حقق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فوزاً ساحقاً في أول انتخابات تمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية آيوا، مما عزز مكانته باعتباره المرشح الأوفر حظاً لخوض المبارزة النهائية المحتملة مع خليفته الديموقراطي جو بايدن في نوفمبر المقبل.
وتقدّم الملياردير البالغ من العمر 77 عاماً، والذي تتم محاكمته في أربع قضايا جنائية، على منافسَيه الرئيسيين حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس والسفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي بفارق كبير بحصوله على 51 في المئة من الأصوات.
ورغم أنّ عدد سكان «آيوا» لا يتجاوز 1 في المئة من سكان الولايات المتحدة، فإنّها تحتل مكانة خاصة على الساحة السياسية الأميركية منذ أكثر من 50 عاماً، لأنها تسمح بتقدير مسار السباقات التمهيدية التالية. وتكتسب لحظة فوز ترامب هذه أهمية خاصة، لأنه لو لم يحقّقها لضعُفَت صورته كمرشّح لا يُقهر، خلال بقية السباق الانتخابي.
حتى إن بايدن اعترف بأهمية هذه اللحظة في منشور على منصة «إكس»، دعا فيه أنصاره للتبرع لحملته الانتخابية، مؤكداً أن ترامب بات «بكل وضوح المرشح الأوفر حظاً في المقلب الآخر في هذه المرحلة».
بالتوازي مع ذلك، اكتسبت قضية أخرى أهمية خاصة خلال انتخابات آيوا، وتمثلت في حلول ديسانتيس، صاحب المواقف الصادمة بالهجرة والإجهاض، في المركز الثاني بحصوله على 21 في المئة من الأصوات.
وحلت هيلي، المرأة الوحيدة في السباق الانتخابي، في المركز الثالث بحصولها على 19 في المئة من الأصوات، على أمل أن تحقق نتيجة أكبر في نيو هامبشير، حيث تظهر الاستطلاعات أداء قوياً لها.
ومثُل ترامب أمس أمام محكمة مدنية في نيويورك، حيث تتم مقاضاته للمرة الثانية بتهمة التشهير من جانب الكاتبة إي جين كارول (80 عاماً)، بعدما كان قد أُدين في 2023 بتهمة الاعتداء الجنسي عليها.
وفي تفاصيل الخبر:
حقّق دونالد ترامب فوزاً ساحقاً في أول انتخابات تمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية أيوا مساء الاثنين، في نتائج تمّ الإعلان عنها بعد نصف ساعة فقط من بدء التصويت، ممّا عزّز مكانته باعتباره المرشح الأوفر حظاً عن الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.
وتقدّم الملياردير البالغ من العمر 77 عاماً والذي تتم محاكمته في أربع قضايا جنائية، على منافسَيه الرئيسيَين رون ديسانتيس ونيكي هايلي بفارق كبير بحصوله على 51 في المئة من الأصوات، وفقاً للنتائج شبه النهائية.
وبتحقيقه هذه النتيجة، يخطو ترامب خطوة إضافية باتجاه خوض مبارزة نهائية محتملة مع الرئيس الديموقراطي جو بايدن.
وفي خطاب ألقاه أمام حشد من أنصاره في دي موين عاصمة الولاية الواقعة في الغرب الأوسط الأميركي، قال ترامب المعروف بخطاباته الهجومية عادة «أعتقد أنّ الوقت حان للجميع لأن تتّحد بلادنا.. سواء أكانوا جمهوريين أو ديموقراطيين أو ليبراليين أو محافظين».
ثم بدأ بعرض برنامجه الانتخابي، متعّهداً «بإغلاق الحدود» مع المكسيك وحفر المزيد من آبار النفط، في حال انتخابه.
وعلى الرغم من أنّ عدد سكان أيوا لا يتخطّى الواحد في المئة من سكان الولايات المتحدة، إلّا أنّ هذه الولاية تحتل مكانة خاصّة على الساحة السياسية الأميركية منذ أكثر من 50 عاماً، لأنّها تسمح بتقدير مسار السباقات التمهيدية التالية.
تكتسب لحظة فوز ترامب هذه أهمية خاصّة، ذلك أنّه لو لم يحقّقها لضعُفَت صورة الرئيس السابق المتمثّلة في كونه المرشّح الذي لا يُقهر، خلال بقية السباق الانتخابي.
حتّى أنّ الرئيس جو بايدن اعترف بأهمية هذه اللحظة في منشور على منصة «إكس»، دعا فيه أنصاره للتبرّع لحملته الانتخابية، وقال فيه إنّ دونالد ترامب بات «بكلّ وضوح المرشّح الأوفر حظاً في المقلب الآخر في هذه المرحلة».
وينتقل المرشّحون الأسبوع المقبل إلى ولاية نيو هامبشير، قبل أن يأتي دور كلّ ولاية من الولايات الخمسين لتتخذ قرارها الانتخابي، حتى يونيو المقبل.
وبعد ذلك، يحين موعد انعقاد المؤتمر الحزبي الوطني في يوليو، والذي يتمّ خلاله رسمياً اختيار المرشّح الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية.
بالتوازي مع ذلك، اكتسبت قضية أخرى أهمية خاصّة خلال انتخابات أيوا، وتمثّلت في حلول رون ديسانتيس في المركز الثاني.
فقد حصل حاكم ولاية فلوريدا المحافظ والذي غالباً ما يتخذ مواقف صادمة بشأن الهجرة أو الإجهاض، على 21 في المئة من الأصوات.
وكان قد راهن بكلّ شيء على ولاية أيوا، حيث زار في الأشهر الأخيرة كلّ مقاطعاتها الـ99.
وأبدى ديسانتيس سعادته بنتيجته أمام أنصاره الذين شكرهم على دعمهم له، بينما «كان الجميع ضدّنا»، على حدّ تعبيره، مشيراً إلى أنّ وسائل الإعلام كتبت «نعيَنا قبل بضعة أشهر».
المرأة الوحيدة
بدورها، حلّت السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، المرأة الوحيدة في السباق الانتخابي، في المركز الثالث بحصولها على 19 في المئة من الأصوات، غير أنّها لم تعتبر نفسها مهزومة، مؤكدة أنّها ستحقّق نتائج أفضل في الانتخابات التمهيدية التالية.
وتعدّ هذه المرأة الخمسينية مفضّلة لدى جزء من اليمين، كما تحظى بتقدير كبير في دوائر الأعمال.
من جهته، أعلن فيفيك راماسوامي الذي حلّ رابعاً بحصوله على 7 في المئة من الأصوات تقريباً، انسحابه من السباق الانتخابي داعياً للتصويت لصالح دونالد ترامب.
«ليلة عظيمة»
تجمّع الناخبون في أيوا في المدارس والمكتبات ومحطات الإطفاء للمشاركة في المجالس الشعبية الانتخابية.
وبعد تلاوة صلاة والتعهّد التقليدي بالولاء للعلم الأميركي، ألقى ممثّلون كلمة لصالح مرشّحهم، قبل أن يكتب المشاركون اختيارهم على قطعة من الورق.
واعترف ألان لاتشام، وهو ناخب وطبيب قلب يبلغ من العمر 62 عاماً، بأنّه «فوجئ» بسرعة إعلان النتائج.
وقال مبتهجاً «إنها ليلة عظيمة»، مشيراً إلى أنّه يُريد أن يعود ترامب إلى واشنطن، لأنّه «سيساعد في مسألة الحدود»، وتعدّ الهجرة واحدة من المواضيع التي تستقطب الجمهوريين أكثر من غيرها.
ويريد دونالد ترامب القضاء على المنافسة بأيّ ثمن، لضمان فوزه قبل بدء محاكماته الجنائية التي يعرّضه بعضها لخطر السجن.
وسيعيش الجمهوري سنة استثنائية بكلّ المقاييس، تتخلّلها زيارات إلى المحاكم وتجمّعات انتخابية.
ومن الممكن أن يحضر الثلاثاء في نيويورك محاكمة تتمّ خلالها مقاضاته للمرة الثانية من قبل كاتبة اتهمته بالتشهير، بعدما أُدين في العام 2023 بتهمة الاعتداء الجنسي عليها.
ماذا عن الديموقراطيين؟
في أغسطس المقبل، من المفترض أن يتمّ اختيار الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن كمرشّح عن الحزب الديموقراطي، إلّا في حال حصول مفاجآت كبيرة، وسيتمّ ذلك بالرغم من الانتقادات المتكرّرة لكبر سنّه.
في ولاية أيوا، أدى البرد والثلوج غير المتوقعة إلى عرقلة العملية الانتخابية بالنسبة لجميع المرشحين.
فقد تعرّضت الولاية لعاصفة ثلجية واقتربت درجة الحرارة من 30 درجة تحت الصفر خلال فترة التصويت، بينما كانت الطرق مغطاة بالجليد.