شركات جديدة توقف الشحن عبر البحر الأحمر وخامنئي يدعو الحوثيين لمواصلة ضرب السفن
بن فرحان: الهجمات مرتبطة بحرب غزة ويجب وقف النار • واشنطن تضبط مكونات صواريخ بالستية وكروز إيرانية في الطريق لليمن
انضمت شركة شل الأميركية العملاقة وشركة نيبون يوسن، أكبر شركة شحن في اليابان من حيث المبيعات، الى لائحة من الشركات التي أوقفت شحناتها عبر البحر الأحمر لأجل غير مسمّى، مع تواصل الهجمات التي تشنها جماعة أنصار الله الحوثية ضد السفن.
وغداة إصابة سفينة شحن أميركية بصاروخ أطلقه الحوثيون، قالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري، في مذكرة اليوم، إن ناقلة بضائع ترفع علم مالطا ومملوكة لليونان استُهدفت بصاروخ أثناء عبورها شمالا بالبحر الأحمر على مسافة 76 ميلا بحريا إلى الشمال الغربي من مدينة الصليف الساحلية باليمن.
وكانت «القوات البحرية المشتركة»، التي تضم القوات البحرية البريطانية والأميركية، أصدرت الجمعة الماضية تحذيرا للسفن التجارية بأن تتجنّب منطقة الخطر، وذلك بعد شنّ حملة قصف واسعة ضد مواقع عسكرية ومخازن أسلحة تابعة للحوثيين، في محاولة لردع الجماعة عن مواصلة الهجمات.
وبدأت هجمات الحوثيين المدعومين من إيران بالبحر الأحمر في 19 نوفمبر، وتقول الجماعة إنها تستهدف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل، أو تلك المتجهة إليها فقط، دعما للفلسطينيين في غزة، إلا أن الولايات المتحدة تعتبر التعرّض للملاحة الدولية أمرا غير مقبول.
وقال المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبدالسلام، اليوم، إن «ما تعلنه عدد من شركات الشحن تعليق عملها بدعوى ارتفاع المخاطر في البحر الأحمر هو نتيجة الضغوط والتهويلات الأميركية وموقف غير دقيق، ويتماشى فقط مع الدعاية الأميركية المغرضة، وهناك مئات السفن تعبر مضيق باب المندب بشكل يومي. إننا نجدد التأكيد أنه لا منع لأي سفينة عدا المرتبطة بالعدو الصهيوني المجرم، أو تلك المتجهة إلى موانئه في فلسطين المحتلة».
وفي تطوّر آخر، قالت القيادة الوسطى الأميركية، اليوم، إنها ضبطت قبل أيام شحنة أسلحة إيرانية كانت في طريقها للحوثيين باليمن، مضيفة أن هذه هي أول عملية ضبط لـ «أسلحة تقليدية متقدمة فتاكة تقدّمها إيران» للحوثيين منذ بدء الهجمات الحوثية على السفن.
وقال الجيش الأميركي إنه ضبط «مكونات صواريخ بالستية وصواريخ كروز» إيرانية الصنع على متن سفينة في بحر العرب، فيما أشاد المرشد الإيراني، علي خامنئي، بالهجمات الحوثيية، داعياً إياهم الى المزيد.
وقال خامنئي (84 عاماً) «إن الأمة اليمنية وأنصار الله قاموا بعمل عظيم»، وأضاف: «نأمل أن يستمر الجهاد حتى تحقيق النصر».
في غضون ذلك، عبّر وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، خلال مشاركته بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس السويسرية، اليوم، عن قلق المملكة تجاه التوترات في البحر الأحمر والأمن في الإقليم بشكل عام، مشيراً الى أن الهجمات في البحر الأحمر متصلة بالحرب في غزة، وهناك حاجة إلى وقف إطلاق النار فورا.
الى ذلك، قال نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس اليمني الجنوبي الانفصالي المقرّب من الإمارات، عيدروس الزبيدي، إن التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة «ضعيف»، لأنه لا يشمل قوى إقليمية مثل السعودية والإمارات ومصر.
من ناحيته، قال رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن، في دافوس إن شحنات الغاز الطبيعي المُسال ستتأثر بالهجمات التي تزعزع حركة الملاحة في البحر الأحمر، واصفا الأزمة فيه بأنها «التصعيد الأخطر في الوقت الحالي، لأنه لا يؤثر على المنطقة فحسب، بل يؤثر على التجارة العالمية أيضاً».
وكانت «رويترز» و«بلومبرغ» قد ذكرتا أمس أن 5 سفن على الأقل للغاز الطبيعي المُسال تديرها قطر أوقفت أثناء توجهها نحو مضيق باب المندب الذي يفصل شبه الجزيرة العربية عن القرن الإفريقي.
لكن «رويترز» نقلت اليومعن بيانات ملاحية أن 4 ناقلات تستخدم في نقل شحنات الغاز الطبيعي المسال القطري استأنفت رحلاتها بعد توقفها لعدة أيام.
وعادة ما تتجه شحنات الغاز الطبيعي المسال القطرية التي تمرّ عبر قناة السويس إلى أوروبا، إلا أن وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، قال اليومإنه يستبعد حدوث مشاكل كبرى في سلاسل التوريد بالنسبة إلى اقتصاد بلاده بسبب الأزمة، فيما قالت وزارة الدفاع الفرنسية، في بيان، إن وزيري دفاع فرنسا وإيطاليا اتفقا خلال اتصال هاتفي على الحاجة إلى المزيد من التعاون الفرنسي - الإيطالي والتنسيق الأوروبي في التعامل مع المشكلات القائمة بالبحر الأحمر.