدر المباراة. أعتقد أنها اللحظة المناسبة للاعتذار للجماهير، لأن هذه ليست الصورة التي يجب أن يظهر بها البرشا في مباراة نهائية، خصوصاً أمام ريال مدريد».