خطط حوثية لضرب قواعد أميركية في دول عربية
هجوم جديد في باب المندب... وبايدن يصنف الحوثيين «إرهابيين»
• قيادي في «أنصار الله»: المواجهة مع الولايات المتحدة إيجابية لنا
نقلت قناة «سكاي نيوزعربية» عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية قوله، إن جماعة «أنصار الله» الحوثية في اليمن أعدّت خططاً لاستهداف القواعد الأميركية في المنطقة العربية.
وكان الحوثيون قالوا، في بيان بعد قصف أميركي ـ بريطاني موسع أصاب مواقع لهم في عدة مناطق يمنية، إن المصالح الأميركية والبريطانية في كل مكان باتت أهدافاً مشروعة لهم، دون توضيح إذا كان ذلك التهديد يشمل القواعد الأميركية في العديد من دول المنطقة.
ولم يوضح المسؤول الأميركي إذا كان الكلام يدور حول البحرين التي قالت الولايات المتحدة، إنها دعمت الضربات ضد الحوثيين، فضلاً عن أنها الدولة العربية الوحيدة التي شاركت في مهمة «حارس الازدهار» التي تقودها واشنطن لحماية البحر الأحمر.
ولا يزال التوتر سيد الموقف في اليمن والبحر الأحمر غداة إعلان واشنطن شن ضربة جديدة على الحوثيين الذين تبنوا بدورهم قصفاً على سفينة مملوكة لليونان قالوا إنها متوجهة لإسرائيل.
وقبيل إعلان وشيك للرئيس الأميركي جو بايدن عن إعادة إدراج الحوثيين على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية، تلقت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري أمس، تقارير عن اقتراب ثلاثة زوارق وطائرة مسيرة من ناقلة حاويات ترفع علم مالطا، على بعد نحو 16 كلم جنوب غربي ساحل مدينة باب المندب، التي تعد أصغر مديريات محافظة تعز.
لديهم خيار
جاء ذلك، غداة تدمير القوات الأميركية أربعة صواريخ بالستية مضادة للسفن، كانت معدة لإطلاقها على سفن تجارية وحربية قبالة سواحل اليمن، حسبما أعلنت القيادة العسكرية الأميركية الوسطى (سنتكوم).
وقال البيت الأبيض، إن الضربات الأميركية على الحوثيين ستتواصل طالما استمرت الهجمات على السفن، إلا أن المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي أوضح، أمس الأول، أن بلاده «لا تتطلع إلى توسيع الصراع، وأن الحوثيين أمامهم خيار، وما زال أمامهم الوقت لاتخاذ القرار الصحيح، وهو وقف هذه الهجمات المتهورة».
مواجهة إيجابية
من ناحيته، قال القيادي في جماعة أنصار الله الحوثية محمد الحوثي، على موقع اكس، إن «المواجهة المباشرة مع أميركا شيء إيجابي، لأنها هي التي جلبت الدمار والحصار والفقر لبلدنا».
وتابع الحوثي: «بينما كانت أميركا تدعم التحالف على اليمن تسع سنوات تفتح اليوم معركة مباشرة معه، لسنا قلقين من المعركة هذه، ولسنا آبهين بها، فالصواريخ والطائرات التي قُصِفنا بها خلال السنوات التسع هي نفسها التي تمتلكها أميركا اليوم».
مهمة أوروبية
إلى ذلك، قدمت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي دعماً مبدئياً لتشكيل مهمة بحرية لحماية السفن من الهجمات المتواصلة في البحر الأحمر، والتي تسببت في عدول كبريات شركات الشحن العالمية عن الإبحار في الممر الاستراتيجي الرابط بين شرق الكرة الأرضية وغربها.
وفي ظل التحفظ الأوروبي على الانضمام إلى مهمة «تحالف الازدهار» لحماية البحر الأحمر بقيادة واشنطن، قال دبلوماسيون أوروبيون إن هدف أعضاء الاتحاد الأوروبي هو تشكيل التحالف الجديد في موعد أقصاه 19 فبراير.
وذكرت صحيفة بوليتيكو الأميركية أن الاتحاد الأوروبي يعتزم إرسال ما لا يقل عن 3 مدمرات مزودة بأنظمة دفاع جوي إلى البحر الأحمر، في إطار المهمة الأوروبية المرتقبة بالتعاون مع قوات من دول أخرى.
وأوضح ثلاثة دبلوماسيين أوروبيين، أن المهمة ستبدأ بثلاث سفن تحت قيادة الاتحاد الأوروبي، وأن الدول التي ستساهم أولاً هي فرنسا وإيطاليا، اللتان لديهما سفن حربية في المنطقة، وألمانيا التي تعتزم إرسال فرقاطة من طراز هيسن.
وشدد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي أنطونيو تاياني، أمس، على أن المهمة الأوروبية «ليست عملية هجومية، بل دفاعية، تهدف إلى ضمان أمن حركة الملاحة البحرية»، كاشفاً عن «تقارب حول الاقتراح الإيطالي الفرنسي الألماني، لتوسيع نطاق عمل مهمة أتالانتا الحالية، لتمتد من مضيق هرمز إلى قناة السويس».
انقسام أوروبي
وأبدى بعض حلفاء الولايات المتحدة، خاصة الدول الأوروبية، تحفظات على خطة عمل «تحالف الازدهار»، واعترضوا على فكرة أن تكون تحت قيادة واشنطن، وسط انقسام أوروبي، مع تأييد دول مثل هولندا وألمانيا للضربات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين.
وقال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين لوكالة رويترز: «المسألة تتعلق دائماً بالقيادة والسيطرة، وفي إطار الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، تحتفظ كل دولة بالسيطرة السياسية على قراراتها، أما في إطار تحالف الراغبين، تكون الدولة الأساسية هي المسيطرة».
مبررات ماكرون
وبرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأول، عدم انضمام فرنسا إلى التحالف الأميركي البحري، أو المشاركة في الضربات الأميركية ـ البريطانية، يوم الجمعة الماضي، على مواقع للحوثيين في صنعاء والحديدة وتعز وحجة وصعدة.
وقال الرئيس الفرنسي، خلال مؤتمر صحافي، «قررت فرنسا عدم الانضمام إلى الائتلاف الذي قاد ضربات وقائية ضد الحوثيين على أراضيهم، لماذا؟ لأن موقفنا بالتحديد يسعى إلى تجنب أي تصعيد»، مؤكدا أن المسألة ليست «عسكرية» بل «دبلوماسية»، ومجددا الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة.