تراجعت أسعار النفط أمس، بعد صدور بيانات النمو الاقتصادي في الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم، التي جاءت أقل قليلاً من التوقعات، مما أثار مخاوف بشأن زيادات الطلب في المستقبل، في حين أثرت قوة الدولار على شهية المستثمرين للمخاطرة.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 58 سنتاً، بما يعادل 0.7 في المئة إلى 77.71 دولاراً للبرميل.

Ad

وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 61 سنتاً، بما يعادل 0.8 في المئة إلى 71.79 دولاراً للبرميل.

وارتفع خام برنت بشكل طفيف الثلاثاء، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط مع ضعف العوامل الأساسية في الولايات المتحدة، لكن الصراع المستمر في البحر الأحمر زاد المخاوف من اضطرار الناقلات إلى تغيير مسارها لتجنب المنطقة، مما أدى إلى زيادة التكاليف ومقدار الوقت اللازم للتسليم.

وحقق الاقتصاد الصيني نمواً 5.2 في المئة على أساس سنوي في الربع الأخير من العام الماضي، وهو ما جاء دون توقعات المحللين، وأثار تساؤلات حول التوقعات بأن الطلب الصيني سيدفع نمو أسعار النفط عالمياً في 2024. وارتفع إنتاج مصافي النفط في الصين العام الماضي 9.3 في المئة على أساس سنوي وصولاً إلى مستوى قياسي رغم النمو الاقتصادي الذي جاء أقل من المتوقع، ما يشير إلى أن الطلب على النفط مازال مرتفعاً، إن لم يكن عند الوتيرة التي يتوقعها بعض المحللين بالفعل.

في الوقت نفسه، حام الدولار بالقرب من أعلى مستوى خلال شهر أمس بعد تعليقات مسؤولي مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) قلصت التوقعات بخفض أسعار الفائدة بشكل كبير، ويؤدي ارتفاع الدولار إلى تقليص الطلب على النفط المقوم بالدولار بالنسبة للمشترين الذين يدفعون بعملات أخرى. وتواصل السوق مراقبة الوضع في البحر الأحمر بالتزامن مع قلق المستثمرين من خطر اضطراب الإمدادات حتى مع تحويل ناقلات النفط مسارها بعيداً عن الممر المائي.

وشنت الولايات المتحدة الثلاثاء ضربات جديدة على جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران، بعدما استهدف صاروخ حوثي سفينة يونانية في البحر الأحمر.

وعلقت شركة النفط البريطانية الكبرى شل الشحنات عبر البحر الأحمر بعد بدء الضربات الأميركية والبريطانية، لكن شركة شيفرون الأميركية المنتجة أبقت على مساراتها في البحر الأحمر.

قلة المعروض

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو» السعودية أمين الناصر، إن أسواق النفط العالمية ستتكيف مع اضطرابات البحر الأحمر على المدى القصير، إلا أن استمرار التي يشنها الحوثيون على السفن لمدة أطول ستؤدي إلى نقص عدد الناقلات بسبب طول الرحلات وتأخير الإمدادات. وقال الناصر لـ«رويترز» إنه يتوقع أن تشهد سوق النفط قلة في المعروض بعد أن استنفد المستهلكون المخزونات بمقدار 400 مليون برميل في العامين الماضيين، وهو ما جعل الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى «أوبك» المصدر الرئيسي للإمدادات الإضافية لتلبية الطلب المتزايد.

وأجبرت هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر العديد من الشركات على تحويل مسار الشحنات حول إفريقيا. ويقول الحوثيون المتحالفون مع إيران إنهم يتصرفون تضامنا مع الفلسطينيين خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة.