وسط درجات حرارة تحت الصفر، انطلقت الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية آيوا أمس، في أول اختبار رئيسي لتحديد إن كان بإمكان المرشّح الأوفر حظّاً دونالد ترامب هزيمة خصميه سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس.

ويتوقع أن يفوز الرئيس السابق، الذي يتصدر نتائج الاستطلاعات، بأول عملية تصويت في الولايات المتحدة تجري في الغرب الأوسط، ببطاقة الترشّح عن الحزب الجمهوري ليواجه الرئيس الديموقراطي جو بايدن في نوفمبر.

Ad

لكن الناخبين في آيوا سيواجهون أحوال الطقس الأشد برودة في العهد الحديث للحملات الانتخابية تحت وطأة العواصف الثلجية والرياح العاتية المتوقعة في بعض المناطق، حيث ستصاحبها درجات حرارة تصل إلى 42 درجة مئوية تحت الصفر، ما من شأنه أن ينعكس على نسب المشاركة.

وقال المحلل السياسي أليكس أفيتوم: «إذا نجحت الجهود الهائلة التي يبذلها ديسانتيس على الأرض مصحوبة بتقدّم هيلي مؤخراً بخفض نتيجة ترامب لتصبح أقل من 50% بعدة نقاط، سيكون ذلك أول مؤشر مهم على أن هزيمة ترامب ممكنة».

وتابع: «لكن هذه النقلة النوعية على أرض الواقع، أي أن تصبح هزيمة ترامب ممكنة، لن تحصل إلا إذا وقف جميع المشاركين صفاً واحداً خلف مرشّح مناهض له».

ورغم الحديث عن تحوّلات أشبه بمعجزة، تبدو نتيجة انتخابات آيوا محسومة تقريباً. وأظهر استطلاع جديد أن ترامب يحظى بأصوات 48% من الناخبين المحتملين بينما حلّت هيلي في المرتبة الثانية لكنها ما زالت تحظى بنسبة 20% فحسب.

وتسعى هيلي، الحاكمة السابقة لولاية كارولاينا الجنوبية، لتجاوز التوقعات في أدائها على أمل تكريس نفسها كأبرز منافسة لترامب لدى توجهها إلى ولايتها المفضلة نيوهامبشير الأسبوع المقبل، حيث تظهر الاستطلاعات أداء قوياً لها.

وقالت في بلدة أديل حيث أقامت تجمّعاً انتخابياً في اللحظة الأخيرة، إن ترامب «يجلب الفوضى»، مشيرة إلى أنه «لا يمكن إصلاح فوضى الديموقراطيين بفوضى الجمهوريين».

وفي ولاية يفضّل سكانها لقاء المرشّحين مباشرة، بذل ديسانتيس قصارى جهده لتسليط الضوء على حملته فزار جميع المقاطعات البالغ عددها 99، غير أن ديسانتيس المحافظ الذي خدم في العراق، حصل فقط على 16% من الأصوات في آخر استطلاع، ومن المرجح أن يواجه ضغطاً كبيراً للانسحاب إذا حلّ في المركز الثالث.

والمعروف أن ولاية آيوا لا تتنبأ بالمرشح النهائي لكنها تعد حاسمة لتقليص حلبة التنافس ونقطة انطلاق لساحات المعارك الانتخابية التالية، والتي تشمل الولاية التي تتحدر منها هيلي.

وحضر الديموقراطيون في ولاية آيوا أيضاً أمس، المجالس الحزبية (كوكس)، التي يحضرها الأعضاء المحليون في حزب سياسي لتسجيل مرشحيهم المفضلين، لكنهم سيصوتون بالبريد في الفترة من يناير حتى مارس.

ومن المتوقع أن يهزم بايدن بسهولة الكاتبة ماريان وليامسون وعضو الكونغرس عن ولاية مينيسوتا دين فيليبس.

وانخفضت نسبة التأييد لبايدن وسط الديموقراطيين لتصل لأدنى نسبة من تأييد حزبه لرئيس أميركي خلال 15 سنة الماضية.

وبالمقارنة مع ترامب، فإن 57% من الديموقراطيين والمستقلين ذوي الميول الديموقراطية راضون عن بايدن مرشحاً عن حزبهم، وهو ما يعكس انخفاض شعبيته والحماس له للوصول للبيت الأبيض.